2024-03-28 12:34 م

مابين تفجيرات القاع بلبنان ومسار معركة حلب السورية !؟

2016-06-28
بقلم :هشام الهبيشان
أربعة تفجيرات انتحارية داخل بلدة القاع اللبنانية الحدودية مع سورية، لن تكون حدثآ عابرآ لما يجري بلبنان بشكل خاص والمنطقة بمجموعها بشكل عام ،وهنا بات واضحاً اليوم ومن دون أدنى شك أنّ هناك قوى داخلية في لبنان وخارجه تسعى إلى ضرب حزب الله، بمساعدة إقليمية ـ دولية، في محاولة للوصول إلى قرار إقليمي ـ دولي يسعى إلى ضرب منظومة الحزب واستغلال الوضع اللبناني الداخلي وما يحمله من أزمات متراكمة وملفات معقدة سهلة الحلّ، إن وجد قرار وطني لبناني حر، ولكن لكثرة وتعدّد المرجعيات الإقليمية والدولية نرى اليوم هذه الملفات تتحول تدريجياً إلى ازمات قد تعصف بالدولة اللبنانية في أي وقت، وفي الاتجاه نفسه تدعي هذه القوى الداخلية اللبنانية والخارجية إقليمياً ودولياً أنّ مشاركة الحزب في معارك سورية مؤخراً ومواقفه السياسية بمجمل قضايا المنطقة هي سبب عدم استقرار الوضع الداخلي اللبناني. ومما لا شكّ فيه أنّ حزب الله كان يدرك حجم النتائج والتداعيات التي سوف تنهال عليه من كلّ حدب وصوب ،عندما اتخذ السيد حسن نصر الله بخطابه الاخير قراره بالتدخل المباشر وبزخم كبير في معارك شمال سورية الأخيرة ، ومع كلّ هذا وذاك يؤكد الكثير من مسؤولي الحزب أنه كانت للحزب حساباته السياسية والديموغرافية والجغرافية والأمنية والأخلاقية التي يؤمن بها ويراها أكبر من كلّ الانتقادات التي وجهت إليه، لأنّ الحزب استشعر، كغيره، حجم الخطورة التي ستفرزها الأيام المقبلة على كلّ من سورية ولبنان، في حال بقاء هذه المجموعات المسلحة المتطرفة تتحرك في شكل علني في سورية. اليوم وبعد الكمّ الهائل من الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري والمقاومة في ريف حلب الشمالي ، وهنا من الطبيعي أن تنشأ حالة من من ردة الفعل لدى الكثير من قوى التيار الآخر المعادي للدولة السورية ولقوى المقاومة في المنطقة، فقد قرروا بعد الانتكاسات المتلاحقة التي لحقت بهم في حلب والهزائم في الميدان العسكري وجملة انتصارات الدولة السورية في الميدان العسكري والسياسي، في لحظة يأس أن يصبّوا جام غضبهم على حزب الله، وبذلك وجد الحزب نفسه من جديد ضمن معادلة مركبة الأهداف والعناوين، فهو اليوم مستهدف داخلياً وخارجياً. اليوم من الواضح أنّ هناك بعض القوى اللبنانية، وبدعم من بعض القوى الإقليمية والدولية تسعى إلى شرعنة وجود المجموعات المتطرفة المسلحة على جانبي الحدود السورية ـ اللبنانية، والدليل هنا أنّ سلسلة الأحداث في بلدة عرسال اللبنانية تمت شرعنتها وأصبح الإرهاب العابر للقارات والمحيطات والدول إرهاباً شرعياً، بل أصبح وجوده الآن ضرورة عند بعض الأطراف في لبنان، كأداة ضغط على حزب الله وقوى المقاومة لجلبها إلى ميزان التسويات في المنطقة. ومن الطبيعي الآن أن نجد حزب الله يتعرض إلى هجمة سياسية شرسة، وما يتبعها من التحريض عليه شعبياً في شكل غير مسبوق، من قوى 14 آذار وخصوصاً تيار المستقبل، واتهامه بأنه يريد جر لبنان إلى دائرة النار الإقليمية، محملين إياه مسؤولية ما يجري وسيجري نتيجة وتأثيرات وتداعيات معارك الشمال السوري على لبنان، إنّ اتهام قوى 14 آذار لحزب الله بأنّ انخراطه في الحرب والدفاع عن الدولة السورية سيجلب الدمار إلى لبنان، يدفعنا إلى التساؤل: هل يتناسى هؤلاء أنهم أول من تدخل في سورية منذ بداية الحرب على الدولة السورية، وخصوصاً مع المدعو عقاب صقر المحسوب على تيار المستقبل، الذي دعم وسلح إرهابيين وسهل دخولهم إلى سورية. اليوم ،نعي اليوم وأكثر من أي وقت مضى أنّ لبنان أصبح ساحة مفتوحة لكلّ الاحتمالات من اغتيالات وتفجيرات وانتشار للجماعات الإرهابية،فالمناخ العام بلبنان بدأ يشير بوضوح إلى ان لبنان بات ضمن معادلة الاستهداف، وبالعودة إلى إسقاطات ونتائج معارك حلب على داخل لبنان، يبدو المشهد اليوم ضبابياً في الداخل اللبناني، فالقوى اللبنانية على تعدّد توجهاتها ومرجعياتها تتحدث عن واقع جديد ومفهوم جديد للحرب على سورية بعد اقتراب حسم معركة "حلب "المجاورة للحدود التركية والتي كان مسار إستمرار حسمها بمثابة القشة التي كسرت ظهر الجماعات المتطرفة، والمدعومة من بعض الانظمة في المنطقة. ختاماً، فإنّ الحسم العسكري السريع لمعارك حلب، ستكون له تداعيات على عموم ملفات المنطقة، وخصوصاً على ملفات الداخل اللبناني، وفي المحصلة، يمكن القول إنّ المرحلة صعبة وتأكيد ما سيجري من عمليات قيصرية في المنطقة في المرحلة المقبلة ما زال مجرد تحليلات وتكهنات لأنه لم يعد يأخذ منحى عابراً كما يتحدث البعض، وما وراء الكواليس هناك تكهنات بل يمكن القول أنها تأكيدات حول تطورات دراماتيكية سيعيشها لبنان، كجزء من حالة الاستقطاب في المنطقة والتي ستتأثر إلى حدّ ما بمسار حسم معركة حلب .
*كاتب وناشط سياسي – الأردن
hesham.habeshan@yahoo.com