2024-03-29 08:23 ص

خطر العقوبات الغربية على الإنسان

2016-05-31
بقلم: رابح بوكريش
وصلتني صباح اليوم من سفارة كوريا الشمالية رسالة تتعلق بموضوع فرض عقوبات جديدة من طرف الاتحاد الأوروبي ، أهم ما جاء فيها " إن عقوبات" الاتحاد الأوروبي هذه إنما هي مجرد تقليد "للعقوبات" المنفردة التي اختلقتها أمريكا خلافا لما جاء في ميثاق الأمم المتحدة عندما فشلت في تبني قرار الحصار الشامل علينا في مجلس الأمن الدولي تبرهن الحقائق على أن الاتحاد الأوروبي يسير بشكل سافر في ركاب السياسة الأمريكية العدائية الساعية وراء تضييق الخناق على جمهوريتنا. يجب على الاتحاد الأوروبي أن ويتخذ موقفا عقلانيا بعد تلقين الدروس لوقوعه في فخ أزمة اللاجئين غير المسبوقة بسبب إذعانه لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بقلب الدول السيادية في منطقة الشرق الأوسط . إذا كان الاتحاد الأوروبي عاجر عن ضمان العدالة والانصاف الدوليين، فمن الأفضل أن يصب كل جهوده على ترتيب منزله الداخلي المعقد. ومن الخطأ في الحساب إذا اعتقد أنه يستطيع تغييرنا بوسائل العقوبات ، والعكس على ذلك، لن يزيد الا من جهودنا المتفانية . " على كل حال هذه العقوبات الجديدة المفروضة على الشعب الكوري الشمالي ستكون لها تأثير على عمل الحكومة ولكنها بدون شك منافية للأخلاق ، فهل ترضى الشعوب الأوروبية بتبني هذه العقوبات إنني أشك في ذلك لأنني أعتبر أن الشعب الأوروبي لا يرض أبدا تجويع الشعب الكوري الشمالي . والواقع فإن جميع الذين يؤمنون بمزايا هذه العقوبات ويتوقعون من المجتمع المدني ان يساندهم في تجويع شعب كوريا الشمالية ويبرروا موقفهم بتصلب نظام كوريا الشمالية وأن يلقوا عليه وحده مسؤولية استمرار فرض العقوبات . صحيح أن أغلبية سكان المعمورة تتمنى أن يصبح العالم خاليا من السلاح النووي . لكن ليس من المنطق أن تفرض على نظام كوريا الشمالية نظاما سياسيا يلبي رغبات الاتحاد الأوروبي ، وليس لأي كان أن يطالب نظام كوريا الشمالية بذلك . الحقيقة الواضحة تماما هي أن : المتضرر الأكبر من العقوبات والحصار هي الشعوب، فحسب تقديرات الخبراء فإن نجاح العقوبات في بلوغ أهدافها المعلنة لا يتجاوز خمسة في المئة، وعلى العكس استطاعت بعض الدول تنمية مواردها الداخلية الاقتصادية، ولم تسقط أنظمتها بل ترسخت وازدادت قوة. وفي مثال على عدم نجاعة العقوبات الاقتصادية وتأثيراتها يبرز المثال السوري واضحا، فالحصار الاقتصادي المفروض عربيا منذ نهاية 2011، والعقوبات الغربية المتتالية أخفقت في إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وفي المقابل فإن أكثر من 10 ملايين سوري يعانون في داخل البلاد بسبب نقص الأغذية والدواء والفقر، إضافة إلى المعاناة من ويلات حرب شردت ملايين ودمرت البنية التحتية للبلاد .