2024-04-25 08:34 م

المعركة الاستراتيجية الكبرى بمقياس حزب الله؟!

2016-06-28
بقلم: الدكتور محمد بكر*
" سنزيد من حضورنا في حلب، والمطلوب من الجميع الحضور، ففي حلب المعركة الاستراتيجية الكبرى والدفاع عنها هو دفاعٌ عن دمشق وسورية والعراق ولبنان والأردن " بهذه الكلمات أطل سماحة السيد حسن نصرالله في الذكرى الأربعين لاستشهاد القائد مصطفى بدر الدين، ليعلن ويبين أهمية معركة حلب، مضيفاً أنه لا يجب إعطاء فرصة للمشروع التكفيري حتى لا تضيع إنجازات السنوات الماضية، غاب لفظ فلسطين عن حديث سماحة الأمين العام، ( في جزئية الحديث عن حلب) ذاكراً العراق وسورية ولبنان والأردن دونها، وهو صاحب النظرية الأشهر المستندة على قاعدة حماية الظهر السوري التي جعلت رؤية الطريق إلى القدس ماراً من حلب وحمص، قد لا يكون عدم ذكر فلسطين مقصوداً وهو على الأغلب كذلك، فسماحة الأمين العام أجل الحديث عن فلسطين إلى مناسبة يوم القدس العالمي، تماماً كما أجل معركتها عند المعارك الأخرى، لانذكر هذا الكلام مطلقاً من باب التشكيك أو المزايدة، فمازلت أرى على المستوى الشخصي  الجانب المضيء في صورة حزب الله، هذه الصورة التي لازال بهاؤها يعشش في ضمائرنا إبان حرب تموز في العام 2006، وكيف حصد الحزب حينها القاعدة الشعبية الفريدة على امتداد العالم العربي والإسلامي، لتحل اليوم صورة مغايرة تماماً استطاعت من خلالها الميديا المصاغة على العين الصهيو - أميركية  شيطنة الحزب، والطعن في بهاء صورته وتلويثها في عيون كثيرين ممن كانوا يرون فيه رمزاً للمقاومة. نؤمن بخطورة المشروع التكفيري وامتداداته كمهدد خطير للمنطقة تماماً كما أعلن سماحة الأمين العام، كما ندرك يقيناً كيفية صياغته وتحضيره كأداة تخدم الهدف الاسرائيلي الاستراتيجي في استنزاف الجيوش العربية وتشويه المسار، لكننا نؤمن ونصر على رأينا الذي نعيده ونكرره مراراً لجهة الاختلاف مع سياسة الحزب ومحور المقاومة برمته، لجهة استمرار التموضع في الخانات الدفاعية، والبقاء دوماً في موضع المتلقي للضربات في عقر الدار وإفشالها، فالمعركة الكبرى لم ولن تكون إلا هناك في القدس والجليل من خلال توسيع رقعة وقواعد الاشتباك، وإشعال جميع جبهات التماس والمواجهة ( على حد سواء) مع الكيان الصهيوني الراعي الرسمي للمشروع التكفيري. جملة كان يرددها الرئيس الأسد دائماً للفلسطينيين في توصيفه لمفاعيل المقاومة تقول: بأن المقاومة أقل كلفة من السلام وهي كذلك ، وهو ما يجب أن ينسحب تماماً على الحال والمستنقع الذي صاغه عدونا لنا، وما أحوجنا لتطبيقه واسقاطه على واقعنا المرير لجهة أن الحضور في كل الجبهات حلب والجولان ولبنان وفلسطين أقل كلفة مما نضعه ونعتمده سلماً للأولويات بات فيه مواجهة الارهاب والمشروع التكفيري مقدماً على المعارك الأخرى، هذا المشروع الذي باتت امتداداته وتطاول جذوره وتنامي بيئته في قلب العاصمة طهران، وليس في كل مرة نضمن إفشال واحباط المؤامرات الارهابية. نتمنى أن يقترب اليوم الذي نجد فيه توقعات الجيش والاستخبارات الاسرائيلية واقعاً معاشاً، إذ توقعت هذه الدوائر مؤخراً أن المعركة المقبلة مع حزب الله ستكون قاسية، وأن الحزب يمتلك 150 ألف صاروخ ذو إصابة دقيقة ولديه القدرة على إمطار الأراضي المحتلة بمعدل ألف صاروخ يومياً، لنحضر جميعاً ( المعركة الاستراتيجية الكبرى).

* كاتب صحفي فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83@gmail.com