2024-04-23 03:18 م

داعش تحتضر في سورية !!

2016-07-20
بقلم: الدكتور خيام الزعبي
فرض الجيش العربي السوري وحلفاؤه إيقاعهم على الأرض من خلال التقدم الذي تحرزه قواته في حلب واللاذقية وريف دمشق مؤكدة نظرية أن الجيش السوري هو القوة الوحيدة القادرة على هزم داعش وتوابعها، خاصة بعد الفخ الذي نُصب لها في حلب مما أجبرها بتسليم أنفسها للقوات السورية، أما العناصر الأخرى يقاتلون حتى النهاية بتفجير أحزمتهم الناسفة أو ينتحرون خوفاً من الجيش السوري. بعد أن عزم الجيش السوري على إقتلاع تنظيم داعش من سورية، فقد خاض أسابيع من الإشتباكات العنيفة التي خسر فيها داعش نصفه من أشرس مقاتليه وإستقدم أفضل ما عنده من آليات ومدرعات لوقف تقدم الجيش السوري، إلا أن الجيش منعه من تحقيق حلمه وقلب الطاولة عليه من خلال نقله من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع، وأصبح يدافع عن مربعه الأخير في مدينة حلب، حيث إستعاد الجيش السوري السيطرة على طريق الكاستيللو الإستراتيجي الذي يتصل بريف حلب وصولاً الى الحدود التركية، ويعتبر آخر طرق إمداد المسلحين في مناطق سيطرتهم على الأحياء الشرقية في المدينة، وسبق هذا الإنجاز النوعي سيطرة الجيش على مخيم حندرات ومنطقتي الملاح والبريج شمال غرب حلب، وعليه فإن السيطرة على الكاستيلو تتيح للجيش الإلتفاف على مناطق سيطرة المسلحين بأحياء بني زيد والليرمون، ما يتيح له التقدم أيضاً للسيطرة على الشقيف والمنطقة الصناعية شمال حي الشيخ مقصود، وفي هذا الإطار أصبح الطوق كاملاً حول حلب وأصبح المسلحين بين فكي كماشة لتكون بذلك أجزاء واسعة من حلب بقبضته مجبراً عناصر التنظيم على التراجع أو الفرار. والى اللاذقية شمال غرب سورية، تمكن الجيش من إستعادة بلدة كنسبا الإستراتيجية كما إستطاع تحرير شير القبوع والحمرات، وفي الغوطة الغربية لدمشق، أحرز الجيش تقدماً من الجهة الجنوبية لمدينة داريا، وكمحاولة فاشلة ويائسة لتخفيف الضغط عن المسلحين في داريا قام الإرهابيون جنوب سورية بمهاجمة مواقع الجيش في أرياف درعا والقنيطرة والسويداء إلا أن الجيش إستطاع طردهم ودحرهم. وإزاء هذه النكسات بصفوف الإرهابيين والتخبط الذي تعيشه تلك الجماعات وداعميهم من دول في الاقليم، أصبحت داعش على وشك الإنهيار، وأصبح حلم أعداء سورية في كل مكان يتهاوى ويسقط في وحل الهزيمة والإنكسار في سورية، وبذلك إنكمشت داهش وبدأت تفقد مواقعها بشكل كبير جداً، وإنفرط عقد هذه التنظيمات والمجموعات المسلحة، وفقدت الكثير من اسلحتها وذخائرها، وتقدم مقاتلي الجيش السوري ليحتلوا مواقع داعش وينظمّوا مراكزهم بثقة عالية ومعنويات كبيرة. في سياق متصل إن الإحتضار الذي يحصل لداعش في المواقع القتالية، له شواهد كثيرة، أهمها، إن أغلبية الإرهابيين لاذوا بالفرار وهناك من سلم نفسه للجيش السوري وخاصة في حلب المحاصرة حصاراً شديداً من أربعة محاور، مما جعل الخناق يضيق تماماً على رقبة داعش ، كما أن الضربات التي يتلقاها التنظيم في جبهات سورية، قد أصاب معنويات داعش بالإحباط الشديد، مما يجعلنا نؤكد ان داعش فقدت بريقها ولم يعد لها اي قدرات قتالية وهي تنهار في جبهات القتال كافة، وفي سياق أخر فقد إعتبر مركز "ستراتفور" الأمريكي للدراسات الإستراتيجية والأمنية أن داعش يعاني من أزمة تهدد وجوده، وذلك بعد سلسلة الهزائم التي مني بها التنظيم المتشدد في مناطق نفوذه، ونشر هذا المركز خريطة تبين الأراضي التي خسرها التنظيم الإرهابي في سورية، وأكد أحد الخبراء العسكريين إن" سياسة التخبط والعشوائية في إتخاذ القرارات بشارة بنهاية داعش في الأجل القريب رغم قيام الداعمين لتلك المجاميع بمساندتها بالعدة والعدد إلا إنها لن تدوم طويلا"، ويرى الخبراء إن " مجاميع داعش تحتضر حالياً وان الدعم المالي والإستخباراتي من قبل داعميها لن يفيدهم وما هي إلا سياسية الرمق الأخير الذي لن تستطيع داعش ان تتنفس الصعداء من خلاله لوعي السوريين الذين أفشلوا المخططات الإستعمارية. مجملاً.....إن داعش لم تحتمل الضربات التي وجهها لها الجيش السوري في الأيام الأخيرة ولكنها كابرت وحاولت تخفيف وقع هزيمتها من خلال إستهدافها للمدنيين الأبرياء وقتل أكبرعدد ممكن لإجبار الجيش على الرضوخ لشروطها، لكن سياسة داعش تبدو فاشلة ويائسة ولم تعد المسالك القديمة تساعدها وأخذت تفقد مواقعها بالتدريج في المواجهات مع الجيش السوري، فسورية إنتصرت وهذا الإنتصار يبرهن على أن اللغة الوحيدة التي تفهمها داعش وأعوانها وتحفظ للشعب االسوري كرامته ودماءه هي لغة القوة، وبإختصار شديد يمكن القول إن داعش ستزول من سورية لكونها آداة مأجوره للضغط, والترهيب لتحقيق مكاسب سياسية, إنتهى مفعولها بعد تثبيت أساس وحدة سورية, عن طريق الحوارات واللقاءات الوطنية بين أبناء شعبها، كما أثبت الجيش السوري للعالم أجمع بأنه الأقدر على لجمها ومن يلتف معها خلف الكواليس.
Khaym1979@yahoo.com