2024-04-19 06:37 ص

تفاصيل جديدة عن اغتيال الشهيد "ذو الفقار"!!

2016-05-15
القدس/المنـار/ قبل أيام نشرت (المنـار) نقلا عن مصادر ذات اطلاع واسع أن هناك تعاونا استخباريا وثيقا بين اسرائيل وأجهزة استخبارات عربية واقليمية، تقوم بتقديم ما تجمعه من معلومات الى الأجهزة الأمنية الاسرائيلية لتبدأ، عملية التحضير لضرب أهداف محددة ومنتقاة، دون تناسي الدور والمهام التي توكل الى العصابات الارهابية، والمعدات المتطورة وأقمار التجسس الأمريكية والاسرائيلية.
قرب مطار دمشق الدولي استشهد مصطفى بدر الدين، وهو قائد عسكري لامع مع حزب الله، وعلى الفور سارعت دول بأن لا علاقة لها بذلك، وأخرى التزمت الصمت، وتباينت الروايات وردود الفعل، هذا الحادث وفي ظل ما تشهده الساحة السورية من تحركات وأدوار لأجهزة استخبارية عديدة، قياداتها أقامت تحالفات مع اسرائيل، ولطبيعة هذا الحادث والشخصية العسكرية المستهدفة، فان استشهاد بدر الدين "ذو الفقار" قرب مطار دمشق، هو محصلة لتعاون استخباري وتجسسي وقدرات متطورة، شاركت فيه اسرائيل ودول عدة لها أهدافها وبرامجها، وأوكلت للمجموعات الارهابية في المنطقة تنفيذ العملية الجبانة، تماما كما حصل مع الشهيد عماد مغنية، الذي اغتيل في العاصمة السورية، واتضح بعدها التعاون الاستخباري لدول عربية وفي مقدمتها المملكة الوهابية السعودية واسرائيل، وآنذاك كان بندر بن سلطان على رأس جهاز الاستخبارات السعودي.
مصادر خاصة مطلعة ذكرت لـ (المنـار) أن فريقا استخباريا خاصا كان يلاحق تحركات القائد العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين، يضم عناصر من عدول عربية، منها المملكة السعودية الوهابية ومشيخة قطر بمشاركة أجهزة استخبارية في دولتين عربيتين اخريين، اضافة الى اسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا، وقالت المصادر أن صواريخ متطورة ودقيقة فراغية، كانت قد دخلت الأراضي السورية عبر الأراضي الاردنية الى منطقة الغوطة القريبة من دمشق وليست بعيدة عن منطقة المطار الدولي حيث وقعت العملية العدوانية الارهابية، فرأس الشهيد مصطفى بدر الدين كان مطلوبا لعدد من الأجهزة الاستخبارية العربية والاقليمية والدولية، وأضافت المصادر أن عددا من هذه الصواريخ أعطيت الى طاقم ارهابي تلقى تدريبات خارج سوريا بتع عصابة ما يسمى بـ "جيش الاسلام" الارهابية والعصابة الارهابية المسماة بـ "جبهة النصرة"، وليس مفاجئا وقوع هذا الحادث الارهابي للشهيد بدر الدين وله بصمات واضحة على العديد من العمليات ضد اسرائيل، وضد عصابات الارهاب، فالساحة السورية تعج بالطواقم والخلايا الاستخبارية المربوطة تقنيا مع مخطات استخبارية اسرائيلية واقليمية واقمار التجسس، والشهيد بدر الدين كان تحت رقابة دقيقة متعددة الاشكال من جانب غرف عمليات خاصة، تجمع أكثر من سبع أجهزة استخبارية متعددة الجنسيات وعلى رأسها عناصر من اسرائيل والولايات المتحدة التي أنزلت مؤخرا وحدات من المارينز في الأراضي السورية، لتنفيذ مهام خاصة، في اطار غرف العمليات المذكورة، لذلك، فان الاعمال القذرة والاستهدافات العدوانية للغرفة التي أشرنا اليها لن تتوقف.

ردود الفعل

الولايات المتحدة من جانبها ، وهي التي تضع الشهيد بدر الدين على قائمة الاستهداف، سارعت فور الاعلان عن الحادث للتبرؤ منه، بالقول أن طائراتها "التحالف" لم تقم بعمليات قصف في المنطقة في حين أن اسرائيل لاذت بالصمت وراحت وسائل اعلامها تنقل تحليلات واحتمالات، وما قام به الشهيد من عمليات على مدى سنوات طويلة من المواجهة مع اسرائيل، دون أن تخفي فرحها الشعيد باستشهاد بدر الدين، وقامت بتسريب أخبار لخلط الأوراق، دون أن تتمكن من التغطية على التعاون الاستخباري الذي تقيمه مع دول في المنطقة في مقدمتها المملكة الوهابية السعودية، أما ردود عصابات الارهابي، فهي أيضا متباينة، مع سباق فيما بينها لتحمل مسؤولية ما حدث.

دلالات الحادث وتداعياته

حادث بمثل هذا الحجم، والتأثير والخسارة لا شك سيكون مدار نقاش وبحث أمام قيادة حزب الله، السياسية والعسكرية، وارتباط ذلك، بما يقدمه الحزب من تضحيات في محاربة الارهاب داخل الاراضي السورية، وهنا، ترى المصادر أن العديد من الدول والقوى المشاركة فعليا في المؤامرة متفقة فيما بينها على ملاحقة حزب الله، وشل حركته واخراجه من دائرة مواجهة الارهاب، لكن، رد الحزب عل كل ما يتعرض له، هو الاصرار على مواصلة الاضطلاع بدوره، اسنادا للامة وشعوبها وقضاياها.
لكن، التداعيات على حادث استشهاد بدر الدين قادمة، وستكون صعبة وذلك لأسباب كثيرة، فحزب الله، وفي ضوء تزايد العمليات الارهابية ضده، واستشهاد عدد من قياداته العسكرية، سيجد نفسه مضطرا للرد، رغم الأجواء المحيطة به في المنطقة وانشغالاته لمواجهة النوايا الاسرائيلية العدوانية، ومشاركته الشعب السوري مواجهة الارهاب، اضافة الى ما تخطط له الأنظمة العربية المرتدة بقيادة السعودية ضد الحزب الذي وضعته على قائمة الارهاب، غير أن هذه المعطيات جميعها ستكون خاضعة لدراسة دقيقة، خشية انزلاق الحزب الى مواجهة، هي لم تحدد مكانها وتوقيتها، واستنادا الى المصادر ذاتها فان خطاب الأمين العام للحزب حسن نصرالله، يوم الجمعة القادم في تأبين الشهيد مصطفى بدر الدين، سيكون مليئا بالمؤشرات والمعاني والدلالات، ويمكن من خلاله قراءة الكثير من التوقعات والاحتمالات.