2024-04-25 01:22 م

أطلبوا المصالحة ولو في سويسرا!!

2016-05-13
القدس/المنـار/ امكانية المصالحة بين حركتي حماس وفتح معدومة، فالأجندات تختلف والمشاريع تتباين، والتدخلات الخارجية تتعمق وتزداد شرورها، وتداعياتها خطيرة ضارة بالجانبين. حركة حماس في قطاع غزة تمسك بزمام الحكم والأمور وتنفرد بكل الميادين والمجالات والجوانب في القطاع، الذي بات موطىء القدم الوحيد لجماعة الاخوان، والحركة جزء وفرع منها، ولا قدرة لديها على الفكاك، هذا اذا كانت راغبة بذلك، مع أن هذا الأمر غير وارد، مهما تسربت الادعاءات وزينت الرغبات وتصريحات العلاقات العامة والاستهلاك المحلي من جانب قيادات عليا في حماس.
الحركتان فتح وحماس، تدركان استحالة تحقيق المصالحة، لكنهما، متفقتان على الاستمرار في لعبة تغييب العقل وتخدير الوعي للمواطن الفلسطيني، والذي يكتوي بالويلات والتداعيات لهذا الانقسام المرير، ويزداد ألما وهو يشاهد مسرحيات جولات حوارات ولقاءات المصالحة، في هذه العاصمة أو تلك.
واذا كان الأخوة غير قادرين على تحقيق المصالحة، بعد هذه السنوات الطويلة من الاحتراب والقطيعة على أرض الوطن، فهم لن يحققونها خارج البلاد، هذه المصالحة لن تتحقق في القاهرة أو عند الاعراب في الخليج، ولا في بلاط العثماني الجديد في انقرة، ولا حول شواطىء البجيرات الجميلة في سويسرا، وبالتالي يكفي المصتراعون دورانا، و "هيلمان".. فالنوايا غير سليمة، والمواقف متباعدة.. وكلا الحركتين تتحملان مسؤولية هذا التردي يعصف بالساحة الفلسطينية، وهذا الخزي الذي يعيشه الشعب أمام شعوب الأرض، عندما ترحب حماس، تطبل وتزمر، لعقد مؤتمر دولي في سويسرا لبحث ومناقشة امكانية عقد مصالحة بين الجانبين، فاذا كانت المصالحة بين الأخوة بحاجة الى مؤتمر دولي، فالصراع مع اسرائيل بحاجة الى آلاف المؤتمرات، ولكن، بحضور الانس والجن معا.
حركة حماس لن تخضع لخطوات جادة لتحقيق المصالحة، فهي أمسكت بالقطاع ووجدت جماعة الاخوان فيه ضالتها دولة قائمة بذاتها، رغم الصراخ الذي يصدر بشكل يومي عن الحركة، والتمسك بمسائل اجرائية هامشية، ترى فيها سبب الفشل فجماعة الاخوان التي سقطت برامجها في القاهرة، وعلى أرض، لن تتقدم خطوة واحدة نحو المصالحة حتى لا تفقد سيطرتها وحكمها على هذا الجزء من أرض فلسطين، وتأمل في توسيعه جنوب سيناء ولدى الجماعة القدرة الفائقة على اصدار الفتاوى للتغطية على أية خطوة وتمريرها.
هذه المصالحة لن تتحقق الا بخطوات وقرارات حاسمة وحازمة من جانب القيادة الشرعية منظمة التحرير، والتوقف عن سيل اللقاءات والحوارات وما تكلفه من تذكرات طيران وأجور أكل وفنادق لهواة وعاشقي "الرغي"، الذين يستهويهم الوقوف أمام كاميرات وشاشات التلفاز، للانطلاق في تصريحات كاذبة مخجلة، وتوزيع ابتسامات ونثر وعود تخفي وراءها حقيقة ما يدور، وحقيقة النوايا، وما يحيكه كل طرف للاخر.
ان استمرار الانقسام، يضر بالقيادة الشرعية أكثر بكثير من الضرر الذي سيلحق بحركة حماس في قطاع غزة، التي قد تفتح لها اتفاقية الهدنة طويلة الأمد الطريق للانقضاض على المشهد السياسي الفلسطيني.
إنه من المخجل حقا، أن يصفق الطرفان للمقترح السويسري، ويقبلا على نفسيهما الدوران حول الأرض، وبين العواصم لتحقيق المصالحة، أية مصالحة هذه لم تنجز رغم مرور سنوات على الانقسام؟! ما نراه ونلمسه، هو "العقوق" بعينه، انهما مرتدان، تجاوزا كل الخطوط الحمراء، ويعملان ضد مصالح الشعب وتطلعاته.
ما يجري هو مشاهد من مسرحية مملة عبثية، والأدهى والأمر، أن المشهد الذي ستشهده سويسرا هو الأخطر، والمثير للشفقة ويبعث على التقيؤ والاشمئزاز، الطرفان المتصارعان لا يملكان الجرأة للاعلان عن عدم رغبتهما لانهاء الانقسام، وهما يستمران في الخداع، ولن يتوقفا اذا لم يتحرك الشارع بكل قواه، للجمهما، واخضاعهما ودفعهما لسلوك المسار الصحيح، فالتنقل والارتماء في أحضان عربان الخليج، وغيرهم، والآن الانتقال الى سويسرا أمر مشين له تداعياته، رغم اخفاء الطرفين لحقائق كثيرة.
واستنادا الى دوائر سياسية متابعة، فان المرحلة القادمة، في ظل استمرار هذا التصارع المقيت والانقسام المريع، سوف تشهد تطورات وتداعيات شديدة الخطورة في الساحة الفلسطينية تكون أطواق نجاة لاعداء هذا الشعب، أما مسؤولية ذلك فتقع على الفصيلين المتناحرين، الذين لا يملكان الشجاعة والجرأة للبوحج بحقيقة نواياهما.