2024-04-25 06:34 ص

«التناحر» سيد المشهد في قمة "التعاون الاسلامي" باسطنبول!!

2016-04-15
انطلقت في مدينة اسطنبول بتركيا اعمال القمة الـ 13 للدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي تحت شعار "الوحدة والتضامن من اجل العدالة والسلام"، على الرغم من أن التفاصيل التي شهدتها القمة وما سبق من تصريحات افتقدت إلى أي مؤشرات قد تدل على نوايا "وحدة وتضامن" أو بادرة لأي "تعاون" إسلامي قد يعول عليه من القمة، في وقتٍ يطغى على المسامع إيقاع طبول الحرب، على أي صوت آخر.

وقد استضاف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  رؤساء دول وحكومات نحو ثلاثين بلدًا في إسطنبول شاركوا في القمة التي تستمر يومين، حيث تسعى تركيا من خلالها إلى إبراز تأثيرها في العالم الإسلامي والتقريب بين دول المنظمة، لكن الخلافات بشأن النزاعين في سوريا واليمن كان لها التأثير الطاغي على المحادثات.

وتضم منظمة التعاون الاسلامي 57 دولة عضواً، وتعد ثاني اكبر منظمة دولية في العالم بعد منظمة الامم المتحدة. ويناقش القادة ورؤساء الوفود على مدى يومين في القمة الإسلامية، التي تعقد تحت شعار "الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام"، ملفات الإسلاموفوبيا، والوضع الإنساني في العالم الإسلامي، والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، إضافة إلى القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، والنزاعات في العالم الإسلامي والهجرة، ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة في الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف.

وكان من أبرز المشاركين الرئيس الايراني حسن روحاني حيث كان في استقباله نظيره التركي حين وصوله الى مكان انعقاد القمة، كذلك خص أردوعان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بحفل استقبال لدى وصوله.

وأشار أردوغان في كلمته الافتتاحية إلى ضرورة التعاون بين الدول الإسلامية والوحدة والتعاون رغم كل الخلافات وتحقيق العدل والسلام في العالم الإسلامي، مضيفا: "علينا أن نتجنب الخلافات والخصومات"، داعيا لإنشاء مؤسسة للشرطة والمخابرات تابعة للمنظمة. وأضاف أردوغان، أن الإرهاب أكبر مشكلة يعاني منها العالم الإسلامي، وأن الإرهابيين الذين يقتلون باسم الإسلام لا يمكنهم أن يمثلوا الإسلام.

وهاجم أردوغان الدول الخمس الكبرى، داعيا إلى إعادة هيكلة مجلس الأمن في ضوء الخريطة الدينية والعرقية في العالم، وإلى عقد مؤتمر نسائي في إطار منظمة التعاون الإسلامي، لأن المرأة يجب أن يكون لها حق في التعبير عن مشاكلها في كافة المحافل.

ودعا الرئيس التركي إلى تشكيل مؤسسة مشتركة بين جمعيات الهلال الأحمر ومؤسسة أخرى لفض المنازعات الاقتصادية بين الدول الإسلامية بعيدا عن مجلس الأمن تكون محكمة في إسطنبول على سبيل المثال.

من جهته أشار الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة القاها امام الجلسة الافتتاحية إلى "ان العالم الاسلامي لا يستحق السقوط في تيارات من انعدام الأمن والعنف والارهاب المنظم ويعاني من التخلف والجهل الواسع، بل يستحق مكانة مرموقة، وهذا غير ممكن الا بالمزيد من التفكر في الاوضاع الحالية والعالم الذي يحيط بنا". مؤكداً انه لا ينبغي في اجتماع منظمة التعاون الاسلامي التي تأسست على الوحدة، اصدار ما يؤدي الى التفرقة بين الامة الاسلامية، واي حركة تدعو الى الاختلاف والفرقة، تفتقد للمصداقية ولا اساس لها. وذلك رداً على طرح السعودية أربعة بنود معادية لإيران وبندا ضد حزب الله في مشروع بيان القمة. حيث كان وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف قد قدم احتجاجاً في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الثلاثاء،  مؤكدا أن هذا السلوك يتنافى مع روح التضامن الإسلامي ويصب في مصلحة "إسرائيل". وندد ظريف بمحاولة استغلال منظمة التعاون الإسلامي من قبل بعض الأعضاء كأداة ضد إيران.

أما الملك سلمان بن عبد العزيز فأكد في كلمته ضرورة إيجاد حلول للأزمات في سوريا والعراق وليبيا، كما أكد دعم بلاده للمشاورات في الكويت لإحلال السلام في اليمن على أساس قرارات مجلس الأمن، وضرورة العمل على إنهاء الأزمة السورية على أساس جنيف 1.  يذكر أن الملك سلمان قد التقى رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام على هامش المؤتمر، في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية اللبنانية توتراً حاداً.

وقد تجنب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصافحة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي سلم رئاسة القِمة الإسلامية الـ 13 لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.