2024-04-25 10:29 ص

صح النوم يا معالي وزير الخارجية!!

2016-06-23
بقلم: جميل ظاهري
اعتبر وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري، تحركات السفير السعودي في بغداد بانها تمثل تدخلا صارخا في شؤون العراق الداخلية وما يقوم به ليس من دوره كسفير ولا حتى من دور وزير الخارجية فضلا على ان يكون سفيرا، نحن لانميل للتهديد بقطع العلاقات وانما ابلغنا السفير بشكل رسمي بهذه التفاصيل . التصريحات هذه لن تأتي بحكم الواجب الوطني الذي كان لابد للوزير الجعفري أن يقوم به منذ بداية التحركات التي قام بها ولايزال يواصلها سفير كيان آل سعود العدو اللدود للشعب العراقي ووحدة ترابه ولحمة مكوناته وعيشه الآمن والسلمي، حسب اعتراف وتصريحات وكالات الاستخبارات الأمريكية والغربية وحتى مرشحوا الرئاسة الأمريكية وفي مقدمتهم وزير الخارجية السابقة "هيلاري كلينتون" في كتابها وخطاباتها، حيث يعتبر الجميع النظام السعودي مؤسسس وداعم للارهاب التكفيري الدموي الذي يعصف ليس بالعراق لوحده منذ الاحتلال الأمريكي وحتى من قبله على عهد نظام "صدام" المقبور؛ بل حتى في سوريا واليمن وغيرها من بلدان المنطقة . كان لابد للجعفري ومن قبله رئيس الوزراء العبادي التحرك لردع المؤامرات التي يحيكها السفير السعودي ثامر السبهان ومنذ قبل أن يصل أرض الرافدين، لا أن تأتي بعد موجة التظاهرات الشعبية واعتراضات مكونات الشعب العراقي وفي مقدمتهم أبناء الحشد الشعبي النجباء، وهي حبر على ورق حيث سرعان ما كذبها وبكل وقاحة وصلافة "السبهان" خلال حديثه مع قناة "العربية" العبرية التابعة لنظامه الجاهلي مساء الأحد قائلا:"الاخوة في الحكومة العراقية على قدر من التعقل والتفهم في العمل من اجل مصلحة البلدين، وتجاوب الحكومة العراقية في هذا المنحى جيد جداً" - على حد تعبيره، حيث لا رد ولا تكذيب من قبل الحكومة ولا وزارة الخارجية المعنية بالأمر حتى هذه اللحظة . أسئلة كثيرة تطرح نفسها، منها كيف تبرئ الحكومة العراقية وفي مقدمتها وزير الخارجية الذي يعتبر نفسه كيسنجر السياسة العراقية هذه التصرفات الماكرة والخبيثة والتدخل السافر لسفير مملكة الارهاب والإجرام "السبهان" على أرض السواد وهو يدعي انها يعلم بغداد فيما الأخيرة تلتزم الصمت ؟. ثم ما هو رد رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري أحد أهم أركان الفساد الذي ينخر بالعراق، على زيارته المفاجئة الى الناصرية وسجنها الذي يضم مئات الارهابيين الأجانب ويلتقي القائمين عليه وينسق لاستبدال بعض الضباط الوطنيين القائمين على حراسته تمهيداً لزيارة القنصل السعودي الوهابي "صلاح عبد الله الهطلاني" للسجن وعلى متن "طائرة خاصة" التقى خلالها بعشرات (46) المجرمين الارهابيين السعودين وقدم لكل واحد منهم ألفي دولار - حسب مصادر أمنية عراقية موثوقة، لعلها تسهل هروبهم من السجن أبو غريب قبل حوالي العامين. ثم من سمح لوزارة العدل التي يقودها حيدر الزاملي وما أدراك ما الزاملي أن تمنح الحق لقنصل الكيان السعودي القيام بزيارة أبناء جلدته من الارهابيين في سجن الناصرية وتتبجح بإصدارها بيان الاعتراف بهذا التطاول على استقلالية العراق والتدخل السافر في شؤونه الداخلية، في بيان صحفي على موقع الوزارة الرسمي، بقولها "أن زيارة ممثل القنصلية السعودية في بغداد لسجن «الناصرية» المركزي ولقائه سجناء سعوديين يعد من الجوانب القانونية الرسمية التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية والتي كان العراق طرفا فيها"؟!!. وكيف يمكن أن يتم كل ذلك ج دون التنسيق مع الحكومة والادارة المحلية للمحافظة دون علم الادارة المحلية، حسب ما صرح به طعمة الأسدي نائب رئيس مجلس محافظة ذي قار أن تكون الحكومة المحلية قد علمت مسبقا بزيارة القنصل السعودي لسجن الناصرية الاثنين، في تصريح للعراق والعالم. واصفا توقيت الزيارة بـ"غير الجيد"!! وليس بالمنتهك للقرارات الدولية ومواثيق الأمم المتحدة والاعراف الدبلوماسية التي تنص وتؤكد على ضرورة تنسيق كل سفير مع الحكومة المعتمد لديها في تحركاته داخل ذلك البلد؛ فهل يا ترى أن العراق أضحى خان شغان يدخله ويخرج منه كل من تشول له نفسه بأموال بتروله؟!
jameelzaheri@gmail.com