2024-03-29 01:46 م

عندما تتلاعب أميركة بالحلفاء ....

2016-02-14
بقلم: جمال محسن العفلق 
في أجتماع شهيربين السفيره الأمريكية في العراق وصدام حسين قبيل الغزو العراقي للكويت قالت السفيره حينها لصدام حسين أن أميركا لم تتدخل بهذا الشأن العربي الخاص ، وبعدها كان الغزو ونتائجة التي مازلنا ندفع ثمنها حتى اليوم ، ففي ذلك الوقت كانت الولايات المتحده تدعي الحياد او انها كانت على حياد بالفعل ولكن ما حدث بعد الغزو والسرعة التي تم فيها اتخاذ القرارات الدولية والعربية ومحرب تحرير الكويت ومن ثم حرب احتلال بغداد دليل قاطع على ان اميركا في ذلك الوقت لم تكن بعيده عن اللعبة ان لم تكن المحرك لها واليوم وبعد ربع قرن على ذلك اللقاء نجد السيناريو الأمريكي يتكرر ولكن بشكل أخر فبين التصريحات الدبلوماسية واللقاءات الثنائية التي تجريها الولايات المتحده مع الحلفاء لها بالمنطقة نجد التناقض الغريب فمن جهة تدعي أميركا وعلى لسان وزير خارجيتها ان الحل السلمي ممكن في سورية ولكن هناك الخطة (( ب )) والتي تشمل لبند عسكري يتيح التدخل البري لمحاربة الجيش السوري تحت غطاء محاربة خطر داعش ، في وقت ينفخ فيه حليفي أميركا ابواق الحرب والدخول البري ، حتى اصبحت افتتحية اي كلمة او تصريح لكل من وزيري خارجية تركيا والسعودية تبدأ بعبارة الدخول البري ومحاربة داعش ودعم (( الثوار )) . قد تكون هذه لعبة ادوار حيث يتحدث الأصل عن حوار ولكن الفرع التابع يتحدث عن حرب وشيكة وهذا من باب الاستثمار السياسي والضغط على السوريين والروس والايرانين اننا مع الحوار ولكن لدينا شركاء يريدون الحل العسكري ، وهذا جائز في اي مفاوضات خصوصا ان ما يسمى معارضة سورية لم تستطع لم شملها او الاتفاق على اولويات الحوار عدا عن الخسائر الكبيرة في الميدان حيث لا مكان للمعارضة المسلحة وخصوصا في الشمال حتى حدود تركيا وفي الجنوب على حدود الاردن فلسطين المحتله ، بعد تقييد حركة تلك الجماعات وخسارة اراضي ونقاط كان من الممكن ان تكون ورقة ضغط للتفاوض . أما الجانب الأخر قد يكون ما قامت به السفيره الأمريكية منذ ربع قرن في بغداد ، يعاد صياغته اليوم مع الرياض وانقره حيث يعطى الضوء الأخضر ويتلقى صقور الحرب تطمينات بالدعم اللوجستي والحماية الدولية ، وهذا امر ممكن ولكن ماذا لو كان خلف هذا الامر لعبة توريط للدولتين ؟؟ فمن الناحية العسكرية تستطيع تركيا الدخول البري من خلال حدودها الطويلة مع سورية ولكن هل ستتمكن من البقاء او تحقيق شيء ؟؟ هذا امر مرتبط بأشياء كثيره اولها القبول الشعبي السوري لهذا التدخل فهل تمتلك تركيا هذا القبول بين السوريين وخصوصا اليوم ؟؟ بالتأكيد لا يمكن ان يقبل شعب بدولة احتلال وهذا سيؤدي بالنهاية الى حرب طويلة ستدفع تركيا فيها ثمن باهض وسيكون عدد القتلى من الجيش التركي اكبر بكثير من الحد الذي يمكن ان يقبل فيه الشعب التركي الذي لا يتوافق مع سياسة اردوغان والمؤسسة العسكرية التركية لا تقبل ان يورطها جنون اردوغان بحرب استنزاف لا طائل منها . أما السعودية والتي تفكر بنقل قوات لها عبر البحار لتصل الى الأراضي السورية ما هي امكانيتها الحقيقية للتقدم على الأرض فمن الجنوب وحسب تصريحات الاردن الرسمية والشعبية فلن يكون هناك ممر لتلك القوات، اذن الدخول سيكون عبر الاراضي التركية وهذا بطبيعتة يعني انفصال تلك القوات عن مقر القيادة الذي سيكون بعيد تماما عن ارض المعركة ، وهذا دون الدخول بالقوة العددية والامكانيات الحقيقية لتلك القوات التي ستخوض حرب خاسره على الأرض ومن يدير المعركة هو نفسة الذي ادعى انه قادر على اعادة الشرعية في اليمن خلال شهر واليوم القوات السعودية متورطه باليمن رغم بيانات المتحدث العسكري التي تتحدث عن انتصارات وتحقيق اهداف يوميا . وطبعا لن ندخل بموضوع المحاور والتحالفات خصوصا ان سورية ليست الوحيده المستهدفة من هذه الحرب فهناك روسيا الموجوده بالفعل على الأرض وهناك ايران الحليف الوثيق لسورية وقبل هذا وذاك هناك الشعب السوري وهو شعب لم يعرف الا المقاومة والباقين على ارض سورية من السوريين هم المتمسكون بالأرض الرافضين لاي احتلال او حتى تدخل لفظي في شؤون بلدهم ، فالى اين تدفع اميركا بالحلفاء المقربين لها ؟؟ الواضح ان الولايات المتحده ترغب بشده في اعادة رسم خريطة المنطقة ولن تقبل بوجود اي دولة تمتلك للقوة حتى لو كانت تلك الدولة حليفة لها فبمراجعة بسيطة للعلاقات الامريكية الدولية نجد دائما ان اميركا تبحث عن تابع لها وليس عن حليف ودائما تدعم اميركا الحلفاء وتترك في جدار الدعم هذا نقاط هشة قابله للتدمير في اي لحظة ، وهذا يعني ان الولايات المتحده تريد توريط الجميع لتحقق بذلك مكاسبها الخاصة وعلى رأس تلك المكاسب أمن ما يسمى إسرائيل . فالتناقض الواضح في التصريحات الدبلوماسية بين دول العدوان على سورية يسير ان الولايات المتحدة الأمريكية تريد اخذ دور حمامة السلام وان الحلفاء يريدون دور الصقور ، ولكن الامريكان راضين عن هذا الدور بما ان الحلفاء سيدفعون واذا ما حققوا اي نتيجة على الأرض فأميركا ستحصد بالتأكيد . فالخاسر الأكبر بهذه اللعبة هم حلفاء اميركا اولا وأخرا ، لأن أحتمال نجاحهم على الأرض ضعيف وهذا بالتأكيد ليس كلام للتسويق فبمقارنة بسيطة بين القوات الامريكية والبريطانية التي دخلت بغداد وكانت تسمي تلك الحرب نزهة .. وبين القوات المتوقع ارسالها من قبل الدولتين سنجد الجواب فأميركا التي دفعت باحداث المعدات وافضل الجنود خرجت خاسره من حربها في العراق وانسحابها كان قهريا ولم يكن اختياريا ، فأين ستكون قوات السعودية وتركية اذا ما دخلوا الى سورية ؟؟ والانفعال الدبلوماسي الذي لا تعلق علية الحكومة السورية بشيء اليوم هو بداية الهزيمة لأي دولة تفكر بالاعتداء على السيادة السورية فمحاربة الارهاب مستمرة وتحرير المناطق من الجيوب الارهابية مستمر وسط هذا الضجيج الاعلامي عن جيوش التحرير التي وعد بها ما يسمى ائتلاف الدوحه الخائن .