2024-03-28 02:35 م

"لقاء الضرورة" الرمضاني في عمان بين الرئيس الفلسطيني والملك الأردني

2016-06-17
القدس/المنـار/ اللقاء الرمضاني بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الأردني عبدالله الثاني، هل نجح في تبديد التوتر في العلاقات الفلسطينية الأردنية، أم أن هناك تطورات مقبلة فرضت عقد هذا اللقاء، واستدعت تجميد التوتر.. وكان لا بد من عقد لقاء الضرورة في عمان، محاطا بأجواء تفاؤل احتفالي، على مائدة افطار ملكية بحضور أعضاء دوائر صنع القرار من الجانبين!!
تقول دوائر سياسية مطلعة لـ (المنــار) أن لقاء الزعيمين الفلسطيني والاردني، لا يعني أن خلافاتهما قد انتهت، والمواضيع والقضايا الخلافية قد تم حلها، وأصبحت وراءهما.. فاللقاء، يمكن وصفه بـ "لقاء الضرورة"، لأن تنقل الملف الفلسطيني بين هذه العاصمة وتلك، أثار قلق النظام الاردني، الذي يخشى فقدان دوره اتجاه هذا الملف، بحكم العلاقة المتميزة بين الأردن وفلسطين.
وتضيف الدوائر أن القلق الأردني، يقابله قلقا فلسطينيا، فالادوات المتحركة بشأن الملف الفلسطيني، تحاول وضع الجانبين الفلسطيني والاردني على الهامش، لصالح بناء معادلة جديدة لا تكون رام الله وعمان أرقاما فيها، فجاء اللقاء لبحث المخاوف، وطرح عوامل القلق، والاتفاق على خطة تحرك لمواجهة تحديات واضحة المعالم.
فهناك دول كمشيخة قطر تدفع باتجاه ترسيخ سياسات جماعة الاخوان في فلسطين والاردن، وتعزيز مواقع هذه الجماعة، التي تشهد اهتزازات كبيرة صعبة، من خلال الامساك بملف المصالحة، وتوجيهه بما يحقق أهداف الجماعة في الساحة الفلسطينية، ويمنح جرعة قوة للجماعة المنقسمة على نفسها في الساحة الأردنية، ويخشى النظام الاردني، من أن تتحول ساحته الى ميدان لسياسة الحلف القطري التركي، الذاهب باتجاه ضم النظام الوهابي السعودي اليه، ولو بشأن بعض الملفات في المنطقة، وتشير الدوائر هنا، الى سحب الملف الفلسطيني من اليد المصرية، ليعاد الى المشيخة القطرية، المحتضنة مع تركيا لجماعة الاخوان، ثم الدفع بهذا الملف ال الحضن السعودي، لتمرير ما يتم التوافق عليه من حلول لبعض جوانب هذا الملف الشائك.
غير أن دوائر أخرى، تعتقد بأن التلاعب بالملف الفلسطيني، وتنقله بين العواصم، للبدء بايجاد حل لأحد جوانب هذا الملف المتمثل بالمصالحة، هو بداية الطريق نحو تسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، يدفع الفلسطينيون ثمنها، تسوية تبقي على الانقسام، أي فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، التي ستنقل كونفدراليا الى الاردن، وبالتالي، أين القلق الاردني من ذلك؟!
هذه الدوائر ترى في انجاز المصالحة في الساحة الفلسطينية ضرورة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، تحت غطاء مبادرة السلام العربية التي صيغت بنودها من جديد بتنسيق سعودي اسرائيلي، مع الاحتفاظ بنفس الاسم، وجاء لقاء عمان بين الرئيس عباس والملك عبدالله، لبحث الاثار المترتبة على ذلك.
لكن، وحسب العديد من الدوائر، فان الاردن غير راض عن سياسة وتحركات القيادة الفلسطينية، وبالتالي، سيظل طرفا في حرب اغلاق الابواب في وجه الرئيس الفلسطيني، لتدشين مرحلة ما بعد رحيله، واللقاء الرمضاني في قصر الحسينية بعمان، لا يعني التطابق والتوافق في المواقف والمصالح، أو التغلب على التوتر وبدء صفحة جديدة من العلاقات.. انه لقاء تم بترتيبات عاجلة، تعتقد الدوائر أن الاردن هي التي دعت اليه، وفي توقيت مدروس، قبيل توجه الرئيس الى مشيخة قطر والرياض، وكما ترى الدوائر، أن اللقاء كان فرصة للعتاب، ومناقشة القلق المشتركة، ومعرفة النوايا، والى أين القيادة الفلسطينية ذاهبة، واين دور الاردن مما يجري من تحركات متعلقة بالملف الفلسطيني بجوانبه العديدة الخطيرة والمتشابكة، في وقت تتزايد وتتضاعف فيه التحديات لضرب وتدمير الساحات، بأشكال ووسائل عديدة، وقوى ترى في مصالحها الأهم من استقرار ساحات الدول العربية.