2024-04-24 02:48 م

ماذا يجري في شمال الضفة؟!.. أقوال الشكعة.. الحقائق الكاملة

2016-06-26
القدس/المنـار/ الساحة الفلسطينية عرضة للاختراقات بفعل انتشار ظاهرة "المقاولين والوكلاء"، الملتزمين بأجندة خارجية وغريبة، و "عشق" الأنظمة التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني، ولأن هناك قيادات لا تتمتع ببعد النظر والحرص على وحدة وبرنامج شعب، اشتعل صراع التنافس على المواقع، وكل من ملأ جيوبه بالمال الحرام، يتوهم بأنه قادر على ادارة دفة البلاد والعباد، وهذا ما يفسر ما نشهده من تحشيد وتحريض وارتماء في أحضان الغرباء، والخاسر هو الشعب وساحته، فالظواهر الشنيعة السلبية والسيئة هي التي تقف وراء حالات الفلتان في بعض المناطق، وفي شمال الضفة تحديدا.
تصارع مقيت، حتى داخل الاطار نفسه، يشجع الانظمة العابثة في الشأن الفلسطيني، عبر ركائزها على ارتكاب أفعالا شنيعة لها تداعياتها السلبية الخطيرة على وحدة الساحة، وهناك خشية من تصاعد هذه الافعال، تحت يافطات وتبريرات عديدة باسناد من المالي السياسي المتدفق من عواصم الردة.
في مخيمات شمال الضفة ظواهر مقلقة، ومحاور مزعجة لا داعي لها، وانشغال لا داعي في التناحر الى درجة استخدام السلاح، وهذا ما يسعى اليه الخصوم والاعداء ووكلاء الأنظمة، لأنه مدمر للرغبات والتطلعات وطعن للبرنامج الوطني، واشعال فوضى في الساحة الفلسطينية.
مؤخرا، دون الخوض في احداث وحالات سابقة ، تعرض منزل القيادي غسان الشكعة الى عملية اطلاق للنار، بهدف تخويفه وترهيبه، على أقل تقدير، والشكعة من القيادات الوطنية المشهود لها، ومعروف عنه صراحته وحزمه في كل المواقع التي ادارها، واطلاق النار على منزله بنابلس، يعني أن الفاعلين اما اعداء لهذا الشعب ومشاركون في خطط اشعال الفوضى وأعمال العنف في الساحة الفلسطينية خدمة لأسيادهم ومموليهم، واما من محور يرى في غسان الشكعة حجر عثرة في طريق تمرير برامجه، أو لمنعه من خوض معارك المنافسة الشريفة، فلجأ أفراد هذا المحور الى هذه الفعلة الشنيعة ضد الشكعة، ولأن البلد من شماله الى جنوبه بات مليئا بالمحاور والاصطفافات المتنافسة، فان مثل هذه الاعتداءات لن تتوقف ما لم توضع خطة حاسمة وحازمة لمواجهة قيادات هذه المحاور وتعريتها أمام الشعب ومؤسساته، لتنال العقوبة الرادعة والقصاص.
غسان الشكعة في حديث لوسائل الاعلام عزا ما تعرض له، الى صراعات داخل حركة فتح، متهما مجموعة بوقوفها وراء هذا الحدث، وهو بطبيعة الحال يعرف ويعلم الأسماء، لكن، المقلق أن السلطة تقف متفرجة، وان تحركت لمعالجة هذه الظاهرة، فانها لن تحسم الأمر، فهناك قيود تمنعها من القاء القبض على من أعطى الأوامر، وهذا التصرف السلطوي في حد ذاته لا يقل عن المشاركة في الافعال الشنيعة، التي لن تتوقف ما لم تتخذ خطوات حاسمة ضد الفاعلين وملقي الأوامر، لا أن يغض الطرف عنهم، خدمة لهذا المحور وضربة لذاك الاصطفاف، وأيضا كانت أسباب هذا التصرف ودوافعه ومن وراؤه، فان تداعياته في النهاية ستكون مدمرة للسلطة، والتيار الذي اتهم الشكعة قيادات منه بارتكاب الجريمة.
وبصراحة، يعرف أبناء شعبنا، ماذا يجري ويدور في شمال الضفة ومخيماتها، ومراكز القوى، هناك، مراكز قوى للعبث و "ضد بعض" وفي غير صالح الشعب وآماله وطموحاته، ففي الشمال قيادات تتصارع على المواقع، بحقد وبغضاء، بعيدا عن أصول التنافس والمواصفات المطلوبة، التنافس الشريف، وللحقيقة وبدون مواربة، كل القيادات المتصارعة هناك، وفي مناطق أخرى، ليست لديها القدرة على تسلم مواقع على مستوى عال، من حيث الخبرة والكفاءة والعقل والحكمة، ولا تمتلك بعد نظر أيضا، اضافة الى قبولها بأن تكون في خانة المقاولين والوكلاء، تتغذى بالمال السياسي لمواصلة عبثها المدمر لمصالح الشعب، ومن يملك هذه المواصفات لن ينجح في الخروج من دائرة الصغار.. والصغار عندما يتنافسون يجلبون الخراب لشعبهم.
لكن، ونحن هذه الظاهرة الخطيرة السيئة والمقيتة، نرى أن السلطة الفلسطينية بكافة مؤسساتها وأجهزتها، من قمة الهرم الى قاعدته مسؤولية هذا الفلتان وتداعياته، فالمشهد السياسي بكل قياداته ودوائره وأجهزته يعلم تماما حقيقة ما يجري، لكنه، لم يتحرك تاركا الحبل على غاربه، وهو متوهم ومخطىء اذا اعتقد بأن مثل هذه الاحداث قد تنفعه، على قاعدة "اضرب عرصا بعرص فلن تخسر"، فهذه الحالة لا تقاس، ولا يجري التعامل معها على أساس هذا المثل السيء، فالكل سيخسر اذا استمر الحال على ما هو عليه، وتداعياته ستطيح بالجميع، متفرجين ومشاركين ومحركين، فالنار ستحرق المشهد بكامله، واستنادا الى مصادر مطلعة ودقيقة متابعة، فان هناك في دائرة الاتهام رؤوس كبيرة بمعنى، في دائرة الحكم تغذي هذا الفلتان، وسيظل هذا الاتهام قائما ومشروعا ما لم تنشر الحقائق دون خوف وبكل الحسم والحزم.
أما بالنسبة لوكلاء الأنظمة ومقاوليها، ودورهم في هذا الفلتان الحاصل، فهو صحيح وواضح، ولا بد من محاصرة هذا الدور وفضحهم، فالتدخل الانظماتي المباشر أو عبر الركائز مرفوض قطعا، لكن، بل كل شيء، لتتحد المحاور من داخل الفصيل أو التيار الواحد، ولتتوقف عن التصارع والتناحر، ومن ثم الانتقال الى محاصرة واجتثاث مقاولي الانظمة، حيث زاد فسادهم وخرابهم، وعليهم أن يدركوا بأنهم لن يحققوا مآربهم في الحكم والسيطرة، لأنهم ينطلقون من بساتين وأجندة  غريبة مشبوهة وخبيثة، وأحلامهم لن تتحقق لا في الحاضر ولا في المستقبل، وليسألوا أنفسهم، من سمح لهم أن يتحدثوا باسم الشعب، وأن يفرضوا أنفسهم كمرشحين لرئاسته فالشعب لن يقبل بالصغار حكاما له.!!