2024-04-20 10:44 ص

"فخ" عربي اسرائيلي لاسقاط المشهد السياسي الفلسطيني؟!

2016-07-14
القدس/المنـار/ منذ فترة طويلة نسبيا، والحديث يتزايد عن "المشهد السياسي الفلسطيني"، بقاؤه، تغييره، أو حتى اسقاطه، بهذه الوسيلة أو تلك، وبات هذا المشهد مادة انشغال في أروقة الحكم في هذه العاصمة أو تلك، والتي تشهد تردد شريحة المقاولين عليها، ويتضح أن هناك سباقا بين هذه الأنظمة للمس بالمشهد السياسي الفلسطيني، اما اقتلاعا وانهيارا، واما جره الى "متاهات" سياسية بالاتفاق مع تل أبيب، التي ترى فيها الانظمة عاصمة "الحنان والحميمية". تقول دوائر سياسية مطلعة لـ (المنـار) أن المنطقة تشهد تحركات واسعة مريبة لتغيير القيادة الفلسطينية وشطبها لصالح أشخاص بأرجل أمريكية اسرائيلية، وجيوب مليئة بأموال النفط الخليجي، هذا في حال لم تلتزم القيادة الحالية بما يجري التخطيط له في العواصم بتنسيق اسرائيلي، وفي حال رفضت القيادة الفلسطينية، أو تلكأت ضعفا وهروبا، فان الانظمة واسرائيل ستصب جام غضبها، على كل الفلسطينيين، مع خطط جاهزة لاشعال الفتن والفوضى وتعميق الانقسام، دفعا باتجاه تحالفات متنافرة. وترى هذه الدوائر أن التحركات الحالية التي تقوم بها أنظمة عربية، سرا أو علانية، تهدف في الدرجة الأولى الى دفع القيادة الفلسطينية الى طاولة التفاوض مع الجانب الاسرائيلي مع علم وادراك الانظمة المذكور بعبثية التفاوض، الذي تريده دعما لاسرائيل بدون شروط مسبقة. وتضيف الدوائر، أن القيادة الفلسطينية الحالية، سواء قبلت بالتحرك الجاري، من جانب عواصم عدة، منه ما هو علني والآخر سري، أو لم تقبل، فانها مستهدفة، وقبولها باستئناف التفاوض بدون شروط مع اسرائيل، تكون قد حكمت على نفسها، بالانهيار، فدفعها الى طاولة التفاوض هو أحد الوسائل لتغيير المشهد السياسي، تمهيدا لقيادة جديدة تأتمر بما يصدر عن العواصم من تعليمات، وكل ما تهدف اليه دول في المنطقة، هو استئناف عملية التفاوض من جانب القيادة الحالية، ومن ثم، استكمالا مع قيادة جديدة، وبالنسبة لاسرائيل، فهذا هو مطلبها، واستئناف التفاوض دعم لمواقفها، ويبعد عنها انتقادات المجتمع الدولي الذي يشهد اختراقات ناجحة من جانب اسرائيل في ظل غياب عربي كامل، وعجز دبلوماسي فلسطيني له أسبابه التي لم تعالج بعد!! وتفيد الدوائر ذاتها، أن التحركات الحالية والتزاور الذي نراه وفاجأ الكثيرين بهدف ايضا الى الحاق الفلسطينيين وقيادتهم، بالمركب الانظماتي المتجه تطبيعا نحو الباب الاسرائيلي لاشهار علاقات متطورة، أقيمت منذ سنوات طويلة، وخضعت لامتحانات كثيرة، غالبيتها استخبارية، انها مرحلة تداخل الملفات، والبحث عن مصالح وسبل الحماية، مرحلة المخاوف والتبدلات والمتغيرات، وكل نظام يرى أن بقاءه، يتطلب ثمنا فلسطينيا يقدم للأسف، لاسرائيل التي لم تعد عدوا في نظر العديد، ان لم تكن غالبية الانظمة العربية، فهناك "وحدة حال" بينها وبين تل أبيب، تشاركها حروبها وتدعم سياساتها التدميرية، وتحولت الى المنقذ لها، من مخاوف تحيط بها. أما بالنسبة للقيادة الفلسطينية فهي حائرة، محاصرة، وتغلق أبواب العواصم تباعا في وجهها، تحت ضغوط متزايدة، كان للانقسام أثرا سلبيا على موقفها، فاصطفاف حماس الى جانب المحور القطري التركي الاخواني شجع الانظمة واسرائيل على تكثيف الضغط على الشعب الفلسطيني وقيادته، ومحاولة الترتيب لحل تصفوي للقضية الفلسطينية من وراء الفلسطينيين وعلى حسابهم. وتربط الدوائر بين ما تقوم به دول عربية من تحركات مشينة وبين التسريبات التي تطلقها اسرائيل قيادات ووسائل اعلام ضد القيادة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.