2024-03-29 02:55 م

"مؤتمر هرتسليا" يفضح سياسات الأنظمة ويؤشر لحرب مع حزب الله

2016-06-18
القدس/المنـار/ في مؤتمر هرتسليا الاسرائيلي السادس عشر، الذي حضرته وشاركت فيه قيادات اسرائيلية وعربية وفلسطينية، وكان واضحا، التركيز على ثلاث قضايا هامة، تشغل بال اسرائيل، وهي في ذات الوقت رسائل موجهة الى الجانب العربي بما في ذلك الفلسطيني.
القضية الأولى أن حزب الله، هو الخطر الوحيد المتبقي الذي يهدد اسرائيل، في وقت ما تزال الجبهة الاسرائيلية الداخلية تنقصها الاستعدادات الكافية لمواجهة هذا الخطر، لذلك، اعترفت قيادات اسرائيل الاستخبارية والعسكرية في المؤتمر المذكور بأن الجيش الاسرائيلي يراجع استعدادات قواته النظامية والاحتياطية ومنظوماته النارية تحسبا لحرب لبنان الثانية.
أما القضية الثانية، وكانت محورا هاما في أعمال المؤتمر الاسرائيلي فهي أن المشكلة الفلسطينية لم تعد عقبة أمام اقامة علاقات مع دول عربية، يتزايد عددها، وأن الدول "السنية" على حد قول رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية لها علاقات واسعة مع تل أبيب، وبمعنى أوضح، اسرائيل متجهة نحو اقامة تحالف مع هذه الدول في مواجهة ايران، وبالتالي، أية حلول للصراع مع الفلسطينيين سيكون مع الدول العربية، حلول تفتح أبواب التطبيع الشامل مع العرب، وهذا ما يجري العمل عليه، حيث لم تعد العلاقات الاسرائيلية العربية، تتمتع بالحذر الذي كانت عليه قبل سنوات، لذلك، شدد المتحدثون الاسرائيليون في مؤتمر هرتسليا على وجود مصالح مشتركة قوية بين اسرائيل والدول العربية.
والقضية الثالثة، هي مشاركة اسرائيل المباشرة في الشأن الداخلي العربي، فالقيادات الاسرائيلية التي تحدثت في مؤتمر هرتسليا اعترفت صراحة، أمام الحضور من العرب والفلسطينيين وعلى مسمع من دول العالم بأن اسرائيل تلعب دورا مهما في الحروب الدائرة في المنطقة العربية، وتحديدا في سوريا واليمن، الى جانب المملكة الوهابية السعودية، واعترفت هذه القيادات أيضا بأنه في أعقاب اندلاع الحرب على اليمن التي يقودها النظام الوهابي السعودي، أقدمت بعض الدول العربية على تغيير علاقاتها مع اسرائيل، وانتقلت تل أبيب الى الوقوف بجانب السعودية، دون أن تحدد هذه القيادات الدور الذي تلعبه اسرائيل في هذه الحرب وطبيعة المشاركة فيها.
في مؤتمر هرتسليا، السادس عشر، قضايا خطيرة، وطروحات وشروحات واضحة من جانب المسؤولين الاسرائيليين، المشاركة من المستويين العسكري والسياسي، فاسرائيل ماضية لانجاز تسوية للصراع مع الفلسطينيين، مع الانظمة العربية بعيدا عن أصحاب القضية، تسوية تشهر الدول العربية من خلالها التطبيع مع تل أبيب، وهناك توافق عربي اسرائيلي، على تصفية القضية الفلسطينية، تخدم المصالح الاسرائيلية ومصالح الأنظمة، كذلك، اسرائيل ، ماضية في جر الدول العربية الى تحالف ضد ايران، ومما تم كشفه في المؤتمر، أن اسرائيل تشارك في الحرب الارهابية التي تشنها المملكة الوهابية السعودية على اليمن وسوريا.
تقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن مؤتمر هرتسليا الاسرائيلي السادس عشر، كشف عن كثير من المعادلات الجديدة في المنطقة، معادلات خطيرة، عنوانها، أن الأنظمة العربية، منقادة وراء المصالح الاسرائيلية على حساب قضايا الأمة، أنظمة لم تعد ترى في اسرائيل عدوا، وانما ايران وحزب الله، حتى القضية الفلسطينية لم تعد ذات اهتمام لدى هذه الأنظمة، بل أنها عامل عرقلة لتطور العلاقات مع اسرائيل، وبالتالي، المرحلة المقبلة سوف تشهد تطورات كبيرة، أهمها، حرب ثالثة، عل لبنان بن حزب الله واسرائيل، وستكون الأنظمة العربية في هذه الحرب الى جانب تل ابيب، بأشكال مختلفة من الدعم والاسناد، وكذلك، فرض حل تصفوي للقضية الفلسطينية يفتح أبواب التطبيع واسعة بين الأنظمة العربية واسرائيل، وهذا ما أعلنته قيادات اسرائيل صراحة في مؤتمر هرتسليا، وأعلنت أيضا، أنها شريكة في الحرب على سوريا واليمن الى جانب النظام البربري الوهابي في الرياض.