2024-04-25 04:53 ص

المعارضة السورية ،، بين النازية والانتهازية ..

2016-05-23
بقلم: جمال محسن العفلق 
كم هي فضفاضة كلمة معارضة التي يطلقها الإعلام على الفريق الأخر الذي يساهم في تدمير سورية وقتل اهلها ، وكم هو مظلوم المعارض الإصلاحي الذي وضع في نفس دائرة المعارضة التي تتلقى تعليماتها واموالها من ايدي ملطخة بالدماء وعلى رأسهم الولايات المتحده الإمريكية صاحبة مشروع القتل المستمر لشعوب العالم الثالث ، هذا القتل الممنهج والقائم على اساس مصالح الرأسمالية العالمية وتجار السلاح بالدرجة الاولى ، كمنا تحرص الولايات المتحده دائما على حماية ذراعها العسكري الممثل بالعصابات الصهيونية التي لم تكن اقل دموية من داعميها في الغرب ولا الداعمين الجدد لوجودها من العرب . ففي وقت يقاتل الشعب السوري على الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية ، نجد المعارضة المؤجره تعيش في فنادق الدرجة الاولى وتتنقل بين العواصم الغربية وتؤمن لاسرها اقامة في بلدان اوربا او في قصور دول عربية تمول الة القتل العاملة في سورية . المعارضة التي صنعها الاعلام وكتب بياناتها الاولى خبراء من اجهزة الاستخبارات وقاد تحركاتها في كل دول العالم مستشارون من اميركة وفرنسا واللوبي الصهيوني ، ودفع بالمال لها دون حساب هي اليوم التي تدعي انها تمثل الشعب السوري ، ويقاتل من اجلها كل الجماعات الارهابية من الغوطة الشرقية حتى شمال حلب ، وتنفذ العمليات الارهابية باسمها لكسر ارادة الشعب السوري وزيادة عدد الشهداء والقتلى . هذه المعارضة التي تتجاهل جرائم داعش والنصره وتصفق لجيش الاسلام واجناد الشام وترحب بالموت لكل من يذهب الى عمله وتصفق لقتل طالب جامعي رفض الانقطاع عن الدراسه هي اليوم اشد نازية من النازية نفسها التي كتب عنها التاريخ ووصفها بأبشع الصور . فالنهج الذي تسير عليه هذه المجموعات لا هدف له الا القتل من اجل القتل بالمقابل تعيش هذه الجماعات حالة نادرة من الانتهازية والوصوليه لم يشهدها التاريخ السوري ولا التاريخ الانساني فكل الاعضاء العاملين يها يتسابقون من اجل الحصول على المكافأة المادية من المشغل ، ولا يعنيهم الهم السوري ولا وجع المواطن ، فكم هو غريب ان تنشر مواقع تابعة لما يسمى ائتلاف الدوحة الخائن عن التردي الاقتصادي في سورية وينكر هذا الائتلاف ان سبب هذا التردي هو الضغط الهائل على الاقتصاد السوري بالضافه للحصار الاقتصادي الظالم على الشعب السوري ورفض وفد المعارضة في لقاء جنيف الاخير ان يرفع هذا الحصار الاقتصادي بحجة ان التخفيف عن السوريين يصب في مصلحة الحكومة السورية . لقد شرعت المعارضة السورية ومنذ بداية الحرب على سورية كل الجرائم بحق الشعب السوري وهي التي طلبت من الناتو قتل هذا الشعب وابادته ، وهي التي مازالت تعيش وهم الوصول الى السلطه على دماء وجثث السوريين وهي التي تلتزم الصمت امام جرائم داعش ، فمشكلة هذه المعارضة والتي تميل الى الجماعات الاسلامية وتدعمها انها لا تقرا الواقع كما هو ، ولم تتعلم من تجارب الاخرين فكم خدم بن لادن الولايات المتحده وكم خدمت طالبان اميركا واليوم اين هو بن لادن واين طالبان ؟؟ ان من طبيعة اميركا استخدام الخونه لاوطانهم ومن طبيعتها ايضا التخلص من هؤلاء الخونه عند انتهاء المهمة ومع هذا المعارضة السورية غارقة في خدمة المشروع الامريكي وساعية من اجل تحقيقه اكثر من الامريكان انفسهم وكيف لا وماكينة الدفع لا تتوقف والاموال تصل والطائرات الخاصه تنقلهم من عاصمة الى اخرى . لم يعد مجدي ان نتحدث سياسة اليوم ونحلل الوقائع وندرس التصريحات فكل ما يدر عن الاطراف الدولية والاقليمية هدفه تشريع قتل السوريين وحماية العصابات الارهابية ففي فينا لم يناقش المجتمعون الارهاب وكيف يجب قطع الامداد عنه زمحاسبة الدول المموله له بل ناقشوا كيف يجب حماية الفصائل الارهابية ومع قصفها واعتبار بنادقها بنادق ثورية والجميع يعلم ان هذه البنادق لا تختلف عن اي بندقية ارهابية من افغانستان الى ليبيا . يسيطر على المعارضة السورية في الخارج تيار نازي دموي يعشق القتل ويبرره ، هذا التيار يتبع لنفس المدرسة التي تخرج منها القادة الصهاينة ، الذي عملوا على ابادة الشعب الفلسطيني ومارسوا فنون القتل في جنوب لبنان هذه المدرسة التي تعتبر ان داعش لا تشكل اي خطر على المنطقة وتعتبر الخطر الحقيقي هو المقاومة ورفض الاحتلال . فكيف سننتظر من مثل هؤلاء ان يعودوا الى الصواب ؟؟ وان عادوا فهل سيقبل الشعب السوري بعودتهم ؟ يعلم الجميع ان الجيش السوري والمقاومة في افضل حالاتهم الميدانية اليوم ويعلم الطرف الاخر ان مسألة بقاءه هي مسألة وقت مرتبطة باستمرار التمويل وبقاء الدعم الاعلامي وتبدل مصالح الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحده التي تخطط ادارتها الحالية المماطلة لحين خروجها من البيت الابيض لترك هذه الحرب للسلف القادم وهو بالغالب لن يكون مختلف بالسياسة اتجاه المنطقة ولكنه قد يبدل اليات العمل . واذا كانت المعارضة اليوم تقول انها لن تحاور الحكومة السورية لان هذه الحكومة متورطه بالحرب فعلى المعارضة ان تعلم انها متورطة بجرائم حرب وخيانة عظمى لان المقارنة بين جيش يدافع عن وطن وعصابات تريد تمزيق الوطن هي مقارنة غير اخلاقية اصلا ولا يمكن طرحها اليوم . ومسألة وحدة الاراضي السورية التي طرحها السيد جون كيري وزير خارجية الاداره الامريكية لا تعني بالنسبة للسورين شيء فوحدة سورية هي من المسلمات لدى السوريين ففي عهد الاستعمار الفرنسي قسمت سورية وبالقوة واعاد السوريين توحيدها ، فهذا من طبيعة الاشياء لا منه لاحد علينا فيها . في الشارع السوري نكتشف الاجابة الحقيقيه عن هذه المعارضة ، والشعب السوري يدرك ان هؤلاء عملاء وليسوا سوريين بالمعنى الوطني وان حملوا الهوية السورية ، فتقرير مصير سورية يبدأ بالقضاء على الارهاب والبيئة الحاضنة له والمؤتمر الوطني السوري الذي سينهي هذه الحرب لن يكون الا في دمشق .