2024-04-25 02:41 ص

عاصفة الحزم تصفُر والمعلم يجهز الصناديق الخشبية..!!

2016-02-07
بقلم: الدكتور محمد بكر
تعود مفردات الكباش والتناحر والتناطح للتوالد في السجل السوري، وهي التي لا تنفك حضوراً في دقائق وتفاصيل الحرب السورية، تثور الحمية السعودية وتنتفض وتجهر بماهية قادمات الأيام، وبفلسفة ٍ يعصى فهمها على ابن رشد ذاته، يأتي التحليل السعودي ليضع نقاط توجهه العسكري الجديد وعواصف حزمه المباركة أميركياً على حروف التحالف الاسلامي الذي أعلن عنه مؤخراً من دون شرح أبعاده وأهدافه، لجهة أن القوة المشتركة التي تنوي العربية السعودية وحلفاؤها إرسالها إلى سورية، وعندما يُهزم تنظيم " الدولة الإسلامية " ستقوم بإعادة " التوازن " إلى ساحة القتال ونشر السلام، تماماً كشعار إعادة الأمل الذي أطلقه التحالف السعودي على عملياته العسكرية المستمرة في اليمن منذ أحد عشر شهراً، فلا أمل أعاد ولا سلام نشر، ومازال اليمن يئن ويغوص في بحور من الدماء لا تنتهي. بدورها كان للنظرة الحكومية السورية طابعها الخاص وقالبها المتمترس خلف ذات التوصيف منذ عشرات السنين حيال كل من يرفع صوته أو يحرك " بإيماءة" رفض لشكل الحياة السياسية في سورية، لجهة ماقاله وزير الخارجية وليد المعلم أن الدولة السورية لا تحاور أشباحاً، طالباً من دي ميستورا تحديد هوية المفاوضين الآخرين لتنضم بذلك قائمة جديدة ثانية إلى جانب قائمة تحديد المنظمات الارهابية المتنازع حولها، ولا ندري هل يكون هناك قائمة ثالثة او حتى رابعة من قوائم التنازع التي تشبه المتاهات للوصول إلى مخرج آمن وتوافقي. المعلم ردد ذات " الأسطوانة " الدائمة لجهة أن الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره وإن الحوار يجب أن يكون سورياً سورياً ومن دون تدخل خارجي،  مضيفاً وبلهجة الحديد والنار أن أي تدخل عسكري من دون موافقة الحكومة السورية سيعود فيه المعتدون إلى بلدانهم في صناديق خشبية، هذه الأسطوانة التي باتت كالحبر على ورق يدفع فيها الشعب السوري من دمائه وكفاءات أبنائه الثمن الكبير، وقد بات الملايين منه خارج الوطن والتدفق لا يزال مستمراً في صورة مرعبة في تبعاتها المستقبلية على المجتمع السوري ولا يزال المتصارعون يرددون أحقية الشعب في تقرير مصيره، فيما تُغتال السيادة السورية في اليوم عشرات المرات، ولايزال خطابنا يتحدث عن السيادة وموافقة الدولة السورية كشرط للمصادقة على أي طرح جديد، وطائرات التحالف الستيني "تغرد " وتهدر وتسرح وتمرح في السماء السورية، ومن دون تنسيق ومشورة الدولة والجيش العربي السوري، وكذلك فعلت وفي طريقها لذات الفعل طائرات الكيان الصهيوني لجهة اختراقها وغيها وغطرستها من دون أي رادع يعترضها أو يفرمل تسلطها، فيما.      " لتغريد " وحمم السوخوي الروسية هديرها الذي لا يعلى عليه، ومع كل زخم الحضور اللوجستي، فإن الروسي يجد في سلوكه المتنامي في الميدان السوري مساعدة لسورية في مواجهة الارهاب فقط، ولا يتدخل مطلقاً بشكل النظام السياسي السوري ومن يحدده، بينما يجد رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق تركي الفيصل بأن المرض السوري يتمثل في شخص الأسد ويغض الطرف عن دور بلاده في تتامي واستشراء المرض في الجسد السوري. بعيداً عن مفاعيل التوجه السعودي الجديد في سورية إن كانت جادة أو ذات مدلولات إعلامية ونفسية فقط، فإن كل هذا الكباش والسعار الحاصل إنما يدلل وبصورة قطعية لا تحتاج لأي براهين أو دلائل على مدى تمكن وحضور اليد الدولية في رسم مشاهد الصراع السوري، وكذلك غياب الحكمة ومنطق العقل لجهة التغيير الجذري للمسارات والطروحات التي لاتزال تتكاثر على قاعدة أكون أو لا أكون، ووضع الشروط المسبقة والترديد الببغائي لذات المفردات منذ خمس سنوات، والوطن السوري على مقصلة التناحر والعناد والتناطح الدولي لايجد من يرى أو يشعر أو يتلمس سوء المآل وحافة الهاوية التي تنتظره، وجل مايراه هذا الوطن المذبوح حوراً وسلاماً ينتفخان " كالبالون " وسط سمائه التي تعج بالسواد ولا تمطر إلا الرصاص. 
* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا 
 Dr.mbkr83@gmail.com