2024-04-25 11:50 ص

الملوك السعوديون وافساد القرى

2016-05-05
بقلم: ايهاب شوقي
كما ورد على لسان ملكة سبأ في القرآن الكريم "ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا اعزة اهلها اذلة"، تثبت الاحداث صدق المقولة مع كل تدخل ملكي في الدول وسياساتها الخارجية والداخلية، كما تثبت الاحداث اخلاقهم وطبائعهم الجانحة الى الاذلال وتتبع المقاومين لهيمنتهم. لا شك ان النظام السعودي هو خير معبر عن حالة "الملوك" فتدخلاته في اليمن وفي سوريا والعراق وغيرهم، واخيرا في مصر، كان على الدوام مصحوبا بهذه الرغبة في الافساد والاذلال؟، لكن ما تحقق هو الافساد اما الاذلال فلم يكن كاملا وانما نجا منه المقاومون. لم يتم اذلال الرافضين للهيمنة السعودية وفرض اجندتها التخريبية الخادمة للاستعمار، حتى وان ضيق عليهم في الرزق والامن واغلقت في وجوههم المنابر او كانوا محل تشويه وتشنيع او صاروا نزلاء بالسجون، فهذا بمثابة ثمن مدفوع لكرامتهم ورفع هاماتهم. انما من وقع في الذلة هو من هانت عليه نخوته وكرامته ومبادئه وشرفه واصبح اسيرا للريالات وفتات موائد السفارات السعودية في لبنان ومصر والبلدان المختلفة، وهان وذل من افتقد حريته وحرية اعلان مواقفه وارائه، وهانت الانظمة التي رهنت نفسها بالتبعية لنظام اخرق يقود نفسه واتباعه بجنون لهاوية سحيقة. ربما نجح الملوك في الافساد عبر التخريب وتمويل الارهاب وزرع الفتن والشقاق وتفتيت الاوطان، لكنهم لم ينجحوا في اذلال الاحرار، ربما اذلوا اعزة اهل البلاد من حيث المناصب، فاذا اعتبرنا الحكام والسياسيين والاعلاميين واصحاب الرأي هم اعزة فهكذا جعلهم الملوك اذلة، اما الاحرار فشعارهم الدائم هو "هيهات منا الذلة". ان الاوضاع في وطننا العربي هي محصلة للفعل الملكي الذي تقوده السعودية والقابلية للذلة الذي تقوده انظمة ونخب وقطاعات شعبية عربية. الملوك كما اكدت ملكة سبأ "وكذلك يفعلون" والاحرار دائما يقاومون مهما كانت التوازنات وصعوبة الظروف وشدة التيار. والنهاية الحتمية لمن تم اذلالهم هو مزيد من الذلة والهوان والسقوط واحلال اعزة اخر مكانهم ليتحقق التوازن الاهلي بوجود اعزة واذلة، والاعزة الجدد سيصلون سعير الذلة ان هم اتبعوا ذات المسار ولن يبقى اعزة سوى المقاومون. المجد للمقاومين..من قالوا لا في وجه من قال نعم، مع الاعتذار لشاعرنا العظيم امل دنقل.