2024-04-25 09:44 ص

بالتفصيل... هكذا لقن الجيش السوري داعش درساً قاسياً لن تنساه

2016-06-25
بقلم: الدكتور خيام الزعبي*
تشهد أمريكا وحلفاؤها الآن نقاشا ساخناً حول ما أسفرت عنه الحرب على سورية من نتائج وذلك بعد أن استطاع الجيش السوري بما يمتلك من شجاعة وقدرة كبيرة على التحدي والصمود في وجه العدوان التركي الغربي - العربي بقيادة أمريكا، التي كانت هي وزمرتها يريدون إنشاء الشرق الأوسط الجديد، هذا الذي وافته المنية قبل أن يولد، فالجميع الآن يتساءلون هل شن هذه الحرب الشرسة على سورية كان في صالحهم؟ خاصة بعد أن أغلق السوريون الأبواب بإحكام ... وأبقوا على فتحات إستنزاف أمريكا وحلفاؤها، ليقعوا في الفخ السوري. كانت الحرب على سورية حرباً مجنونة بكل معنى الكلمة، أعتقد أنها أسوأ حرب عرفتها البشرية جمعاء، حرب أظهرت كل الحقد الدفين لسورية، ومؤامرات كانت تطبخ بمساعدة العملاء ضد سورية لتعيش إسرائيل في أمن و سلام... رغم الإحتلال و الجرائم التي تقوم بها، لكن هذه الحرب فضحتهم وكشفت الأوراق وأسقطت كل الأقنعة و أظهرت إفلاس سياسة أمريكا وأدواتها في المنطقة وجعلتها تتخبط وتعيد حساباتها، لأن هناك إبداعاً لمحور المقاومة وهناك روح كفاحية عالية للجيش السوري. اليوم هناك قلق أمريكي غربي مما حققه الجيش السوري وحلفاؤه في الشمال، إذ يعلن صراحة رعبه غير المسبوق من وصول الجيش السوري الى الحدود التركية، لذلك يعلو صراخ هنا ونباح هناك وتدخل بري تارة ومناطق عازلة تارة أخرى، فيما يواصل الجيش السوري وحلفاؤه سحق رؤوس الإرهاب ودك أوكارهم محرزاً تقدماً كبيراً على كافة الجبهات، ما جعل من المعادلة أن تنقلب على الأرض وتعيد الكثير من الجهات الداخلية والخارجية حساباتها من جديد خصوصاً بعض الدول التي راهنت على إسقاط النظام السوري وتغيير وجه المنطقة. معركة حلب كانت أحد المعارك الفاصلة في تاريخ سورية .. الصمود الذي أبداه الأبطال كان رداً كافيا لمعرفة العدو منهم أبطال الجيش السوري، بدأت المعركة بهجوم عنيف شنه االجيش السوري وحلفاؤه ، كان الهجوم بشكل مفاجىء وسريع من مختلف المحاور والطرق، إذ هاجم الجيش ووصل الى كفر حمرة والملاح وطريق كاستلو في ريف حلب الشمالي وقرب هذه المناطق .. الجيش تركوهم وجعلوها فخ للعدو، ورتبوا صفوفهم بأسرع وقت وتحول الدفاع الى هجوم وقاموا بالالتفاف على المجموعات المسلحة وكان بمثابة كماشة لها، تفاجأت هذه المجموعات وتخلخلت كل ترتيباتها، وتم طردها وسقط أكثر من 170 قتيلاً منها، بالمقابل يواصل الجيش السوري عملياته العسكرية عبر سلاحي الجو والمدفعية تجاه اوكار المجموعات المسلحة في ريف حلب الشمالي، مستهدفاً بغاراته الليلية تحركاتهم وخطوط امدادهم القادمة من الحدود التركية، والتي تنشط بشكل كبير بعد منتصف الليل، في حين ترمي داعش ما لديها من أوراق، وترسل ما تبقى عندها من انتحاريين، لعلها تضع حدا لتقدم هذه القوات. كما نجحت "قوات سورية الديمقراطية"، المدعومة من «التحالف» الدولي، في إحداث خرق جديد في دفاعات تنظيم داعش في مدينة منبج، باقتحامها لصوامع الحبوب، الواقعة جنوب شرق المدينة، والتي تطل على معظمها، ما سيتيح لها إشرافاً على أجزاء واسعة من المدينة، ويمكنها من تحقيق مزيد من التقدم باتجاه عمق أحيائها، إضافة إلى السيطرة على قرية قناة الشيخ طباش على طريق منبج ـــ حلب. وفي