2024-04-25 05:51 م

أول الرقص حنجلة

2016-07-20
بقلم: مها الشعار
كم من قلوب أسعدها هذا الخبر وكم من حال انقلب بعد إعلان الانقلاب الذي حصل على أردوغان الإخواني حيث عمت الفرحة أجواء سورية الحزينة والتي قدم هذا التركي بيده لها كل العذاب. ولم تمض إلا ساعات حتى ظهرت نهاية المسرحية التي وصفوها بالهزلية فكان بطلها مزيفاً بأحداث خيالية صنعها المخرج الأمريكي الإسرائيلي ونفذها أردوغان العميل.. كثرت التحاليل والتعليقات فمنهم من أصرّ على أن ما حدث في تركيا ما هو إلا فتح الطريق للمصالحة السورية التركية وهذا التحليل بعيد كل البعد عن الواقع الذي يفرض أحداثه علينا. ولكن هناك قول معروف لأحد الفلاسفة (إذا أردت أن تقضي على منافسيك وأن تبرز قوتك للجميع أطلق انقلاباً وقم بالقضاء عليه) وهذا هو التحليل الأصح الذي اتبعه أردوغان التركي والذي فتح فيه النار على نفسه. فربما كان الانتصار السوري المؤكد في حلب هو السبب في افتعال هذا الانقلاب الذي حول به النظر عما يجري هناك فيعطي أتباعه في المعارضة التي يحويهم في بلاده حالة من الدعم وخاصة بعد ما أصبحت حالتهم النفسية والأرض سواء...  أو ربما أراد إظهار نفسه بمظهر الزعيم الأسطوري الذي يلتف حوله شعبه ولكن غبائه جعله كقطعة فخار مكسورة فهي لا ترقع ولا تشعب فما حدث بين إعلان الانقلاب ونهايته هو انقلاب لحال تركيا فنحن لم نشاهد إلا شعب داعشي متخفي بلباس علماني. وما فعلته ميليشياته على الأرض أشبه بالوحشية فمن ذبح وتنكيل وضرب على الهوية كل هذه الأفكار صدروها لسورية عبر أتباعهم فاتبعوها منهجاً ولقنوهم إياها لتصبح عقيدة وكل ما فعلوه هو حق مشروع بمباركة أمريكية إسرائيلية عربية فأين حقوق الإنسان ومؤتمراته وألا يجدر بهيئة الأمم إصدار قرار بحق الجنود المنكل بهم أم إن ما يحق لاردوغان لا يحق لغيره ومن أعطى لأفعالهم الشرعية وامسكوها عن غيرهم ولكن لندع كل شيء جانباً فكل ما حدث في تركيا أن كان مفتعلاً أولاً وما هو إلا بداية النهاية فالشيء الذي يكسر لا يصلح وكل السورين ورغم قصر مدة الفرحة بهذا الانقلاب إلا أنهم يعلمون أمراً أتمنى لو يعلمه اردوغان وأتباعه بأن أول الرقص حنجلة.