2024-04-25 03:12 ص

العصابات الارهابية تتهاوى "كأحجار الدومينو" أمام عمليات الجيش السوري في ريف دمشق

2016-05-20
دمشق/ تهاوت قرى وبلداتُ القطاع الجنوبي في الغوطة الشرقية بريف دمشق كأحجار «الدومينو» أمام العملية العسكرية الواسعة التي شنّها الجيش السوري وحلفاؤه،  وهو ما دفع بجهات عدة، منها التنظيم الدولي لجماعة «الإخوان المسلمين»، إلى الانخراط في المساعي الرامية إلى حل الخلافات بين فصائل المنطقة، في محاولة منها لوقف التدهور العسكري.
وحملة الجيش، وهي مستمرة منذ أشهر عدة، لكنها تعرضت للوقف والتأجيل بضع مرات بسبب احتدام المعارك في مناطق أخرى من البلاد، انطلقت أمس من محاور عدة، من الجهتَين الشرقية والغربية. وكان الجيش قد تمكن، خلال الأسابيع الماضية، من تضييق الخناق على الفصائل المسلحة المتمركزة في المنطقة، من خلال تقدمه باتجاه بالا القديمة وقضمه مساحات أخرى من الأراضي على محاور مختلفة.
وكان القطاع الجنوبي، بعد عمليات القصف التمهيدي المتواصلة وتضييق الخناق عليه، قد بلغ مرحلة «النضوج» وينتظر القطاف، وهو الأمر الذي تأخر بسبب فرض «نظام التهدئة» قبل أسبوعين، والذي شمل مناطق ريف دمشق بما فيها الغوطة، كما شمل آنذاك ريف اللاذقية.
لذلك، لم يلقَ الجيشُ مقاومةً كبيرة أثناء تقدمه على محاور الهجوم، واقتحامه الخطوط الأمامية لدفاعات المسلحين التي كانت قد أنهكت سابقاً، حيث سيطر بسرعة كبيرة نسبياً على بزينة وحوش الحمصي من الجهة الشرقية، ومزارع زبدين من الناحية الغربية، ليتوالى بعدها سقوط البلدات والقرى، وهي دير العصافير التي تعد من أهم المناطق في ذلك القطاع، وزبدين وحوش الدوير والبياض وغيرها من البلدات التي بلغ عددها ما يقارب العشر، وذلك وسط اضطرار المسلحين، من فصائل «فيلق الرحمن» و «جبهة النصرة»، للانسحاب باتجاه النشابية وغيرها من قرى عمق الغوطة، خشية إطباق الحصار عليهم.
وتعتبر هذه المنطقة، التي تعرف محلياً باسم منطقة «المرج»، ذات أهمية إستراتيجية لأسباب عدة: الأول، قربها من مطار دمشق الدولي، حيث كانت دير العصافير أقرب نقطة للمسلحين من المطار، وبفقدانها خسر المسلحون منصة مهمة لاستهداف محيطه. والثاني، أن المنطقة ذات أراضٍ زراعية خصبة، وكانت تعتبر بمثابة «السلة الغذائية» التي يعتمد عليها المسلحون لملء مستودعاتهم بالمواد الغذائية. وبحسب المعلومات، فإن آلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة بمحصول القمح أصبحت تحت سيطرة الجيش السوري. وسيقف الجيش السوري، بعد السيطرة على هذه المناطق، للمرة الأولى على مشارف عمق الغوطة، وتهديد العديد من القرى والبلدات التي كانت بعيدة عن متناوله في السابق.
وجاء تقدم الجيش وسط استمرار الصراع بين الفصائل المسلحة في الغوطة، وهو ما دفع هذه الفصائل إلى تبادل الاتهامات حول المسؤولية عن سقوط القطاع الجنوبي، وكلّ طرف كان يتهم الآخر بالتخاذل والعمالة للنظام السوري. كما ساد في أوساط النشطاء الإعلاميين اعتقادٌ مفاده أن الخلافات هي السبب الرئيسي لتقدم الجيش. غير أن المتحدث الرسمي باسم «فيلق الرحمن» وائل علوان أكد، في حديث متلفز، أنه لا علاقة بين الأمرَين، وأن الجيش كان سيتقدم حتى لو كانت الفصائل موحدة. وضرب مثالاً على ذلك ما حصل في بلدة المليحة، العام الماضي، حيث سيطر عليها الجيش رغم أن الفصائل كانت تقاتل ضمن غرفة عمليات واحدة.
وقد يكون العكس هو الصحيح، أي أن تقدم الجيش السوري وتساقط البلدات بين يديه، قد يؤثر بشكل أو بآخر في الصراع بين الفصائل والمسارات التي يمكن أن يسير بها، تصعيداً أو احتواءً، من باب أن أي خطر «ثالث» قد يدفع المتصارعين إلى نسيان خلافاتهم والتركيز على الخطر الذي يتهددهم جميعاً. وعلى الرغم من أن الخلافات بين الفصائل في الغوطة تجاوزت نقطة «اللاعودة»، وأصبح من شبه المستحيل حلّها، خصوصاً بعد سيل الدماء الذي جرى بين الطرفين، إلا أن المساعي لتحقيق ذلك ما زالت مستمرة.
المصدر: صحيفة "السفير" اللبنانية