2024-04-20 08:07 ص

خضوعُ الإرادةِ الغربيَّة للصمودِ العربيِّ في سورية ...

2016-06-23
بقلم: عبدالفتاح السعدي
لأوَّلِ مرّةٍ في التاريخ العربيِّ الحديثِ تقفُ الإرادةُ الغربَّيةُ ومَن والاها وحالفها مِن أعراب ويهود عاجزةً منهارةً أمام الإرادةِ العربية الحقيقيَّة التي تبدَّت في قوى جديدةٍ وتكتُّلٍ مُذهلٍ كانت عمادُه الوطنيّةَ الصرفةَ واليعربيّةَ الحقَّةَ ؛ التي أبتْ فكرةَ الانهيار العروبيِّ وتشتيته أو تمزيقِهِ والشماتةِ به ؛ والتي نجحتْ من خلالِ رموزٍ أصرّتْ على الدفاع عن الأرضِ والعِرض والكيانِ رغمَ شراسةِ العدوِّ وهمجيَّتهُ وفضاعةُ سلوكهِ الدمويِّ المحبوكِ بالمال وصلاحيات الإجرام وخباثة التوجُّهِ الذي لم نرَ له مثيلاً في تاريخنا الحديث ، ولا حتى القديم . ولقد أذهلتِ الجاريات التي تابعناها بفخرٍ واعتزازٍ هذا العدوَّ ، فأربكتْ عقلَه وأرعدتْ مشاعرَهُ وقد بدا التخبّطُ جليّاً على سلوكياتهِ السياسيّةِ أو الدمويّة الميدانيّة. حتى غدتْ تلكَ السنواتُ الخمسُ عجافاً على فكرهِ المريضِ ، وعلى حقدِهِ الأزليِّ ، وكانت بالوقتِ ذاتهِ منارةً لعشَّاق الأصالةِ والإباء العربي رغم الجراحِ وفقدان بعضِ الأحبَّةِ الذين هُم أحياءٌ عند ربّهم ومنارةٌ أبديّة لنا وللأجيال . فتحيةً إلى رموزنا الذينَ آمنوا بالحقِّ العربيِّ وبالوجود العربيِّ وبحتميّةِ ثباتِ الإنسانِ العربيِّ في سورية ومساحات الوطن ؛ ليكونَ قبساً للكرامة والأصالة وحبِّ اللهِ والأرض . 
*شاعر وكاتب عربي فلسطيني سوري 
 almojndl@hotmail .com