الاتجاه الآخر هناك تقدم للجيش السوري في العمليات ضد تنظيم داعش، لإستعادة مدينة الرقة، حيث أن قوات "صقور الصحراء" المؤيدة للحكومة السورية تقدمت في الحدود الإدارية لمدينة الرقة، مدعومة بقوات الجيش السوري والطيران الروسي، لذلك نشر تنظيم داعش سيارات "الشرطة الدينية " المعروفة باسم الحسبة، لتهديد سكان الرقة بالإعدام لمن ينشر أي أنباء عن تقدم للجيش السوري، الذي عبر إلى منطقة الطبقة داخل حدود الرقة، كل ذلك يشكل ارتباكا داخل داعش، خاصة بعد وصول الجيش السوري وسيطرته على الطريق بين حلب والرقة. كما يواصل الجيش السوري تقدمه في بلدة السخنة بريف حمص الشرقي، بالسيطرة على محمية التليلة بعد سيطرته على حقل أراك النفطي والمحطة الثالثة، كما وجه ضربات على تنظيم "داعش" المتركز في قرى هبرة الغربية، وأم الريش، وشمال شرق منطقة جزل بريف حمص الشرقي، مما أدى إلى تدمير تجمعاتهم، وبذلك استطاع رصد جميع تحركاتهم في محيط المحطة الرئيسية بحقل الشاعر، ومحيط حقل المهر النفطي، وشرقي مدينة تدمر، وقرية جزل، وهذا الأمر يساعد الجيش على تضيق وشل حركتهم وخطوط أمدادهم، وفي سياق متصل واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في المناطق المتاخمة لتواجد تنظيم داعش في ريف حماة الشرقي، وتمكن من كسب مساحات إضافية له على مرتفعات خط البترول و"تبارة الديبة" شرق السلمية، وأن الهدف من هذه العملية العسكرية هو السيطرة على طرق إمداد "داعش" في ريف حماه الشرقي وضرب تحركاته في بلدة "عقارب"، و"قليب الثور"، إضافة إلى الحد من سقوط القذائف على المناطق الآمنة. في نفس السياق ذكرت بعض الشبكات الإعلامية الغربية ان الجيش السوري قد لقن المجموعات المسلحة درسا ووجه لها ضربة قاسية حيث استطاع بعملياته العسكرية بالقرب من مدينة داريا بريف دمشق أن يكسب مساحات إضافية من المزارع ووسع طوق الأمان حول مطار المزة العسكري، وسيطر على 25 مزرعة في جنوب المطار وتقدم في عمق مدينة داريا، وتمكن من إدارة المواجهات بعد عملية عسكرية ناجحة لوجستياً منحت طوقاً حول المطار المجاور لمدينة دمشق، ومكنت وحدات المشاة من الدخول في عمق مزارع داريا وكسر بعض التحصينات التي أعاقت تقدمهم. وباعتقاد جميع المتابعين إن الجيش السوري تمكن وعلى الرغم من شراسة الهجمة من تمريغ أنف الأعداء والقوى الحليفة في عدوانها على سورية، ورغم التكاليف الباهظة التي أنفقتها هذه الدول لتركيع الشعب السوري، إلاّ أنها باءت بالفشل الذريع أمام صمود وصلابة هذا الشعب، ليس هذا فحسب، بل زاد تماسك وتلاحم هذا الشعب بعد شعوره بأن العدوان الذي إستهدفه إنما إستهدف في الحقيقة وحدته وعزته وكرامته وتاريخه المجيد . مجملاً... ستزول داعش والإرهاب من سورية لكونها آداة مأجوره للضغط, والترهيب لتحقيق مكاسب سياسية, وإنتهى مفعولها بعد تثبيت أساس وحدة سورية, عن طريق الحوارات واللقاءات الوطنية بين أبناء شعبها، كما أثبت الجيش السوري للعالم أجمع بأنه الأقدرعلى لجم داعش ومن يلتف معها خلف الكواليس، ومنهم بالعلن، وأختم مقالي بما قاله الرئيس الأسد بأن التاريخ سيتوقف طويلاً أمام ما يقوم بة الجيش السوري الذي يقاتل للحفاظ على حدود سورية وأرضها وأمن شعبها واستقرارها، وأن الشعب السوري هو الذي سينتصر وهو الذي سيهزم أعداءه مهما حاولوا ومهما فعلوا.
*كاتب سياسي 
khaym1979@yahoo.com