2024-03-29 01:01 م

سورية: تحركت جبهات حلب..فاهتزت لها الرقة

2016-06-22
بقلم: الدكتور خيام الزعبي*
اليوم هناك قرار حازم من الرئيس الأسد، لا تقسيم في سورية ولا هزيمة في حلب والعين تتّجه نحو الرقّة، وقد رأينا في الأيام القليلة الماضية تقدّماً كبيراً للجيش السوري وحلفاؤه في ريف حلب والعمليات النوعية التي قاموا بها، إذ يخوض الجيش على تخوم حلب الجنوبية في هذه الأيام معارك ضارية وشرسة ضد المجموعات المسلحة، في حين تتعرض المدينة يومياً لعشرات القذائف والصواريخ من قبل هذه المجموعات دون أن يؤثر ذلك على صمودها وثباتها، ما جعل مدينة حلب وبوابتها الجنوبية مقبرة للأعداء ومصدريهم وداعميهم الإقليميين والغربيين،‏‏ لكي تغير المعادلة ولتبعثر حسابات خطط لها لتدمير هذا البلد لعقود مستقبلية طويلة الامد. العالم متافجئ ومصدوم لما حدث، فما بناه تنظيم داعش وأدواته من تهديم النفس السورية والتي كان يفعلها منذ عدة سنوات، إنتهى وبدأ يتلاشى في الكثير من المناطق السورية، فبعدما تمكن التنظيم من السيطرة على محافظات عدة، والذين جاءوا من كل حدب وصوب بدعم من المخابرات العالمية، أبى الشعب السوري وجيشه إلا أن يحرروا أرضهم من داعش ومرتزقتهم، توالت الإنتصارات فما أن يدخل الجيش السوري الأرض إلا وقد حررها، في تدمر سجل الجيش فيها أروع الإنتصارات، إلى دير الزور التي برهنت على أن الجيش السوري وشعبه لا يركعون إلا لله. معركة تحرير الجيش السوري لمدينة حلب.. دخلت مرحلة حاسمة خلال الأيام الماضية.. فقد كبد الجيش السوري وحلفاؤه مسلحي ما يسمى جيش الفتح خسائر فادحة بالأرواح والعتاد في معارك ريف حلب الجنوبي، حيث دمر الجيش عدداً كبيرة من الآليات العسكرية، بالإضافة الى تدمير غرف عمليات ميدانية أهمها غرفة عمليات ما يسمى فيلق الشام في كفرجوم وغرفة عمليات أخرى في فيتان الجبل، كما أقرت التنظيمات الإرهابية والقوى المتطرفة بمقتل العشرات من أفرادها من العديد من المسؤولين الميدانيين سواء من"جيش الفتح" أو جبهة النصرة بريف حلب الجنوبي. إن التقدم السريع للقوات السورية وحلفاؤها من محور المقاومة يعود إلى التخطيط الجيد والتقنية العالية والمتطورة، فضلاً عن مهارة القوات السورية في إدارة حرب الشوارع، كما أن الغارات الجوية السورية الروسية شلت تحركات عناصر جماعة داعش في مختلف المناطق، والتي اعتمدت على سواتر وخطوط دفاعية وتحصينات، سرعان ما تهاوت أمام القوة المتفوقة آليا وناريا للجيش السوري، حيث تم تدمير عدة خطوط صد دفاعية، كانت داعش عملت على إنشائها منذ عدة سنوات، وكلفتها الكثير من الجهد والمال واستنزفت قدراتها المختلفة. في سياق متصل شكل اللقاء العملي البعيد عن البروتوكول، الذي جمع الرئيس الأسد ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، نقطة تحوّل في التنسيق الميداني بين دمشق وموسكو، وهو يُعيد من جديد تأكيد الأولوية وتحديد النقاط التي سيتم الإنطلاق منها، بدءاً بإستعادة مدينة حلب وأريافها بالكامل من قبضة الجماعات المتطرفة حتى تحرير جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وعلى الطرف الآخر برز التنسيق السوري الروسي الإيراني، فكان إجتماع طهران الثلاثي لوزراء الدفاع من أجل التخطيط لقلب الطاولة فوق رؤوس الإرهابيين وداعميهم الإقليميين والدوليين، لتنجلي معارك ريف حلب الجنوبي عن تدمير صفوف الإرهابيين وقياداتهم وسحق أدوات إجرامهم وعتادهم ومقراتهم وغرف عملياتهم. وبالموازاة مع معركة حلب.. حقق الجيش السوري وحلفاؤه تقدماً كبيراً في ريف الرقة الغربي إذ زحفت أرتال عسكرية ضخمة من الجيش السوري نحو أهدافها المرسومة لها في الريف الغربي للمدينة ، وإستطاعت أن تحرر حقول الثورة النفطية ومساكن العمال التي تبعد مسافة أقل من عشرة كليومترات عن مطار الطبقة العسكري، وبالتوازي مع ذلك أحرز الجيش والحلفاء مزيداً من التقدم في الرقة إذ سيطر بشكل كامل على مزرعة العجراوي لتقف القوات المهاجمة على مسافة تقل عن سبعة كيلومترات جنوب شرق مطار الطبقة، هذا ولم تمنع الطبيعة الصحراوية القاسية هناك ومفخخات داعش الجيش السوري من تحقيق الإنجازات والإنتصارات التي ترجمت على مدى عدة أيام من إنطلاق العمليات العسكرية ليتمكن الجيش خلالها من تحرير ما يقارب 75 كيلومتراً باتجاه مدينة الطبقة، موقعاً مئات القتلى والجرحى في صفوف داعش وأخواتها. شراسة المعركة الجارية في حلب والرقة، وزيادة إرتباك الغرب وحلفاؤه تشير إلى أن الحرب اقتربت من جولتها الأخيرة، فالتحالف الأميركي الغربي وحلفاؤه من الدول العربية و الإسلامية حشدوا كل مرتزقتهم على جبهة حلب لتحقيق أي كسب معنوي يوظفه على طاولات المفاوضات، لكن حلب الصامدة أبت إلا أن تدفن أحلامهم وتعلن عن قرب حسم المعركة وفي نفس الوقت تحدّد إما التّقسيم أو بقاء الوطن السوري موحداً، فتحرير حلب يعني تحرير سورية من رجس الإرهاب،.وفي هذا السّياق، تشير الدلالات والمعلومات الى أن التقسيم لا يمكن أن يحصل في سورية طالما أن الجيش السوري يفترش الأرض بدماء شهدائه لبقاء سورية شامخة وإسقاط المخطط الغربي لتقسيم سورية. مجملاً......قلتها كثيراً وسأعيدها وسأبقى أكررها، لقد أخطأوا في الزمان والمكان، حيث أن سورية مقبرة للغزاة على مرّ التاريخ، وإنهم دخلوا في مغامرة مصيرها الفشل والخزي والعار لهم ولأسيادهم الذين غرروا بهم، ومصيرهم القتل على أيدي رجال الجيش السوري، فسورية عصية على السقوط ولن تكون موطناً وبيئة حاضنة للإرهاب، وعليهم مراجعة حساباتهم لأن أرض سورية ستكون بوابة العبور لهم إلى جهنم، ورجالها هم من سيتصدون لقوى الإرهاب التي تستهدف تفتيت سورية واضعاف قوتها ، ولكن هيهات لهم ذلك ما دام فيها من يعشق سورية ويعشق أرضها ويقدم الغالي والنفيس لأجلها. 
*كاتب سياسي 
khaym1979@yahoo.com