2024-03-28 05:50 م

رسالة أطفال حلب إلى الكلب رجب وأذنابه من بعض الحكام العرب

2016-04-28
بقلم: د. يحيى محمد ركاج*
صديقي عمر لم يلعب معنا اليوم بالروضة يا أبي وبقي يبكي طوال اليوم ويقول سأقتل الكلب رجب وكلابه العرب فقد قتل أصدقائي في حلب. بهذه الكلمات الجارحة عاد ابن صديقي الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره اليوم من روضته وهو يبكي ويرددها كلما سأله أحدهم لماذا تبكي يا صغيري يا أيها الملاك الذي يمشي على الأرض. فقد أبكى هذا الصغير كل من سمعه من الحي والشارع من الرجال والنساء حتى أصبحت عباراته اليوم على مسامع الحي الذي يقطنه من كبيرهم إلى صغيرهم. لا أخفيكم أنها أبكتني وفي الوقت نفسه أثلجت صدري، فقد أبكتني على مصاب حلب وأهلنا في حلب، وعلى موت البراءة والطفولة في حياة أطفالنا وهم في سن البراءة، وأثلجت صدري لأننا شعب لن يتنازل ولن يغفر للإرهابيين فعلتهم، فابن الرابعة من عمره سوف يتذكر ولن يجعل أحد ينسى، وأمثاله في بلدنا كثر. إن ما يحدث اليوم في حلب هو نموذج مصغر عن نهاية الحرب العالمية، فعندما تقترب لحظات النهاية ويشعر الخاسر بدنو أجله يقوم بمحاولات مدمرة لفتح ممر ينجيه مغامراً بكل ما يملكه في سبيل هذا الممر، فإن أيقن أن الممر أصبح مستحيلاً عمد على تدمير كل شيء لعله يجد في ذلك مخرجاً، وهو بالتحديد ما يحدث الآن في حلب. فقد أيقن الكلب أردوغان ومعه أذنابه الكلاب من بعض الحكام العرب أن اللعبة قد انتهت ولم يعد لهم أي مكان في طابور انتظار الحصص من الكعكة السورية، فليس أمامهم الآن إلا التدمير الوحشي علهم يجدون منفذاً يعيدهم إلى طابور الانتظار، وهذا الطريق بالنسبة لهم هو أن تكون الأماكن من الرقة إلى إدلب مضماراً واحداً لجنونهم، عبر إخافة وترويع الأهالي الصامدين حتى يكون لهم التفرد كلياً بحلب، الأمر الذي يعيدهم على طابور الانتظار كما يتوهمون, وأقول كما يتوهمون لأن سيناريو الأحداث في حلب سياسياً تشير إلى انتهاء الحرب على سورية، والجنون التركي الذي يسعى من خلاله الأردوعان إلى تحصيل مكاسب في سورية يضعه في خيارين اثنين كلاهما يبعده عن الملف السوري: الأول: أن يرفض اللاعبون الكبار هذه الحماقة ويقوموا بتعنيف الأردوغان وحتى صفعه بشكل مؤلم إن لزم الأمر وإبقائه خارج رقعة شطرنج السيطرة على قرارات العالم السياسية وثرواته. الثاني: أن يعمل اللاعبون الكبار على التفرغ لإعادة بسط السيطرة على قرارات العالم وإرضاء العثماني بمكاسب بعيدة عن سورية كملف الأكراد أو مجازر الأرمن أو بعض المكاسب المتحققه من الغاز الروسي، رغم اعتقادي بعدم تمتع العثماني الواهم بها لأن ما بعد الحدث السوري بمكونات سورية الديموغرافية المتنوعة ليس كما قبله. وأياً كانت السيناريوهات المتوقعة لمعركة حلب أم الصمود والبطولات فإن الحلم العثماني الواهم بذرة من التراب السوري قد ولى لغير رجعة، وأصبحت هذه النهايات من الماضي الذي يفوق في وضعه الزمني أعوام التسعينات، فلا اللاعبون الكبار يستطيعون التنازل عن شيء يخص حلب، ولا أهلها وجميع السوريين المتأثرين بعمر ابن الربيع الرابع من العمر، وبصديقه ابن صديقي الذي كان خير رسول لأمانة صديقه وحلب. فهذه حلب، ولأنها حلب، قلب الجمهورية العربية السورية وقلب كل سوري، من القامشلي إلى القنيطرة، ومن اللاذقية إلى ديرالزور، سنردد معاً ما قاله الطفل البريء عمر ورسالة كل مواطن في الجمهورية العربية السورية ورسالة كل شريف صامد من أهالي حلب: سنقتل الكلب رجب وأذنابه من بعض الحكام العرب. سنقتل الكلب رجب وأذنابه من بعض الحكام العرب. سنقتل الكلب رجب وأذنابه.... من بعض الحكام ........ الجرب."
*باحث في السياسة والاقتصاد (سورية)