2024-04-19 08:53 م

معركة مبكرة على أصوات "وسط" و "يمين" الخارطة الحزبية في إسرائيل

2016-03-26
القدس/المنــار/ لا تقتصر الانتقادات لإدارة حكومة نتنياهو على فشل مواجهتها للهبة الفلسطينية، على تلك الاصوات التي تصدر من يسار الخارطة الحزبية في صفوف المعارضة، بل تتعداها الى مكونات اخرى تبحث عن حصد المزيد من الاصوات في اوساط جمهور اليمين، ومن أهم هذه المكونات افيغدور ليبرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، الذي تعرض لنكسة في الانتخابات الاخيرة وفضل البقاء خارج تشكيلة الائتلاف الذي يترأسه نتنياهو. ويرى محرر الشؤون الاسرائيلية في (المنـار)، أن ليبرمان بدأ منذ اللحظة الأولى لتشكيل الائتلاف توجيه الانتقادات لنتنياهو ويعلون وبشكل اساسي على خلفية التحديات الأمنية التي تواجه اسرائيل في السنة الأخيرة، حيث يحرص زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" على اتخاذ مواقف يمينية متطرفة لإشباع رغبة وارضاء جمهور اليمين واليمين المتطرف، سعيا لتوفير مزيد من التأييد في أية مواجهة انتخابية مقبلة، هذه المعركة المبكرة لا يقتصر خوضها على ليبرمان وحده، بل هناك لاعب مهم في الساحة الحزبية الإسرائيلية، وهو يائير لبيد زعيم حزب "هناك مستقبل" الذي يسعى الى توسيع دائرة جمهوره المستهدف وتنويع رسائله لتتوافق مع أكبر عدد من الشرائح في المجتمع الاسرائيلي، وعدم حصرها في الشأن الاجتماعي والاقتصادي، كما حصل في الانتخابات الماضية. فزعيم حزب "هناك مستقبل" يتعدى ذلك الى مواضيع سياسية تتعلق بتحسين صورة اسرائيل في العالم، والمطالبة بتشديد القبضة الأمنية ضد الفلسطينيين، وينشط لبيد حاليا في عقد اللقاءات مع الاسرائيليين من شرائح متعددة في حلقات نقاش وتباحث ضيقة في المجالس المحلية والمراكز الجماهيرية في الأحياء المختلفة في المدن الاسرائيلية، ويتضح من استطلاعات الرأي الاخيرة تصاعد قوة لبيد ، على حساب حزب العمل، وبالتحديد جمهور هذا الحزب الذي يرى بأنه توجه اكثر نحو اليسار وابتعد عن وسط الخارطة الحزبية. كذلك فان حزب العمل برئاسة اسحق هرتسوغ، هو الآخر ليس بعيدا عن هذه الصراعات والمعركة المبكرة على نفس الجمهور والشريحة اليمينية التي باتت الصبغة الأكثر حضورا في المجتمع الاسرائيلي. وهناك أيضا محاولات من بعض الأحزاب المشاركة في الائتلاف الذي يتزعمه نتنياهو، الى خوض هذه المعركة، عبر البحث عن تحالفات مستقبلية والسعي لاستقطاب شخصيات عسكرية في الاحتياط، غير مستهلكة سياسيا، كما هو الحال مع موشيه كحلون، زعيم حزب "كلنا"، الذي يجري اتصالات مع رئيس هيئة الاركان السابق، جابي اشكنازي، ومع بعض "الحردانين" من حزب الليكود، الذين غادروه وفضلوا البقاء خارج الأطر البرلمانية لليكود في السنوات الأخيرة، وعلى رأسهم الوزير السابق جدعون ساعر.
ويرى محرر الشؤون الاسرائيلية، أن أن انخفاض قوة نتنياهو في استطلاعات الرأي، تعني أن هناك فرصة كبيرة لصعود حزب وسط جديد في اسرائيل برئاسة كحلون وأشكنازي أو قائمة مشتركة تتربع في وسط الخارطة الحزبية مع ميول نحو اليمين، وبالتحديد قد نرى صعودا لنجم لبيد وتحالف غير مستبعد بينه وبين ليبرمان في قائمة مشتركة "تمتص" أصوات الغاضبين من الوضع الأمني الذي تعاني منه شوارع اسرائيل. وحتى البيت اليهودي (بينت واريئيل) يراقب هذه التحركات الحزبية المبكرة، وقد يقدم على فك ارتباطه بائتلاف نتنياهو، في حال تواصل الضغط عليه من جانب الجمهور اليميني المتطرف الذي يمثله في الحكومة، في ضوء التدهور الأمني الراهن.