2024-04-19 12:38 م

«نمش» لتغريد أبو شاور.. جماليات فنية ورؤية فلسفية

2016-04-29
الدكتورة نداء مشعل *

مجموعة نمش مجموعة متميزة لكاتبة متميزة، وسأحاول تقديم قراءة استكشافية لها تلقي الضوء على أهم ما يميزها تاركة المجال للمتلقي حتى يراها بالشكل الذي يريده مع الاستفادة من الأدوات التقليدية التي قد تساعده على الربط بين نصوص المجموعة بشكل أو بآخر، وسأقسم حديثي إلى ثلاثة أجزاء: الأوّل الحديث عن العنوان بوصفه العتبة النصية الأولى، والثاني: لغة المجموعة والناحية الفنية فيها، أمّا الثالث فيتناول أهم الموضوعات التي حفلت بها.

 العنوان
تطالعنا الكاتبة تغريد أبو شاور بمجموعتها الأولى التي تضمّ واحدًا وسبعين نصًّا متنوعًا من حيث المواضيع الاجتماعية والسياسية والإنسانية.
و(نمش) هو العنوان الذي اختارته تغريد أبو شاور لمجموعتها وأظن أنها قد وقفت طويلاً أمامه حتى تختاره؛ لما للعنوان من أهمية بوصفه العتبة النصية الأولى التي تساعدنا وتسمح لنا بالولوج إلى عالم النص من ناحية، وللأسلوب الجديد الذي اختارته الكاتبة من ناحية أخرى والذي يجمع بين بنية الخواطر الحالمة وحبكة القصة القصيرة.
فأبو شاور تتمرد على والقيود الأقفاص والضوابط والتوصيفات النقدية المغلقة لتنفتح على عالم واسع يتسع لالتقاط التفاصيل ويرسم مساحة شاسعة من البوح واستجماع الخطوط العامّة للحظات وجدانية مكثفة، لكنها لا تختصر ولا تهمّش، فهي بقدر ما تلجأ إلى الكثافة بقدر ما تتحرك بحرية وشمولية وصدق وجداني ليس مع الذات فقط وإنمّا مع الموضوع الذي تستمده من التجربة الشخصية والوجدانية ومعاناة الوطن الذي عاش فيها، وهو بالتالي يظل يتوهج داخل معماره الخاص ونسقه الفني ويظل منفرداً أو مستقلاً عن الأقفاص التقليدية،فيصبح (نمش) لدى الكاتبة شكلاً من أشكال الكتابة التي لم تحدّد نوعها، فهي تتحدّث عن لغة جديدة لم تمتلك مفرداتها كاملة بعد إذ لا زالت في عمليّة البحث لا سيما أنه عملها الأول، فالنمش قد يكون شكلاً جديدًا للكتابة تبحث من خلاله الكاتبة عن صوت قصصي سردي لها مختلف وشكل كتابة يميّزها.لذا نجد نصوص المجموعة تجمع بين الخواطر والقصة القصيرة جدًا بطريقة تتماهى فيها العناصر الفنية في محاولة منها لكسر الشكل التقليدي لبُنى الخاطرة والقصة القصيرة في آن معًا في محاولة للخروج بشكل جديد، والعمل ككل متكامل يعطينا إيحاءً بولادة شكل جديد، لذا قد نتساءل هل نستطيع أن نقرأ العمل بوصفه مرايا منكسرة تقدّم أكثر من زاوية للعمل؟ أم أنه يمكننا اعتبارها مشاهد يكمل بعضها البعض؟
وهي تؤكّد هذه الفكرة من خلال عدّة نصوص تتحدّث فيها عن فكرة الخلق والإبداع وكتابة النصّ كما في (ورق الورد، ومسلّة، و10 رسائل ومنبه واحد، ونسخ وسلخ) على سبيل المثال ، فلو قرأنا (ورق الورد) لوجدنا أنّ العنوان في حدّ ذاته يقودنا إلى هذه الفكرة، إذ تقول في البداية:
«قل لي بحقّ الورق الأبيض الذي بيننا، لِمَ كلّما بدأت بكتابة أي نصّ أيديولوجي، وطني، بيئي، فنّي، انزلقت قدماه في دربك؟ ولِمَ غيّرت المرايا صور النساء!» ص13.
فهي هنا تتحدث عن فكرة الكتابة وكيف تهرب منها، وهذا الحديث المتكرّر عن فعل الكتابة يدل كيف أن هذا النص يحاول البحث عن هويته التجنيسية.
«أكمل لك ماذا أفعل بأوراقك، أركنها لأمتشق بقلمي ظهر ورق أبيض لا شيّة فيه، فيصهل نصّ أصيل من سبات، فتذوي أوراقك رويدًا.. رويدًا» ص14.
