2024-03-28 09:53 م

تحالفات عربية على أبواب تل أبيب؟!

2016-07-15
القدس/المنـار/ الاصطفافات الجديدة والتحالفات المتغيرة والتزاور الناجم عنهما، في منطقة لم يتوقف فيها ثوران بركان التطورات المتلاحقة الناجمة عن الارهاب الدموي في المنطقة، شكلت "اختلالا" في ميزان القوى، بميادينه المختلفة، وعطاء لأنظمة للتسلل من تحت نزيف الدماء المتدفق الى بوابات لم يكن متوقعا يوما أن تلج اليها.
بوابات كانت مغلقة باحكام بفعل مركزية القضية الفلسطينية وخطورة العبث بأهميتها وعدالتها، هذه القضية كانت البوصلة، ومع مؤامرة الربيع العربي، ومشاركة أنظمة عربية في تنفيذ فصولها وتمويلها، وتشكيل عصابات الارهاب، فرطت مسبحة التسابق باعلان الحرص على القضية الفلسطينية، وانطلقت الأنظمة في سباقٍ مخزٍ لفتح أبواب التطبيع المغلقة، هروبا من التزامات نادت بها طويلا، وانحرافا عن مسار المعقول والواجب، الى خندق الردة وخانة الاعداء الذين باتوا برمشة عين أصدقاء تربطها واياهم علاقات حميمية على حساب القضية المركزية قضية فلسطين!!
هذا الارتداد له مظاهره وأسبابه وأهدافه، وأول هذه الاسباب الانشغال الدموي في الساحة العربية، وتفتت وحدة شعوبها، وما يمكن تسميته بـ "الانهيار" المخزي، والتقاط فرصة لفك الالتزام بقضايا الأمة، واللجوء الى الاعداء طلبا للحماية، ومشاركتهم في تكثيف تدخلهم في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأما السبب الثاني، فهو انتهاج سياسة "الشخصانية" في التعاطي مع الآخرين، واتخاذ المواقف من المسائل والملفات، والسبب الثالث، هو ارتداد ناتج عن فشل سياسات بعض الأنظمة التي دعمت الارهاب ضد شعوب الأمة، فلجأت الأنظمة الى توحيد وتجميع نفسها تفاديا لانتقادات صارخة قد تتلقاها جراء اتخاذها خطوات ومواقف مرفوضة ومستهجنة.
في الساحة العربية، تحالفات واصطفافات، في الظاهر متباينة، لكنها، تخضع جميعها لتعليمات آمر واحد، ووجهتها واحدة، وتنافسها من أجل هدف واحد، هو تعزيز العلاقة مع اسرائيل، واذا ما كانت هناك تراشق اتهامات وخلافات وردح فيما بينها، فان ذلك، يمكن محاصرته ووقفه في مرحلة ما، عندما تلتقي جميعها على الثمن الذي يتوجب عليها دفعه مقابل فتح أبواب التطبيع مع اسرائيل، ويتضح من خلال تحركات عدد من هذه الأنظمة أن الاتفاق على الثمن بات واردا، ومعروفا وهو الشعب الفلسطيني، فضية وتطلعات ومشهدا سياسيا، فالانظمة المعنية لم يعد في واردها النظر بعدائية الى اسرائيل، وهي انساقت وراء المملكة الوهابية السعودية، وخزائن مال النفط الخليجي، لاخراج اسرائيل من دائرة العداء، ومحاولة الزج بايران اليها.
وسوف نشهد في المرحلة القريبة القادمة، خطوات غير متوقعة من جانب الأنظمة التي من الممكن أن نطلق عليها أنظمة الردة، باتجاه اسرائيل، خطوات كسب ورد تل أبيب، ترافقها خطوات حسن نية لارضاء الجانب الاسرائيلي تتمثل في ممارسة المزيد من الضغوط على الشعب الفلسطيني، واستخدام أساليب الترهيب والترغيب، والابقاء على الانقسام في ساحته، وتشجيع طرف على آخر، والاصرار على العبث في الساحة الفلسطينية والتدخل في الشأن الداخلي للفلسطينيين، بكل الوسائل، والاساليب، انه الانهيار الانظماتي العربي، والارتداد المخجل والخضوع للصغار في هذه الأمة، خوفا وارتزاقا، وقبل كل شيء، فك الالتزام بالقضية الفلسطينية المركزية، وهرولة للتطبيع، واشهار له، وكل يغطي الآخر ويبرر له ارتداده وخيانته.
من هنا، وحسب دوائر عديدة ، واستنادا الى مصادر موثوقة، فان الفلسطينيين مقبلون على تحديات شديدة الخطورة، من جانب الانظمة العربية، خاصة تلك المسماه، بدول الاعتدال أو محور الاعتدال، تحديات رهيبة تمس بعدالة القضية الفلسطينية، وتطلعات الشعب الفلسطيني، والمشروع الوطني الفلسطيني، وفي البداية المشهد السياسي الفلسطيني.