2024-04-23 05:51 م

التطورات الأخيرة في المشهد الاسرائيلي تفرض على السلطة قراءتها جيدا

2016-05-23
القدس/المنـار/ التغييرات الأخيرة في الائتلاف الحكومي الاسرائيلي التي أقدم عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تؤكد حقيقة واحدة، وهي التوجه السريع نحو التطرف، واستمرار تعنت القيادة الاسرائيلية، وفي ظروف تميل لصالح اسرائيلا حيث التطورات والأحداث الدموية في الساحة العربية ولجوء دول عربية الى اسرائيل تحالفا وطلب حماية ومشاركة في السياسة الارهابية ضد الشعوب العربية ورعاياها، ومن بين هذه الظروف أيضا المشجعة للتعنت الاسرائيلي حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية التي منحت الأنظمة المرتدة في الساحة العربية فرصة القفز من فوق الشعب الفلسطيني وقضيته وارتمائها في الحضن الاسرائيلي.
وتقول دوائر سياسية متابعة للشأن الاسرائيلي أن التحذيرات من قيادات اسرائيلية بالتوجه الخطير نحو أقصى التطرف أو ما يمكن تسميته بـ "الصوفية" لم تلق آذانا صاغية من بنيامين نتنياهو، بل أقدم على تعيين أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا"، وزيرا للدفاع خلفا لمن سانده ووقف معه، موشيه يعلون، الذي سارع الى الاستقالة من الحكومة ومن الكنيست، ليعيد ترتيب أوراقه، ويدرس الخطوات القادمة التي سيلجأ اليها للرد على ما أقدم عليه نتنياهو بحقه، والتي قد تكون استقطاب عناصر من الليكود وتشكيل حزب جديد، أو الانضمام الى حزب آخر من خلاله يمكن تحقيق طوحاته.
وذكرت هذه الدوائر لـ (المنـار) أن ما يحدث في الساحة السياسية في اسرائيل هو على درجة كبيرة من الأهمية، يستدعي دراسة دقيقة ومستفيضة من جانب خبراء في هذا الشأن الاسرائيلي من جانب السلطة الفلسطينية بعيدا عما تتلقفه من تسريبات في الاعلام الاسرائيلي، أو قصص اخبارية وتحليلات موجهة، أو ممن لا يعرفون "ألف باء" الشأن الاسرائيلي، فهذا التطور يعكس الكثير من نقاط الارتكاز ومجموعة من الدلالات ولها تداعيات في غاية الخطورة والأهمية، فهذا التوجه المتسارع نحو اقصى درجات التطرف، يجب أن يفهم فلسطينيا على حقيقته، وتجري دراسته من كل الجوانب، فهو مؤشر خطير يبنى عليه الكثير من المواقف والاستنتاجات.
وتضيف الدوائر أن التوجه المذكور قد يحمل في ثناياه وطياته بذور هلاك خاصة مع الوصول المتزايد لأصحاب "القبعات المطرزة" الى أعلى المواقع في المستويين السياسي والعسكري، وهذا يفرض على القيادة الفلسطينية أن تؤسس على ذلك بعد نقاش واع وممن فهم، لما تشهده الساحة الاسرائيلية.
وتفيد الدوائر أن نتنياهو يثبت باستمرار مهارته وقدرته على تحسين موقعه السياسي ويستخلص الكثير من ذلك، فهو يجذر عن تصميم الاجنحة المتطرفة في الدولة، اضافة الى حماية ائتلافه من الانهيار ما دام قد تشكل على قاعدة ضيقة لا تضمنة له الاستمرار دون قلق في تزعمه للائتلاف، هاصة وأن هناك من يسعى للاطاحة به، داخل حزبه وخارجه.
وترى الدوائر ذاتها أن هناك اشتراطات من جانب نتنياهو وافق عليها ليبرمان عندما قبل الالتحاق بالائتلاف، ومن بينها حسب الدوائر المذكورة، عدم الانفراد باي قرار فيما يتعلق بقطاع غزة، الذي يقرره عادة قادة الجيش والاجهزة الامنية بمشاركة رئيس الوزراء، وعلى ليبرمان أن يدرك ذلك جيدا، وفي نفس الوقت، دفعت خطوة نتنياهو بتسليم زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" حقيبة الدفاع الوزير مردخاي الى الاستقالة متخلص من منافسته له على منصب رئاسة الحكومة.
وتشير الدوائر الى أن ليبرمان لا يمتلك قرار اتخاذ الحرب على قطاع غزة، أو على غيرها من الجهات، وكذلك الأمر، وجه نتنياهو ضربة الى رئيس المعسكر الصهيوني اسحق هرتسوغ زعيم المعارضة، عندما أبدى رغبة في الانضمام للائتلاف كزعيم لحزب العمل، فاتضح أن نتنياهو قد استدرجه لهذا المربع، وعاد فادار ظهره له ليلاقي التوبيخ من منافسيه في العمل وشركائه في المعارضة، وهنا، فان امكانية خسارته في الانتخابات الداخلية للحزب واردة.
الدوائر نفسها، نقلا عن مسؤول سياسي اسرائيل، ذكرت بأن ليبرمان سيكون خاضعا لقرار نتنياهو وقادة أجهزته الأمنية بكل ما يتعلق بملف قطاع غزة، مواجهة، أو خطوات للتعاطي الاسرائيلي مع حماس المسيطرة على الحكم هناك، فاسرائيل وحماس ليسا معنيتين بمواجهة واسعة، ولكل من الجانبين أسبابه ومصالحه، كذلك، فان ليبرمان لا يفقه في الحروب والأمور العسكرية. لكن، وحسب الدوائر، سيطلق نتنياهو يدر ليبرمان في التعاطي مع السلطة الفلسطينية، والفلسطينيون في الضفة الغربية، وهناك مكمن الخطورة، الذي يفرض على السلطة الفلسطينية الحذر، وقراءة التطورات الاخيرة في الساحة السياسية الاسرائيلية جيدا، كذلك، فان اسناد نتنياهو حقيبة الدفاع لزعيم حزب يسرائيل بيتنا افيغدور ليبرمان، يعني ان رئيس الوزراء أبعده عن أية اتصالات مع الدول العربية،  التي تدار من مكتبه ومن خلال مهندس العلاقات الخليجية الاسرائيلي دوري غولد، دون أن ننسى هنا، أن ليبرمان يملك علاقات استثمارية وتجارية قوية مع عدد من الشخصيات العربية والفلسطينية، وهي علاقات ستكون لها تاثيراتها وابعادها السياسية، فهي علاقات نسجت منذ سنوات طويلة.