إذن هي تتمرّد على النصوص الموجودة والجاهزة والتي كتبها الرجل ووضع قواعدها وأصولها وتبحث عن شكل مستقل، لذا عندما ننتقل إلى نصّ (مسلّة) والتي هي أداة وسيلة يُكتب عليها نجدها تذكر ولمرة واحدة كلمة نمش في سياق حديثها عن الكتابة أيضاً «ماذا نصنع بالليل إذ يُجبرنا على أن نرتدي بيجامات مرقطة لا تناسب أرواحنا السادة؟ هذا ما كتبه جندي لحبيبته وهو يحرس النمش على كتف الوطن»ص53، ممّا يؤكد على فكرة ارتباط نمش بالكتابة. وفي (10 رسائل ومنبه واحد) نجد أيضًا أننا لا زلنا في فكرة الكتابة ابتداءً من العنوان، مروراً بالمضمون، فالرسائل هي وسيلتنا التي نستخدمها لفعل الكتابة،فكأننابالكاتبة تشاركنا في رحلة البحث عن طريقة تميزها في عملها بعيدًا عن الشكل التقليدي الذي ابتكره الرجل. ليس هذا فقط وإنما هي تتحدُمع العمل وتخلق له قارئاً تبعث له الرسائل كما في 10 رسائل ومنبه واحد.
والكتابة عن الكتابة أمر متوقّع، فقد يكتب الأديب عمله الأول ويحاول بشكل لا واعٍ أن يكتب عن فعل الكتابة.
 لغة الكتابة والنواحي الفنية فيها
الأمر الآخر اللافت في المجموعة هو لغة الكتابة، فأبو شاورتكتب نصوصها بلغة شعرية، هذه اللغة التي تقوم بدورها في جذب القارئ وزيادة استمتاعه بالعمل الأدبي، ومن الطبيعي أن هذه اللغة لا تنفصل عن طبيعة النفس البشرية لأنها ناقلة لتصورات الفرد وإحساسه بما حوله.
وعندما نتحدّث عن اللغة عند تغريد أبو شاور لا بد أن نذكر أنها توليها اهتمامًا خاصًا ومميّزًا حتى لتغدو أحيانًا صاحبة المكانة الأولى، محمّلة إيّاها همومًا عامة وخاصة.
وهذه اللغة على بساطتها ووضوحها تتّسم بالسلاسة، وتتشبّع بالصور الموحية دون الاستغناء عن اللفظة القوية الجريئة التي تنتقيها بتمعن، والجملة المرصعة بألوان البديع المختلفة بحيث تتحول النصوص أحيانًا إلى لوحات تشكيلية تعج بأحاسيس وانفعالات قوية ممزوجة بنغمات صادقة لا سيما في النصوص المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
«هذه البلاد التي تحفظينها صورة نازفة في مشدّ خصرك أرهقت حسّ ربّة الجمال، فبكت وسال دم أرجواني من جفنيها».ص21
«لم يكن بيننا شيء مما يدّعون سوى وطن فائض عن الحاجة، وقرصة حنين لرائحة السنابل»ص57
«الناسك الممسك بزمام الليل... المختلي بدموعه...
المنتصب وجعاً كآهٍ في بعثرة الريح على قمّة الروح...
المرهون للملمة قوت الحمام... والمنحبس طواعية في فكرة الغيب... المنسوج على نوْل الجدات بساطاً صوفياً يُدفئ مناجاة الطير لسماء باردة»  ص135
ونلاحظ كيف أن هذه اللغة كانت موظّفة، وظّفتها الكاتبة لصالح الشكل السردي الجديد، بمعنى أن هذه الشعرية ساعدتها في تلك الإنسيابية التي تنتقل فيها من شكل إلى آخر.
وهذه اللغة كذلك لا ينقصها العمق الثقافي والمعرفي الحضاري والديني، وهذا يظهر من التناصات والرموز والإيحاءات التي استخدمتها في أكثر من قصة. (أسماء مثل: كنعان، إبراهيم، نرجس، يبوس، محمود درويش...، تناص ديني: لا شيّة فيها، دم يتوزع في القبائل، لهفة العقيم المرزوق بطفله، أبانا الذي في السموات ...، تراث ثقافي وشعبي: فينوس، نرسيس، الغراب، رابونزل، على أعواد المشانق، ليلى والذئب، الشاطر حسن...)
وسأشير هنا إلى بعض الأمثلة الدّالة التي تزخر بها المجموعة، ففي قصة جديلة نهر تقول: «غدًا موعدنا قريب، سأظلُّ على طرف النهر أنتظرك وعندما ألمحك سأكون بفستاني الأرجواني الذي تحبّ، وعندما نقترب من ضفّة النهر، سأمدّ لك جديلتي وأشدّك إليّ». ص7.
