ومراجعة لكل ما يطرح من أفكار وحلول للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، نجد انها لا تتضمن أية اشارة الى تمتع الفلسطينيين بالسيادة، وحرية السفر واجتياز المعابر، واقامة مطار أو ميناء، لذلك، خطيئة كبرى تصل الى حد الخيانة اذا قبلت القيادة الفلسطينية بأي اتفاق أو حل ينتقص من سيادة الشعب الفلسطيني، حتى تتوقف معاناة أبنائه في محطات سفرهم وتنقلهم وكفى حجزا للمسافر الفلسطيني وعائلته في هذا المطار أو ذاك، تحت الاذلال والقهر، دون رحمة، وكفى حشرا و "بهدلة" للمسافرين عبر الجسور، يتلقون الشتائم والالفاظ النابية، من ذوي القربى.
الفلسطيني تحت رقابة "الاشقاء" وملاحقتهم، وتحت الاذلال المتعمد، على هذا المعبر وفي ذاك المطار، والارتماء على عتبات السفارات للحصول على تأشيرات سفر ودخول، الفلسطيني عند أجهزة الأمن في كل البلاد العربية، ومراكز الحدود منبوذ ومتهم، فهل تدرك القيادة الفلسطيني هذا الرعب والاذلال، نقول هذا، لأن القيادات لا تلاحق، في المعابر، ولا يشتمون وتفتح لهم صالات كبار الزوار، ونخشى أن هذه القيادات لا تدرك معاناة المواطن والمواقف المريرة التي يتعرض لها خلال سفره أو عودته، كثيرة هي الممارسات الشنيعة التي يتعرض لها الفلسطينيون خلال تنقلهم من عاصمة الى أخرى، أو ارتيادهم هذا الجسر أو ذاك المعبر، وتحت يافطة الحريص على العلاقة مع هذا النظام أو تلك الدولة، لا أحد يستطيع أن يصرخ ويفضح، أو يرفع صوته، ممارسات لا تنشرها وسائل الاعلام ليحافظ مالكوها على ممر آمن، عبر هذه الجسور والمطارات ونقاط العبور، لكن لقد بلغ السيل الزبى، ولم تعد هناك قدرة على احتمال العذابات ولؤم وظلم واستخفاف ومهانة الاشقاء، الذين يحشرون المسافرين الفلسطينيين في قاعات مغلقة تحت الشتائم في "عز الحر" كما يقولون.
ترى على يجرؤ مسؤول على رفع صوته احتجاجا؟!