2024-04-19 05:03 م

عجز القيادة الفلسطينية فتح الباب لحل تصفوي تقوده السعودية

2016-06-13
القدس/المنـار/ ضعف القيادة الفلسطينية وعدم اعتمادها الحسم في اتخاذ القرارات والمواقف بشأن جوانب القضية الفلسطينية المختلفة، وتمسكها بسياسة الانتظار والتردد "الاستجدائي" على أبواب العواصم والانشغال بـ "الصراعات" و "الفزاعات"، من بين العوامل التي دفعت وشجعت الانظمة العربية وغيرها على التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني والتحدث نيابة عن الفلسطينيين.
القيادة الفلسطينية من جانبها، تعتقد أن ما تقوم به دون ركائز أو استنادات صلبة مدروسة هو في اطار تحركها السياسي الهادف للبحث عن حل سياسي للصراع مع اسرائيل، فاوقعت نفسها في لعبة ادارة الصراع التي تجيدها اسرائيل جيدا، مدعومة من جهات اقليمية ودولية.
فحاكم مشيخة قطر، بات وصيا على الفلسطينيين، والقيادة صامتة على ذلك، واليد الوهابية السعودية الملطخة بالدماء، أمسكت فعلا بالمقود الفلسطيني ووصل التدخل السافر لهذين النظاميين الارهابيين، حد الاعلان من جانب المدعو أنور عشقي، الجنرال السعودي كما يسمي نفسه، عن أن المصالحة ستعلن منتصف رمضان من مكة المكرمة، بعد أن ضاقت الساحة الفلسطينية عن احتضان حوارات المصالحة، بين الطرفين المتصارعين فتح وحماس، أي السلطة وحركة حماس، وكان انهاء الانقسام حقيبة مسافر تنتقل من مكان الى آخر.
تقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن المواقف غير الواضحة أو الثابتة للقيادة الفلسطينية، أدى الى زيادة العبث الانظماتي في الساحة الفلسطينية، وأوصلت بالفلسطينيين الى انتظار ماذا سيسفر عنه التدخل السعودي، وهذا يشكل خطرا كبيرا، ويؤشر الى أن الرياض بدات الخطوات الأولى لتصفية القضية الفلسطينية، بعد أن اتفقت مع اسرائيل على صياغة بنود جديدة لمبادرة السلام العربية لتكون غطاء لتحركاتها، وتضيف الدوائر أن النظام الوهابي السعودي الذي بات يمسك بالمقود العربي، بعد ضعف الدور المصري، يسعى الان الى أن يكون راعي المصالحة، والتي ان تمت لن تتحقق عمليا على الأرض، حتى يدخل في المرحلة الثانية من دوره المشبوه في تصفية القضية الفلسطينية، وهي المرحلة التي تتمثل في عقد قمة عربية ، تملك فيها النصاب لالتئامها، واتخاذ القرارات الذي يريد، وتحديدا تمرير حل تصفوي، بغطاء خادع متفق عليه بين الرياض وتل أبيب، وتصريحات المدعو عشقي لم تأت من فراغ، فالنظام السعودي الفاشي، ومن خلال التنسيق مع مشيخة قطر، ومباركة النظام التركي، ووضع قواعد العلاقة الجديدة مع جماعة الاخوان المسلمين، مما فتح له باب انجاز مصالحة وفق مقاييس باركتها اسرائيل، ليواصل عبر هذا الباب تحركاته لتمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية.
وتؤكد الدوائر، أن القيادة الفلسطينية اضافة الى عجزها، يبدو أنها تعمل على قاعدة، عدم تحمل المسؤولية، والقائها على عاتق الأنظمة العربية الارهابية، لتجلب حلا، أيا كان، ثم ترد على منتقديها، بأن هذا هو ما ارتأته الدول العربية، أي أنها تريد انسحابا هادئا دون ضجة، ودون مساءلة، وترى الدوائر ذاتها أن القيادة الفلسطينية، أو بعض أركانها عملت على تهيئة الأجواء والأرضية المناسبة وصولا لما نراه اليوم من عبث في الساحة الفلسطينية وتدخل سافر في الشأن الفلسطيني.