2024-04-25 08:01 م

السلام في سوريا بين الكبار والصغار

2016-04-27
بقلم: رابح بوكريش
بداية أود أن أعبر عن إعجابي الشديد بعمودك وما تقدمه من أخبار وتحاليل مميزة ، و لا أخفي عنك سرا إذا قلت لك أنني أحتفظ بعدد لا بأس به من الأعمدة في مكتبي .. .لكن ما ورد في عمودك الذي يحمل عنوان " الشعب السوري يواجه النظام والمعارضة " حسب رأي أنه يحتوي على الكثير من الغموض فيما يخص الجرائم التي ترتكب في سوريا . لقد حملت النظام السوري وحده ما يرتكب من جرائم في حق الشعب السوري وأغضيت البصر عن الجهات الأخرى . وهل يتحقق السلام في سوريا قريبا ؟ . دبلوماسي من دولة إسلامية أولا أشكرك على هذا الرد السريع، وسنبقى دائما في انتظار مثل هذه التعليقات نرحب بها و نتعلم منها ، ونسعد بما فيها من وجهة نظر مختلفة ، فهي طريقنا لالتماس الصواب . ثانيا لقد شهدت هذه الحرب اندفاعا محموما من بعض وسائل الاعلام العربية والغربية لإنكار وتجميل الجرائم التي ارتكبتها المعارضة المسلحة ، وهذا ما جعل الأمم المتحدة تنتقد بشدة وتفند هذه المحاولات وخرجت من صمتها وقالت في تقريرها الأخير إن قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالأسد ارتكبت جرائم حرب منها القتل والتعذيب واحتجاز رهائن واستخدام أسلحة محرمة دوليا ، الأمر الذي أسفر عن موت وإصابة الكثير من النساء والأطفال و الشيوخ والعجائز! وهناك أخبار تقول : بأن بعض الجماعة من المعارضة المسلحة ارتكبت جرائم فظيعة للغاية " الاغتصاب الجماعي " مما ألحق بالشعب أضرار جسيمة. ان معظم الشعوب الاسلامية الآن يتساءلون عن اللعنة التي ضربت سوريا وتلاحقها منذ سنوات ! وهو الشعب الطيب . في اعتقادي أن التوصل الى اتفاق أمريكي _ روسي على ضرورة وقف الحرب في سوريا ووضح حد للأخطار التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وربما مناطق أخرى . ولابد من تعاون واشنطن وموسكو لإصدار قرار دولي يحدد أسس وقف هذه الحرب وحل النزاع سلميا وبصورة عادلة ومتوازية وشاملة " لا يجب ان يغيب عن الأذهان هنا أن هناك بعض الدول تشترط ذلك بذهاب الرئيس بشار الأسد " إذ تعتقد أن السلام في سوريا لن يتحقق إلا بذهاب الرئيس السوري بشار الأسد ! الحقيقة الواضحة تماما هي : ان الرئيس السوري ، شكل مؤخرا نقطة ارباك للسياسة هؤلاء ، اما لأنهم لم يستوعبوا حقيقة التحولات الحاصل في الحرب ، واما لأنهم رفضوا تقبل حقائقها ، فاستمروا في طلبهم هذا ، ويبدو ان دول الخليج لم يستوعبوا ان يلعب الرئيس السوري دورا في المرحلة المقبلة . خيارات هؤلاء محدودة ولا يمكنهم فرض شروطهم في عملية وفاقد الشيء لا يعطيه .