2024-03-29 03:51 م

المحور القطري والمحور الاماراتي لاسقاط المشهد السياسي الفلسطيني

2016-06-26
القدس/المنـار/ أنظمة الردة في الساحة العربية، بالتنسيق مع اسرائيل، تستهدف المشهد السياسي الفلسطيني، بوسائل مختلفة، حصارا وتشويها، وضخا للمال السياسي، لتقترب هذه الأنظمة، وفي مقدمتها النظام القطري والاماراتي، من لحظة اشهار العلاقات مع تل أبيب، وهي التي وصلت معها الى أقصى درجات التعاون والتنسيق، وتحالفا كما هو حاصل بين المملكة الوهابية السعودية.
الأنظمة المذكورة، تحاول من خلال صياغة مشهد سياسي فلسطيني جديد، التغطية على فشل سياساتها، ومواقفها الخيانية، وتآمرها على الساحات العربية، ورعايتها العصابات الارهابية، فأوجدت مقاولين لها في الساحة الفلسطينية، لهم رعاتهم خارج هذه الساحة، يصدرون التعليمات المستوحاة من أجندة مشبوهة حاقدة، ويضخون الأموال تحريضا واستزلاما وتشكيل محاور، بعلم ومباركة اسرائيل، وتشجيع منها، فالخيوط في النهاية مربطها في تل أبيب فهي المستفيدة في النهاية.
هناك محوران في الاقليم، يستهدفان المشهد السياسي الفلسطيني، وضرب منظمة التحرير وشطب البرنامج الوطني الفلسطيني، والمحوران لهما ارتباطات متينة مع اسرائيل، وينسقان معها لتصفية القضية الفلسطينية، فتحركات المحورين في الساحة الفلسطينية تتم بعلم تل أبيب، ومباركتها، هذان المحوران، وان اختلفا في المواقف من ملفات وأزمات المنطقة الا انهما يلتقيان في النهاية على هدف واحد، هو صياغة مشهد سياسي فلسطيني جديد، يمسك به "المقاولون"، الذين وجدوا لهم رعاة في العواصم، تلاقوا معهم خيانة وتآمرا وأوهاما.
هذان المحوران، هما، المحور الاماراتي الذي يسعى لاستقطاب النظام السعودي، والمحور الثاني هو المحور القطري التركي الاخواني، ولكل محور آلياته المعادية للشعب الفلسطيني وقيادته منظمة التحرير، ويلتقيان على اسقاط المشهد السياسي، وصياغة مشهد سياسي فلسطيني جديد، وقد عبر خالد مشعل عن هذه المخططات، لكنه، لم يفصح، وتناسى في الوقت ذاته، أنه جزء من المحور القطري، بمعنى، هو يعلم عن المخطط، ويشارك فيه، من خلال التحرك القطري التركي المبارك اخوانيا، فالمحور القطري يقوم على تعميق الانقسام في الساحة الفلسطينية، وما دعوة الدوحة لعقد حوارات المصالحة على أراضيها الا تغطية للدور التخريبي الذي تقوم به مع تركيا في هذه الساحة، والمحور القطري بترتيب مع اسرائيل يرى في قطاع غزة، مكان الدولة الفلسطينية، لذلك، هو يقوم بجهود الوساطة بين حركة حماس واسرائيل، ويسعى لاشعال الفوضى في الضفة الغربية، لتكون لقمة سائغة في يد تل أبيب توزعها على من تشاء، وتنصب من تريد لادارة ما تبقى من الضفة بعد انتزاع ما تريده تحت شعار الأمن الاسرائيلي، والمبادرات التصفوية جاهزة لفرضها، تحت تسميات مضللة ومغرية، وتحظى بدعم عواصم الردة التي تقودها المملكة الوهابية السعودية.
أما المحور الاماراتي، فهو يسعى لدى القاهرة والرياض لاستقطابهما، ومشاركته خططه والاعيبه باسناد مالي وارهابي، فالامارات هي المركز الرئيس للشركات الارهابية ومعسكرات تدريب مرتزقتها، وعلى أراضيها، مكتب استخباري اسرائيلي، يدير شؤونا كثيرة في مجمل الساحات العربية، ويقوم هذا المحور بتشغيل "مقاولين" فلسطينيين، يتوهمون بقدرتهم على ضرب المشهد السياسي الفلسطيي وصياغة مشهد جديد يضع على جدول اولوياته واهتماماته التساوق مع المطالب والاهداف الاسرائيلية، وتحولت أبو ظبي الى مركز وغرفة عمليات لمحاصرة القيادة الفلسطينية وشعب فلسطين والاطاحة بمنظمة التحرير، وفي هذا الاطار يدفعون الاموال الطائلة لشراء ماكنات اعلامية لا تعرف الا التشهير والتحريض ونشر الشائعات، اضافة الى ضخ الاموال لشراء الذمم والاستزلام، وصولا الى تخريب الساحة الفلسطينية والعبث بها بالفوضى والعنف.
لكن، ما يشجع المحوران على مواصلة تآمرهما على فلسطين وشعبها، هو هذا التنافس غير الشريف والمخزي بين قيادات فلسطينية على المواقع، هذا التنافس المريب قد يدفع بالمتنافسين الى أحضان هذا المحور أو ذاك، طلبا للعون مع الاستعداد التام لدفع الأثمان والامتثال للتعليمات الصادرة من الدوحة وأبو ظبي.
ان انظمة الردة التي انخرطت الى جانب أعداء الأمة، تآمرا وسفك دماء، وتشكيل عصابات ارهابية، التقت على هدف خبيث واحد، وهو ضرب منظمة التحرير الفلسطينية، وصياغة مشهد سياسي فلسطيني جديد، يأخذ على عاتقه تصفية القضية الفلسطينية، وهي الخدمة الرئيسة التي تريدها اسرائيل من هذه الانظمة ومن محوري الامارات ومشيخة قطر!!