2024-04-19 06:32 م

صناعة أمريكية بامتياز؟؟؟

2016-06-27
بقلم: عبد الحكيم مرزوق
هل صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية تحارب الإرهاب ،وهل صحيح أنها تضع كل جهودها في سبيل تجفيف منابع الإرهاب، أم أنها هي صانعة الإرهاب في العالم، وهي الداعمة وهي الراعي الأول والأخير له . وإذا أخذنا على سبيل المثال لا الحصر الحرب الكونية التي تقودها على سورية منذ حوالي السبع سنوات هل يمكن أن نقول أنها ساعدت الإرهابيين في كل دول العالم للقدوم إلى سورية لتدميرها وإسقاط الدولة السورية أم أنها كانت كالحمل الوديع الذي يريد السلام ليس إلا ، من يتتبع سياسة الإدارة الأمريكية في المنطقة العربية يدرك أن للولايات المتحدة أطماعها في المنطقة العربية وهي تعمل على الدوام لجعلها تحت سيطرتها وخضوعها لإملاءاتها التي تبدأ ولا تنتهي وخاصة بعد فشل الكيان الإسرائيلي في الحفاظ على هيبته التي أسقطتها المقاومة الباسلة أكثر من مرة وبدا عارياً إلا من ورقة التوت التي لم تعد تستر عوراته المكشوفة أمام العالم أجمع ، فهل نتذكر الدور الذي قامت به المقاومة اللبنانية بطرد جنود الكيان الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في عام 2000 والانتصارات المتتالية في الحروب التي جاءت بعد ذلك وخاصة حرب تموز 2006 التي أظهرت ذلك الكيان الذي يمتلك بقوته ترتيب ثالث جيش بالعالم وقد انهار أمام صمود رجال الله المقاومين والذين ألحقوا به الهزيمة الفضيحة التي جعلت أركانه تهتز بضربات المقاومين الأبطال باعتراف لجنة فونوغراد التي وصفت الأمر بقولها مجموعة من المقاومين لا تتجاوز الآلاف تلحق الهزيمة بثالث أكبر جيش . هذا الأمر استدعى تدخل الإدارة الأمريكية التي ترى أن أمن إسرائيل من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها وتوصلت إلى ضرورة تفتيت المنطقة العربية وإضعافها من خلال إضعاف الدول العربية الداعمة للمقاومة التي أضعفت الكيان الإسرائيلي وكادت تجعله لقمة سائغة سيصبح بعدها في خبر كان .. فكانت ثورات ( الربيع العربي ) في عدة دول عربية تمهيدا ً لتصل إلى سورية التي تمثل رأس حربة في دعم المقاومة وفي معاداة الكيان الإسرائيلي ومنذ ست سنوات لم تستطع الإدارة الأمريكية بكل قوتها وجبروتها ومؤامراتها أن تسقط الدولة في سورية وكل الأعمال التي قامت بها لصناعة الإرهاب وإرساله إلى سورية عبر كل الدول المتآمرة والخائنة التي سارت تحت إمرتها لم تستطع إذلال سورية وإسقاطها .. الحرب على سورية لم تكن أبدا ً لإحلال الديمقراطية بل لإسقاط وإضعاف الدولة التي كانت الأكثر صمودا ً بوجه المخططات الأمريكية وفي المطالبة بتحرير فلسطين وإعادة الأراضي المغتصبة والمحتلة من الكيان الإسرائيلي الغاصب . كل السيناريوهات سقطت في سورية ولم توفر الإدارة الأمريكية أية وسيلة لإسقاط الدولة إلا واستخدمتها فقد صنعت داعش والنصرة ومولت الإرهابيين بالسلاح والعتاد والأموال وكل ذلك سقط أمام صمود الجيش السوري .. كل الحدود كانت مباحة ومتاحة لتوريد الإرهابيين وإدخالهم إلى سورية لارتكاب المجازر وتدمير البنى التحتية عبر السنوات الست الماضية .. وكلها لم تنفع ولم تستطع الإدارة الأمريكية النجاح في مسعاها .. ما الذي لم تستعمله الإدارة الأمريكية في سورية .. كل السيناريوهات سقطت لكنها لم تستسلم ومازالت تسعى وتسعى وآخر أوراقها ستسقط في الرقة التي ستسحب البساط من تحت الإدارة الأمريكية التي راهنت عليها وعلى أوراق أخرى في الريف الحلبي . كل ذلك الإرهاب الذي شهدناه في سورية لم يكن إلا صناعة أمريكية بامتياز وهو يؤكد أنها لا تحارب الإرهاب ولم تسع يوما ً لمحاربته بل أنتجته ودعمته ورعته لتنفيذ سياساتها العدوانية في العالم فهل ستنجح في مسعاها.
*كاتب وصحافي سوري
marzok.ab@gmail.com