2024-03-29 05:23 م

اشعال جبهة حلب جزء من الخطة ب !

2016-05-01
بقلم: حاتم استانبولي
التصريح الذي اطلقه رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها قبل ايام , والذي اكد فيه ان الملف السوري وكل للدوحة لكي تنجز مهمة اسقاط النظام السوري , ولكن تدخل السعودية المفاجىء اعاد قطر الى المقاعد الخلفية (انتهى التصريح) . وبالتحديد عندما تم اسقاط محمد مرسي . ونجح الثنائي الأمراتي - السعودي في تنحية قطر ودفعها الى المقاعد الخلفية . وحصل ارباك في الجبهة المعادية لسورية و مما اعطى هامشا للدولة السورية بان تعيد ترتيب اوضاعها وشنت هجوما معاكسا مع حلفائها في الميدان السوري من القصير الى حمص المدينة ومن ثم القلمون الى الشيخ مسكين جنوبا وحلب واللاذقية شمالا مما جعل جبهة اعدائها يطلبون هدنة لأعادة ترتيب اوضاعهم . حيث استغل الجيش السوري هذه الهدنة للتوجه شرقا لمواجهة داعش وحقق انجازات هامة على الجبهة الشرقية من تدمر الى القريتين . واثناء ذلك كانت هنالك حركة سياسية نشطة بين واشنطن وموسكو لتنفيذ خريطة طريق اتفق عليها بين كيري ولافروف عنوانها مرحلة انتقالية يتم خلالها تشكيل حكومة تمثل كل الأطراف المتصارعة ولا مكان فيها (للأرهابيين ). تكون مهمة هذه الحكومة الأشراف على انتخابات برلمانية يتبعها تشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لسوريا وتتوج بانتخابات رئاسية . هذه عناوين خطة الطريق والتي رفضت من قبل السعودية وقطر وتركيا وادواتهم . وبدات حركة لأعادة ترتيب الاوراق والأدوار والأدوات . حيث اعيد احياء الدور القطري بضغط تركي وتمت المصالحة بين حركة الأخوان المسلمين و السعودية ونحيت الأمارات الى المقاعد الخلفية . ان اهم ورقة تلعب بها قطر هي ورقة الأخوان المسلمين وهم الجسر الواصل بين كل من السعودية وقطر وتركيا مع المنظمات الأرهابية المتطرفة الفاعلة والمقررة على الأرض السورية من خلال فصيلهم المسلح احرار الشام وجيش الفتح. اللذين دخلا في تحالف مع جبهة النصرة . والجميع يذكر اعتراض ممثل جماعة الأخوان المسلمين عندما صنفت النصرة كمنظمة ارهابية في قرار مجلس الأمن . وعلى ما يبدو فان حركة الأخوان المسلمين نجحت في اقناع كل من قطر والسعودية وتركيا تبني جبهة النصرة والحديث مع الأدارة الأمريكية, والمدقق في تصريحات الدارة الأمريكية مؤخرا حول اولوياتها فانها تكرر التركيز على داعش وتستثني النصرة . اما على جبهة الدولة السورية فان كل ما انجز على الأرض قبيل جنبف 3 كان يصب بمصلحة الدولة وحلفائها. المدقق في كل ما طرح من اوراق في جينيف يلاحظ ان جوهر الموقف السوري وحلفائه هو الذي ساد . الذي يؤكد بان الحل سوري -سوري ومن خلال الهيئات التشريعية والقانونية السورية وتحت اشراف سوري وبما يحافظ على الدولة السورية ووحدتها . ان ورقة دي مستورا كانت تعبر عن جوهر الموقف السوري وحلفائه . ولذلك فان وفد الرياض صعق عندما اطلع عليها واطلق جملة من المواقف المعلنة والمسجلة بانه لن يرضى بان يكون طرفا في حكومة برئاسة الرئيس بشار الأسد . وهذه عقدة كل من السعودية وقطر وتركيا, وشنوا هجوما على المبعوث الدولي .لهذا اطلقوا الخطة ب التي تمت الأشارة لها في اكثر من تصريح سعودي والكل يذكر تصريحات الوزير السعودي الجبير , بان الرئيس الأسد سيرحل سلما او حربا, وكرر هذا التصريح في العديد من العواصم . لذلك فان الخطة ب بدأت من اول تصريح لزهران والذي طلب فيه من كل الجماعات الأرهابية بان تشعل الجبهات وأتبعه باعلان انسحابه من المحادثات, و أجبر بقية الوفد على الأنسحاب من محادثات جينيف. والكل يذكر الهجوم الذي شنته كل من النصرة واحرار الشام على العيس والريف الجنوبي لحلب , وضبط النفس الذي قوبل به من قبل الجيش السوري , وكان الهدف من شن هذا الهجوم هو وقف التقدم على جبهة بادية الشام للتخفيف على داعش الذي انهارت عناصره وشتت في الصحراء . اما عن الأحداث في حلب فهي محاولة اخيرة لجمع الشمل المشتت, خاصة ان هنالك كثير من الدول الرئيسية لم يعد الملف السوري اولوية لها والعديد منها بدا بفتح خطوط لأعادة العلاقات مع الدولة السورية . الكل يتسائل ما هو الموقف الأمريكي , الموقف الأمريكي يتلخص بكلمتين هو عدم اكتراث في الملف السوري ومصلحته ان يستمر الصراع لأرهاق الجميع , كون الأدارة الحالية لا يمكن ان تاخذ قرارات مصيرية قبل 6 اشهر من الأنتخابات الرئاسية . ان اشعال جبهة حلب وقصف المدينة من قبل المنظمات الأرهابية هو جزء من الخطة ب لأعادة مسرحية بابا عمر في حمص والركض لعقد مجلس الجامعة العربية وتشكيل وفد وزاري للتوجه لمجلس الأمن لمحاولة استصدار قرار تحت البند السابع . لكن هذه المرة المسرحية مكشوفة . ان اخطر ما تواجهه المنطقة الآن هو اعادة احياء المشروع الأخواني من البوابة التركية في كل من مصر والأردن وفلسطين . لذلك فان ما يجري من استهداف لحلب من قبل المحور المعادي للدولة السورية والحملة الأعلامية المرافقة هو محضر له مسبقا للألتفاف على الأنجازات التي تحققت في الميدان السوري ان كان سياسيا او عسكريا. والسؤال الذي يطرح نفسه اي طرف كان مأزوما في جينيف وفد الرياض ومن خلفه الدول المحركة له, ام وفد الدولة السورية ؟ الجواب كان واضحا المأزوم هو وفد الرياض وداعميه ! لذلك فان مصلحته كانت في التفجير وهذا ما اعلن عنه من قبل زهران وحجاب ! هل من مصلحة الدولة السورية التصعيد في ظل نجاحاتها في السياسة والميدان ؟ الجواب العاقل لا . لذلك فان الميدان السوري سيبقى مشتعلا حتى انتهاء الأنتخابات الأمريكية . وستكون هنالك حرب مفتوحة على كافة الأحتمالات ومن الممكن ان تطال شظاياها الدول المحيطة. وستستنزف فيها قدرات شعوب المنطقة البشرية والمادية . ان حالة الألغاء وعدم احترام الآخر وقناعاته هي جزء من البناء الفكري للقوى التي تاخذ من الدين وسيلة لتحقيق اهداف سياسية . وهي تدخل في صراع مع المكونات الأخرى وحين تنتهي فانها تدخل في صراع ما بين اجنحتها الفكرية والعقائدية وهذا ما نشاهده منذ اكثر من خمسة سنوات في المنطقة.