2024-04-24 01:01 م

إسقاط العروبة بالإسلام السياسي يجعل العرب أشتاتاً مقتتلين!

2016-04-27
بقلم: طلال سلمان
يوماً بعد يوم، يتزايد إحساس المواطن العربي الذي طالما اعتز بهويته، أنه غريب في بلاده، أقرب لأن يكون لاجئاً أو عابر سبيل.
يتم إسقاط الهوية الجامعة التي كانت تشعره بعزة الانتماء إلى أمة عظيمة بتاريخها، برغم ما لحق به من تشوهات، وبواقعها الغني بإمكاناته والقدرات، وبأمله في مستقبل يليق بتضحيات الآباء والأجداد من أجل أن تكون بلادهم لهم، متحررة من أسار الاستعمار ومؤهلة لصنع الغد الأفضل بقدرات أهلها.
فجأة، يتم إسقاط هويته، وهي حبل الصرة مع أرضه، لتسبغ على بلاده وعليه فيها هويات غريبة: بعضها مستعاد من تاريخ سحيق وجد من يبعثه فجأة ليفرضه واقعاً، بذريعة أنه كان هو الأصل في حقبة ما قبل القوميات والوطنية، أو بإعادة الأمر إلى الدين الذي يجري تفسيخه إلى مذاهب وطوائف مصطرعة على السلطة، على حساب الوطن والأمة، التاريخ والجغرافيا.
تختفي تعابير كانت ثابتة إلى حد التقديس مثل: الأمة العربية، الوطن العربي، تحرير المحتل من الأرض، مواجهة «العدو الواحد» سواء أكان يحمل هوية «الاستعمار القديم» أو «إسرائيل» ومشروعها الإمبراطوري لاغي الأمة بأرضها وناسها، أو النزعات الانفصالية والكيانية المرتكزة إلى أساطير لا أصل لها في التاريخ أو إلى بعض المشاريع الاستعمارية التي سبق لها أن فشلت ويراد فرضها مجدداً.
وفي حين تتعاظم قدرات العدو القومي أو الوطني أو الديني، أو كل ذلك معاً، إسرائيل، تتهاوى الكيانات المجاورة لفلسطين في قلب نزاعات سرعان ما تتحول إلى عداء راسخ، تتقدم إسرائيل لتفرض نفسها «الدولة» الوحيدة في قلب الشتات العربي من حولها.