2024-03-29 12:32 ص

"حرب مناورات" بين اسرائيل وحماس.. المواجهة مؤجلة والمشيخة منهمكة!!

2016-05-01
القدس/المنـار/ بين اسرائيل وحركة حماس تجاذبات وتراشق اتهامات، وتصريحات عن استعدادات لحرب جديدة باتت في الأفق، في وقت تستمر فيه الاتصالات التي تقودها مشيخة قطر وتركيا بين الحركة وتل أبيب، بحيث باتت أنقرة والدوحة تمسكان بناصية المسؤولية والقرار والتصرف في قطاع غزة، والموفد القطري الدائم الى القطاع يتصرف كالمندوب السامي.
ما تسعى اليه حماس واسرائيل هو تثبيت تهدئة وفق اتفاق يستمر لمدة خمسة عشر عاما، وهذا، ما تفاوض من أجله مشيخة قطر، وهي التي تربطها علاقات حميمية مع اسرائيل، وكذلك، الأمر بالنسبة لتركيا، وكلا البلدين يتقدمان في علاقاتهما وتحقيق المصالح المشتركة مع اسرائيل على حساب ساحة القطاع، وحركة حماس يبدو أنها تعرف وتدرك ذلك، وفي ذات الوقت راضية ، بعد أن وضعت جماعة الاخوان المتحالفة مع المشيخة وتركيا، مقاليد أمور الحركة بيد الدوحة وأنقرة، لانجاز تهدئة بين حماس واسرائيل تفتح المجال والباب للجماعة لتعزيز القواعد باتجاه دولة في غزة مع احتمال توسيع رقعة القطاع، دون اغفال ضرورة الزحف الى رام الله للامساك بالمشهد السياسي الفلسطيني.
تقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن حدة التصريحات من الجانبين والتهديدات المتبادلة هي مجرد رسائل الى أكثر من جهة، استعراضا وتذكيرا وتغطية وحقا لجهات الوساطة، ولا تعني اقتراب اشتعال مواجهة عسكرية بين الطرفين الاسرائيلي والحمساوي، حيث "صمامات الأمان"، تحرص على انجاز هدنة طويلة الأمد، وهذه الصمامات في أيدي الاتراك والقطريين الذين تربطهم علاقات تحالف مع اسرائيل، ويتبادلون المصالح مع تل أبيب على حساب قطاع غزة، بعلم من حركة حماس نفسها، والجماعة الأم "الأخوان المسلمون".
وتضيف الدوائر، أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة الاتهامات المتبادلة بين حماس واسرائيل، تتواصل اللقاءات بين قيادة الحركة السياسية وبين المسؤولين القطريين والاتراك، وآخرها لقاء رئيس المكتب السياسي خالد مشعل مع رئيس وزراء تركيا داود أوغلو في الدوحة.
وترى الدوائر أن تصريحات حماس واسرائيل وارتفاع حدتها والتطرق الى مخاوف اشتعال مواجهة جديدة، هي مجرد علاقات عامة وللاستخدام المحلي، فحركة حماس تضبط جيدا الأوضاع على الحدود، وتسيطر على مطلقي الصواريخ، وهي لا تريد مواجهة عسكرية جديدة خشية أن تفقد حكمها وسيطرتها على قطاع غزة، كما أن لديها برامج منسق بشأنها مع جماعة الاخوان وكل من تركيا ومشيخة قطر، في اطار التحالفات القائمة في المنطقة، وتنفيذ هذه البرامج يصعب انجازه، وقد تنهار في حال وقعت مواجهة واسعة بين حماس واسرائيل، وبالتالي، الحركة ليست معنية باشعال النيران، وحريصة على التهدئة، وتنتظر اتفاقا بشأنها لمدة خمسة عشر عاما، تتولى أنقرة والدوحة جهود التوصل اليه، في اتصالات ولقاءات لم تتوقف مع تل أبيب، وباتت حماس جزءا من ترميم الجسور وتعزيز العلاقات بين الوسيطين قطر وتركيا وبين اسرائيل.
وبالنسبة لاسرائيل، فهي تنظر بحذر وخطورة بالغة الى الأوضاع المتوترة على الجبهة الشمالية، وتخشى انفجارا واسعا، خاصة بعد الانباء التي تحدثت وترددها اسرائيل عن أسلحة ضخمة باتت في حوزة حزب الله، وتل أبيب لا تستبعد مواجهة عسكرية جديدة مع الحزب، وهي تقوم بتدريبات واسعة لمواجهة خطط رد الحزب على أي عدوان اسرائيلي، وهنا، فان اسرائيل معنية بعدم فتح جبهة مع قطاع غزة، أي مواجهة عسكرية جديدة مع حركة حماس، حتى لا تنشغل عما تراه الأشد خطورة على الجبهة الشمالية مع حزب الله.