2024-04-16 10:35 م

إنها حركة التاريخ ....لكن ما وراء مسرحية الإنقلاب في تركيا

2016-07-19
بقلم: جمال رابعة
و حتى لا يصيب كلامنا في موقع ما و ان تكون هناك ظلامة لأحد من الذين شاركوا بالعملية الإنقلابية بصدق للتخلص من دكتاتور أنقرة و إنقاذ بلادهم التي ترقد على صفيح ساخن مخرجاتها حرب أهلية لا محاله بسبب السياسات الرعناء لأردوغان و حزبه الخارجية منها و الداخلية ذات الطابع المذهبي و التحريضي و تبنيه المطلق و دعمه لتوجهات السياسات الأخوانية .و تصفية ما تبقى من يعارض دكتاتورأنقرة في الجيش و الدولة التركية فمن غير المعقول أن الذي حصل في تركيا بعيد عن العين الاميركية و الصهيونية و أجهزة الاستخبارات التي ترصد كل حركة و سكون إنطلاقا من قاعدة أنجرليك المتواجدة في أضنة. الذي أريد قوله أن في صلب السياسات الأميركية و لتحقيق أهدافها تسهل و تمهد ذلك بصناعة حدث ما يبرر ما يجيز تحقيق ذلك هذا شهدناه في احداث برجي التجارة العالمي و دخول صدام حسين الى الكويت و عودنها من جديد تحت غطاء ما سمي بالربيع العربي بعد أن صنعت جيوش بالإنابة ك داعش و القاعدة تحت رمزية الحرب على الإرهاب لجهة التواجد في المنطقة و بحضور واسع و تاليا توقيع عقود لإقامة قواعد عسكرية كما هو عليه الان في تركيا السعودية قطر االبحرين و اخرها كردستان العراق بإقامة خمس قواعد عسكرية فيها مقابل أن تقوم الادارة الاميركية بدفع 450 مليون دولار رواتب البشمركة أقول في خضم معركة لعبة الأمم و التي يدور رحاها على أرض المشرق العربي و مغربه و تدير دفتها ادارة امريكية بأبعاد جيوسياسية تصل عمق الاتحاد الروسي شمالاً و الصين شرقاً و أوربا غرباً وووفق متطلبات أدارة المجموعات الارهابية الفاشية وحجم التجنيد الذي تقوم به تركيا بأموال بني سعود .ولزوم توجيه هذه الجيوش التي تقاتل بالإنابة عنها من الفاشية الوهابية و التي صنعتها في أقبية أجهزة المخابرات الأميريكية و البريطانية لأجل تلك الأهداف مجتمعة و ما حققته من انجازات و مكاسب اقتصادية أعادت التوازن و القوى للاقتصاد الأمريكي بما حققت من أرباح شركات السلاح و النفط من تخفيض في أسعار النفط لتأثير على اقتصاديات بعض الدول التي تعتبرها واشنطن معادية كروسيا و ايران و فنزويلا كان لزاماً و لمصالحها الاستراتيجية إحباط محاولة الانقلاب و تقديم كل الدعم السياسي و المادي و العسكري وعدم احداث فراغ مركب يعيق تحقيق ماذكرناه سابقا" من اهداف واسترتيجيات. و لا يمكن تجاهل اثار و نتائج ذلك على البنية العسكرية التركية و تاليا انعكاسها على البنية الاجتماعية و نسيجها الذي هو اساسا اصابه الوهن و الخلل بسبب سياسات دكتاتور انقرة ذات النفحات المذهبية العرقية و هذا ما لوحظ من خلال الشعارات التي اطلقتها مجموعات مسلحة تنتمي لحزب العدالة و التنمية تتطابق مع شعارات داعش و ما اشتق منها حتى باسلوبها الميداني عندما أقدمت على ذبح العسكريين الاتراك اما فيما يتعلق بالموقف التركي ماضي و حاضر و مستقبل فأنا لا أرى فرقا بين موقف المؤسسة العسكرية التركية و موقف اردوغان دكتاتور انقرة منذ تأسيسها على يد كمال اتاتورك و علاقتها المميزة و ارتباطها الوثيق المميز و التنسيق المطلق مع الكيان الصهيوني في تكريس الاحتلال لفلسطين و لكل فلسطين و ضد قضايا الشعب العربي التحرريه و مصالحه بتغطية سياسية من الغرب الاطلسي الذي هو عضو في حلفها تتقدمهم واشنطن إن الحركة الإسلاموية التركية و التي يتبناها حزب العدالة و التنمية كانت أشد خطراً و وباء على الأمة العربية و الاسلامية من التيار العلماني في تركيا حيث لم يقتصر على علاقاته المميزة مع الكيان الصهيوني بل تقدم أكثر و ساهم بتنفيذ مخططات تدمير كيانات الدول العربية ، ابتداءً من ليبيا و مصر و تونس و العراق و اليمن و سورية هذه هي تركيا العلمانية و الاسلاموية . – وهنا لابد من الإشارة لجهة تحطم حلم بزوغ فجر السلطنة الاخوانية و اندحاره من الساحة العربية من مصر إلى تونس و ليبيا و اليمن و مقبرته في سورية ترسم ملامحها معركة حلب الكبرى أم المعارك والتي قال عنها السيدالرئيس بشارالأسد ( أنها ستكون مقبرة لأحلام السفاح أردوغان الذي يطمح لتحقيق مشروعه الإخونجي الفاشي في المنطقة من مدخل حلب )و انكفاءه و تقوقعه وانحساره داخل تركيا بمواجهة مع العلمانية التركية نشهد فصولها و سيناريوهات مختلفة يتصدرهم حزب العدالة و التنمية و الميليشيات الفاشية المسلحة التابعة لها . أخيرا"لا يمكن تجاهل إرتدادات ما سيحصل بتركيا في القادمات من الايام على المستويين العسكري و المدني ، بعبارة أوضح نحن سنشهد تحولات و تقلبات نتلمسها على كافة الأصعدة....فلننتظر!! 
*عضو مجلس الشعب السوري