2024-04-26 02:48 ص

هل سيتخلى دونالد عن اسرائيل في حالة فوزه ؟!

2016-05-03
بقلم: رابح بوكريش
قال : دونالد في خطاب له في واشنطن " إن سياسته الخارجية في حال انتخابه ستتمثل في أن يترك الحلفاء الأوروبيين والآسيويين يدافعون عن أنفسهم " . لقد كان واضحا مند اليوم الأول من خطاب المرشح الأكثر حظا لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض سباق الرئاسة الأمريكية ، ان الحملة التي فتحها هي حملة تتركز على نقطتين اساسيتين " أمريكا أولا " و" العنصرية ضد المسلمين " بالإضافة الى وصف المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك بـ «المجرمين ومغتصبي النساء»، ولوّح بإنشاء جدار على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وبـ طرد اللاجئين السوريين. واننا لعلى ثقة من أن جميع اطراف المعنية بالقضية الفلسطينية سوف يقبلون على تحليل تلك الخطب التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية " الآسيويين يدافعون عن أنفسهم " ، لمحاولة فهم ماذا تعني هذه العبارة .. فهل تعني أن اسرائيل تدخل ضمن البلدان المقصودة ؟ وبصفة أدق هل ستتخلى أمريكا في حالة فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية على اسرائيل ؟ وتتركها تدافع عن نفسها! وفي اعتقادنا ان مثل هذا التحليل ، اذا تحقق ، فلابد أن ينتهي الى تأكيد عدد من الحقائق لا يجوز لأي طرف من أطراف الصراع العربي _ الإسرائيلي كلها ان يتجاهلها . الحقيقة الأولى : التي آمنا بها ايماننا مطلقا ، هي ان اسرائيل بدون أمريكا لا تستطيع ان تفزع دبابة ولا تمنع بوما من النعيق . في هذه الحالة يجب ان يلعب الشعب العربي دوره في صنع المستقبل العربي لأن حكامه ...وعلى الجميع ان يدركوا الآن ، وبعد تجارب الحروب السابقة مع اسرائيل التي خاضها الجنود العرب ان نهاية اسرائيل ليس بالقوة العسكرية وانما بواسطة الجماهير الشعبية العربية " كما كان الحال في جنوب افريقية " !!! هذه الحقيقة ليست جديدة ، لقد قيلت في الماضي على أكثر من لسان . الحقيقة الثانية : ان كل المبررات التي كانت تذكر في الماضي لتفسير سياسة التهدئة والمهادنة مع اسرائيل لم تعد قادرة ، بعد تجارب السلام مع اسرائيل ، على تبرير أو تفسير أي موقف يرفض دخول الجماهير العربية في عملية التحرر . ان الصراع العربي الإسرائيلي سيكون أمام وضع جديد في حالة فوز دونالد ؟ سوف تقرر نتائجه مستقبل المعركة الشعبية عن طريق الارتكاز الى قاعدة شعبية عقائدية منظمة . على كل حال ترامب بات الشغل الشاغل للمؤسسة الحزبية الجمهورية التي تدرك بأن خوضه السباق ضد المرشح الديموقراطي هو كارثة، لآنه تسبب في خلق اعداء له في الداخل والخارج ، بما يكفي لإسقاطه . في هذه الحالة سيبقى الحال على حاله في منطقة الشرق الأوسط والعالم . ومن هنا تبرز أهمية فوز دونالد بالنسبة للصراع العربي _ الاسرائيلي .