2024-04-25 11:10 م

مؤتمر فتح .. تباين مصالح وعرائض ضغط وساحة للانتقام!!

2016-06-20
القدس/المنـار/ في مرحلة مفصلية وتحديات كثيرة وصعبة، لم تتفق قيادة حركة فتح على موعد لعقد المؤتمر العام للحركة، رغم العديد من تصريحات التفاؤل والتحذير التي أطلقت متناولة التوقعات والتكهنات بعقده، الى درجة تحديد المواعيد.. لكن، لم يتحقق شيء من ذلك.
ويبدو أن التأجيل وصم الاذان عن المطالبة بعقد المؤتمر السابع لفتح، دفع قيادات في الحركة من المجلسين الثوري والاستشاري الى توقيع عرائض غاضبة، بحثا عن حل سليم، وموقف حازم بشأن عقد المؤتمر الفتحاوي، وكان مفعول ابر التخدير قد تلاشى، وحدثت لقاءات داخل الغرف المغلقة وخارجها، لبلورة "لوبي معارض" يحمل لواء الاستعجال في ترتيبات عقد المؤتمر الحركي العام لفتح، وتخللت ذلك، تصريحات لـ "متزعمي" هذا اللوبي، الساعي ـ بعض أعضائه ـ نحو تحقيق تطلعات "مواقعية" في قمة المشهد السياسي، هذا الحراك الفتحاوي الداخلي، أشغل الكثيرين عن متابعة أوضاع مقلقة وأخطار داهمة، وانزلقت الغالبية الى ميادين التصارع، وحرب المحاور وفوضى الاصطفافات التي ما تزال تعصف بالحركة قيادات وقواعد، أي على مستوى التنظيم من القمة الى القاعدة.
تقول مصادر مطلعة قريبة من دوائر صنع القرار في حركة فتح، أن عقد المؤتمر العام هو استحقاق واجب التنفيذ، الا أن هناك عوائق تمنع انعقاده في المدى المنظور ، لأن المصالح الشخصية والعاملة اختلطت، وبات التصارع المواقعي على أشده، وفي أعلى درجاته، وبالتالي، لم يعد التكهن بعقد المؤتمر مجديا، فمن أوجه التصارع، ما نراه من تجاذب بين الدائر العليا المتنفذة، وقيادات في الحركة، هي الاخرى لها مصالحها، بعضها، يطالب بعقد المؤتمر العام لا لتعزيز قوة الحركة وترسيخ أكثر لقواعدها، وانما مدخل للامساك بزمام أمور الحركة، في اطار التنافس الذي يشتد من يوم الى آخر، والبعض الاخر يتمنى أن لا يعقد المؤتمر حتى لا يفقد ما بين يديه من مكاسب، وخشيته من الاندحار عن مواقع متقدمة في مؤسسات الحركة، حصل عليها، في مؤتمرات سابقة.
وتضيف المصادر لـ (المنـار) أن قيادات من حركة فتح، تفضل عدم عقد المؤتمر العام السابع في وقت قريب، لأنها تخشى مجيء عناصر جديدة لتسلم المواقع الحركية العليا، عناصر لن تكون قادرة على تعزيز صفوف فتح، لانها تفتقر الى الماضي والخبرة، لذلك، هذه القيادات، ترى أن من الأفضل بقاء الوضع على حاله، واستمرار القيادات الحالية في مواقعها.
وتفيد المصادر أن التصارع الواضح يشير الى اضطراب متصاعد داخل صفوف الحركة، وأن اتفاقا وشيكا لعقد المؤتمر، بعيد المنال، وأن ما نراه من اصطفاف بين أعضاء في المجلس الاستشاري وآخرين من المجلس الثوري، هو من تدبير قيادات تطمح الى قلب المشهد الحركي لصالحها، وتسلم المقود من القيادة الحالية، اي ترجمة لحرب الوراثة، والتنازع على منصب الرئاسة، وهذا تدركه القيادة الحالية، وتدرك أن قيادات متنفذة لا تريد عقد المؤتمر العام، لسببين الأول، خشيتها من فقدان عضويتها في اللجنة المركزية، واستبدالها بقيادة تحظى بدعم قمة المشهد السياسي، والسبب الثاني، يتمثل في أن هذه القيادات تخشى، بل تدرك بأن القادمين هم نتاج خارطة مرسومة بدقة، تقضي نهائيا على آمال قيادات تاريخية أو على حافة، الجدار التاريخي، قادمون من صنع قمة المشهد السياسي، لذلك، لسان حال هذه القيادات، ليبقى الوضع كما هو، لا تغيير ولا تبديل، ولا عقد للمؤتمر العام للحركة الأقوى في الساحة.
المصادر تؤكد لـ (المنـار) أن المؤتمر العام للحركة، لن يعقد في القريب العاجل، كما هو الحال بالنسبة للمجلس الوطني، والقرار فقط لدى قمة المشهد السياسي، غير أن التصارع سيستمر، والتنافس سيتواصل، والمخفي أعظم.
المصادر ذاتها ترى، أن قمة المشهد السياسي وهي الأكثر ادراكا بخطورة التحديات، وما تشهده الساحة والاقليم، تفضل تأجيل عقد المؤتمر، رغم القدرة على افراز قيادة جديدة للحركة من صنعها وفي خدمتها، لتفادي الانقسام العرضي والطولي، والغرق في حالة انشغال تفتح الأبواب لتداعيات رهيبة، تعصف بالساحة لسنوات قادمة، خلالها سيتم تمرير الكثير من الحلول العرجاء والتصفوية.
ورغم ذلك، هناك قيادات غابت لسنوات عن مركز القيادة، وهي تعمل بكل الوسائل والاساليب للعودة، والخروج مما تصفه بـ "دائرة المهانة" أو تطلقه على نفسها بـ "جرح الكبرياء"، هذه القيادات من منطلق الانتقام هي المحركة للعرائض واللقاءات، والكثير من الكولسات، في الداخل والخارج.