وهذا تناص مع قصة رابونزل التي كتبها الأخوين غريم والتي تتحدّث عن الفتاة ذات الشعر الطويل التي كانت تمدّ لحبيبها جديلتها من الشرفة والكاتبة هنا توظّفها للقضية الفلسطينية بشكل لامع، إذ إنها تتحدّث عن ألم البعد والشتات، فما يفصل بين الفلسطيني ووطنه هو جسر بائس وصغير يمكن أن نمدّ جديلة الشعر فنصل إلى جهته الأخرى، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتضحية والمقاومة، فإبراهيم أو كنعان أيّاً كان اسمه ينفّذ عملية استشهادية، فهو الفلسطيني الذي يكتب عمره ووجوده على جسد الوطن مردداً مقطعاً من جدارية درويش ومحوّراً فيها « سأظلّ أحبك راحلاً إليك» ص11
وهذا التناص ليس الوحيد في القصة، فهناك تناص ديني في أكثر من موضع كما في « أتأمل فيك لهفة العقيم المرزوق بطفله بعد يأس سنين»ص 9، تذكرنا بإبراهيم عليه السلام وساره وابنهما يعقوب، ولعلّ هذا الأمر يتكامل مع الوضع الفلسطينيوالرمز في اختيار اسم إبراهيم، إضافة إلى قضية عبور النهر المرتبطة به.
كما تتسم كتابة تغريد أبو شاور بتعدّد القراءات الممكنة للنصّ فعندما نأخذ نصّاً فإننا في كثير من الأحيان نجد عمقاً يخلقه اختياررمز أو إيحاء، فمثلاً في قصة قناع هناك غموض في المشهد يساعد في التعامل مع النص بطريقة تعطي القارئ الدور في المشاركة الحقيقية في تجربة التواصل الأدبي.
وكلمة قناع في حدّ ذاتها قد تعطي معاني كثيرة. وقد بدأ استخدامها في المسرح اليوناني، فقد ارتبط بالطقوس الدينية والمسرحية عندهم ، كما ارتبط بعلم النفس عند يونغ الذي اتخذه ليصف به الوجه الذي يتقدم به الإنسان للمجتمع؛وهذا القناع يكون مشروطا بوضع الفرد الاجتماعى ووظيفته وجنسيته وهناك العديد من الأقنعة التي نلجأ إليها في المواقف المختلفة،  « تقابله على طاولة العشاء، يغمزها فتقترب منه، وتبدأ بتقشير حوافِ وجهه بأظافرها، يمسك يدها، فتخرج من غرفة الطعام ساخطة: أف يا ماما لم أجد القناع هذه الليلة أيضاً»(ص159 ) وهذه القصة أو لنقل المشهد درامي رمزي ، فقد كتبته أبو شاور بلغة تحمل الكثير من النقد المبطن لهذه الأقنعة التي يحملها كلّ منا وفقاً للمواقف المختلفة، وبطلة القصة تبدو طفلة صغيرة لا تدرك بوعيها ولغتها مفهوم الواجهة التي يتخذها كل منا في المجتمع وإنما تدركه بحسّها الطفولي.
وهذه مجرّد أمثلة لإظهار الصور الفنيّة المتناثرة على صفحات هذا الكتاب والمملوءة بالتناصات والرموز والتضمينات والإيحاءات والموروث الاجتماعي والديني؛ مما يعكس ثقافة أبي شاور وحسّها الفني المتميّز الذي مكّنها من أن تصهر هذه العناصر برؤيتها الفلسفيّة.
 الموضوعات
في المستوى الموضوعي نجد أبو شاور تتطرق للعديد من القضايا التي تواجهنا في الحياة، وهذا يتواءم مع المعنى اللغوي لـ (نمش) الذي يعني التقط ، وكأنّها تلتقط صوراً ومشاهد للمعاناة الإنسانية بكافة أشكالها، لكننا نراها بشكل خاص تتصدّى للحديث عن القضية الفلسطينية، وتجسّد معاناتها في عدد كبير من النصوص كما في (جديلة نهر، حرب باردة، غيمة معلقة على الحاجز، سرّ المرايا، رقصة المشانق، بلاد العرب أوطاني، خلصت الحدوتة، أبو يوسف، اقتراح آخر للحياة، عتاب وطن، حافة أخيرة، قبّرة) وغيرها، فنعيش معاناة الشتات التي تغلغلت في ذواتنا، فالفلسطيني فتتته الغربة، وتأصلت في نفسه وروحه؛ لذلك ليس غريباً أن يطلب من فلسطينالمساعدة «ساعديني أن أتخلّص من كلّ هذه الطحالب التي استغذبت روحي قبل أن ألمسك ... أخمدي نار الغربة فيّ التي ما أطفأها برد النهر ونزف الدم، امنحيني لحظة حزن أخيرة أقضيها وأنا أتأمّل وجه أمّي تتفقّد سريري، ولا تجد جثة ابنها الهارب من جذام الموت البطيء إلى طاعون الغربة، دعيني أرتق مكان الرصاص في كتفي وظهري وخاصرتي بطين يديك»ص10.
