2024-04-24 11:33 م

الضفة الغربية على فوهة اشتعال..

2016-05-15
القدس/المنـار/ اسرائيل معنية بعدم الاستقرار في الضفة الغربية، بعد أن نجحت في "تحييد" حركة حماس في غزة، من خلال حليفتيها مشيخة قطر وتركيا، وصياغة اتفاقية هدنة طويلة الأمد، تلقفنها الحركة بتلهف لأنها تحقق تعزيز سيطرتها على قطاع غزة، في حين أن اسرائيل تضمن هدوء حدودها الجنوبية للتفرغ للاخطار القادمة من الشمال، وفي مقدمتها تهديد حزب الله، الذي يرعب المؤسستين العسكرية الأمنية والسياسية في تل أبيب، في حين أنها غير "مكترثة" لأية دولة عربية، بعد شن الحرب الارهابية على الدولة السورية.
واسرائيل تتعرض لانتقادات دولية متنامية، وتخشى أن تفرض عليها مبادرات داعية الى انهاء احتلالها للضفة الغربية واقامة دولة فلسطينية، ولأن مفاهيمها ترفض ذلك، فانها معنية باشعال فوضى في الضفة الغربية، أو استغلال اي اشتعال لها من اية جهة ثانية، وحركة حماس هي الاخرى معنية بالسيطرة على الحكم والمشهد السياسي في الضفة الغربية، وهذا أحد أسباب تسليم مقاليد أمورها للدوحة وأنقرة والتوصل الى هدنة طويلة الأمد تتيح لها الزحف نحو المشهد السياسي في الضفة، ما دامت تكون قد أمنت جانب اسرائيل وعدم اندلاع مواجهة عسكرية معها، قد تطيح بحكمها في القطاع، وهذا ما هددت به اسرائيل مرارا، وهذا ما أقلق حماس وجماعة الاخوان المتحالفة مع تركيا والمشيخة، وبدأت هذه الجهات لهاثا لم يتوقف بعد.
والسيطرة على المشهد السياسي هو هدف أكثر من جهة، وفي المحصلة، هو في صالح اسرائيل، ما دامت السيطرة قد تتحقق عبر وسائل غير قانونية، أي من خلال اشعال فوضى في الضفة الغربية، بمعنى أن اسرائيل وغيرها لها نفس الهدف وهو أعمال عنف داخلية، بتحريك خارجي عبر وكلاء مرتبطين مع غرباء على استعداد للتعاون أيضا مع اسرائيل.
في الاقليم هناك دول تخطط لاشعال الفوضى في الضفة الغربية، ولكل منها مصالح وأهداف ومقاولون من نفس الساحة الفلسطينية هذا اضافة الى جماعة الاخوان، وبين هذه الدول واسرائيل تنسيق وتحالف، فالدول المذكورة، ومنها المملكة الوهابية السعودية والامارات وتركيا ومشيخة قطر وجدت طريقها في تحقيق الاغراض والمصالح عبر بناء تحالف متين مع تل أبيب، والجميع يدفعون باتجاه تدفيع الفلسطينيين الاثمان، ولأن القضية الفلسطينية هي المركزية والأهم ورغم بروز ملفات أخرى في المنطقة، فان الدول الخليجية اتجهت للعبث في الساحة الفلسطينية، تغطية على هزيمتها وفشل سياساتها الارهابية في الساحة السورية وغيرها.
وترى العديد من الدوائر أن ما يشجع الجهات المذكورة على التدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي، هو وجود ركائز وقوى مرتبطة مع تلك الجهات، تعيش صراعا داخليا يوشك على الظهور بفوضى مدمرة في الضفة الغربية، وكما أشرنا فان اسرائيل ليست بعيدة عن تحركات المقاولين، بل هي في علاقة حميمية معها.
لكن، الاخطر من ذلك، وحسب الدوائر ذاتها، هو التصارع الداخلي داخل التنظيمات الفلسطينية، وتشرذمها الى أجنحة واصطفافات متناحرة تجعلها ترتكب المحرمات وفي مقدمتها اشعال الفوضى في الضفة الغربية دون أن تدرك بأن النتائج الكارثية ستلحق بكل المتصارعين.
تقول مصادر واسعة الاطلاع لـ (المنـار) ان هناك خططا باتت جاهزة لاشعال الفوضى في الضفة الغربية، وعرقلة كل ما يمكن أن يصدر عن مواقف ايجابية، من تحركات دولية، ولقاءات تنشط عواصم عدة لعقدها، لمعالجة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لذلك، المستفيد الأول من الصراعات الداحلية التي تتوقع المصادر اندلاعها، وقد تكون على شكل أعمال عنف هي في صالح اسرائيل، وايضا باتت محتملة ووشيكة الوقوع، نظرا للحدة والأحقاد والمصالح، وخطورة الارتباط بالغرباء وكثرة الخيوط الغريبة الممتدة.
وكشفت المصادر عن أموال طائلة يجري ضخها جنوب الضفة الغربية، في حين تنشط حركة الاستزلام، في كل المحافظات بما فيها مدينة القدس التي تئن تحت قمع الاحتلال بكافة أشكاله، وتضيف المصادر أن هناك استعدادات وعمليات تسليح، ونثر وعود، وتبرز محاور عديدة داخل التيار الواحد، لكنها منها نفس التوجه، لكن، قد تختلف بالجهات الممولة.
وتفيد المصادر أن ارتهان المحاور للاحقاد، والجهات الممولة، والمصالح الشخصية، قد يعجل باشعال عود الثقاب، وعندها تعم الفوضى، في الساحة، تستغلها اسرائيل بصب الزيت على النار، وتمرير برامجها وخططها وخطواتها من جانب واحد، بعد أن أوشكت على رسم حدودها، بعد شبكات الطرق والانفاق والجسور المنتشرة في كل مكان من أراضي الضفة، وتتوقع المصادر ذاتها صيفا حارا مشتعلا في الضفة الغربية، وليس من المستبعد أن يطيح بكل التطلعات والامال والثوابت التي طالما تغنت بها المحاور المتصارعة جميعها.