لقد اصطدم الفلسطينيون بهذا الواقع المرير واقع اللجوء والمخيمات وكروت المؤن، والمعونات الأجنبية التي تلغي إنسانيتهم، وتتركهم لا يملكون سوى أحلامهم بالعودة وجدران المخيم التي باتت كتاب التاريخ أو غرفة اعتراف في كنيسة بالنسبة لهم «هنا في المخيم، والجدران آلهة، يعترفون أمامها بكل الخيبات والخيانات والحبيبات والنكسات، وبالأبناء الشرعيين وغير الشرعيين، فسجّلنا على جدران غرفة الزينكو اعترافنا الأوّل:
هنا المخيم...
آخر سنّ في فم الوطن» ص23
فالفلسطيني يموت أكثر من مرة وبأكثر من طريقة، على يد الصهاينة تارة وعلى أيدي العرب مرات أخرى، فلم تعد بلاد العرب أوطاني، فالطفلة تقول لأمّها «ماما في كرتونك شاهدت رجلاً يحمل طفلة يركّب رأسها فوق جسدها، وولداً صغيراً كما «سبونج بوب» يكبس كبسة في بطنه، فينهمر اللون الأحمر وصديقته تداعبه، تجمع اللون وتلون قميصها ويديها وترفعهما للشمس!
فغرت الأم فاها وارتعش البنّ في فنجانها.
استرسلت في صمتها والخيبة، انسحبت الصغيرة من حضنها واستقلت دراجتها ومضت في البيت تغني:
بلاد الرّعب أوطانك ماما!» ص111/112
وقد وقفت حائرة أمام دلالات الرقم ثلاثين عاماً الذي ورد في أكثر من قصة من قصص المجموعة، فهل تقصد الثلاثين عاماً التي مكثها الانتداب البريطاني وهو يزرع الكيان الإسرائيلي الغاصب؟ أم هي السنون الثلاثون ما بين وعد بلفور وقرار تقسيم فلسطين الذي أضاع البلاد؟ أم أنّ لها دلالة أخرى تخص الكاتبة ويمكن أن تفيدنا فيها؟
من نصوص أبو شاور نرى كيف تقيم فلسطين فينا رغم عدم رؤيتنا لهافالكرمل فينا وعلى أهدابنا عشب الجليل، فلسطين في قلوب اثني عشر مليون فلسطيني ونيّف، أكثر من نصفهم في الشتات مجرّدين من الحقوق الإنسانية والسياسية والاقتصادية.
وباستطاعتنا اعتبار الوطن المظلة التي تنطلق منها أبو شاور للحديث عن هموم المرأة والحب والحياة والواقع الاجتماعي الذي تطرقت إليه بحسّ هزلي ساخر وبمفارقة اجتماعية لافتة كما في نصّ (عزاء طبقي):
« أحذية سوداء، كعوب عالية لامعة كالمرايا.
وشالات حرير، أشدّ بياضاً من قصعة جدّتي.
وغرر تنسابُ، حمراء، شقراء، سوداء، وزوجة الفقيد تتوسّط المجلس على أريكتها، كأميرة بلباس أسود أنيق.
المقرئ أُحضر خصيصاً ليقرأ على الفقيد آيات التثبيت!
عظم الله أجرك، قلت: أنا هدى، سكرتيرة الفقيد. فردّت الزوجة ذات الجفن الوردي:
شكر الله سعيك، تفضلي.
جلست أراقب طقوس بيت الأجر وتعبث بي رائحة القهوة السادة الممتزجة بالبخور، لدرجة أنّ خواطري أخذت تقفز أمامي وعبثاً أخفي ضحكاتي، لحظتها تذكرت أكوام الأحذية في عزاء خليل زوج أمينة وصياح الحجّات بضياع أحذيتهن، ومطالبات جارات أم خليل بتزويج أمينة لسعيد «سلفها»! وأخريات يشددن سواراً ذهبياً في يد أمينة الكالحة ويغمزن لها بكلمة متهالكة: للأيتام!
أخذتني المفارقات بين الحياتين والمماتين؛ حتى أني غفلت عن حضور ختمة الفقيد؛ وللأسف فاتتني أيضاً، قراءة فاتحة أمينة على سعيد» ص130
وبهذا النص الجاحظي الذي أظهرت من خلاله أبو شاور قدرتها على رسم مشهد اجتماعي متقن استطاعت فيه أن تعكس الفارق الطبقي بموضوعية وفنيّة، أنهي حديثي لكم عن تجربة مجموعة نمش.

* ناقدة وأديبة من الأردن
عن صحيفة "الدستور" الاردنية