2024-04-20 04:03 م

المعارضة السورية بين السقوط الأخلاقي والفجور السياسي …

2016-07-22
بقلم: جمال العفلق
علي أن أقر كمواطن سوري يتابع الحرب على وطنة يوميا من خلال وسائل الاعلام وخصوصا خلال الاشهر الاولى للحرب أني كنت ابحث عن ضوء شمعه يدل على ان من حمل راية (( الثورة )) وتعبير الثورة هنا مجازي لا اكثر ، هو بالفعل يحمل هموم الوطن وهموم البسطاء ، ولكن وحتى اليوم ومع انتصاف السنة السادسة من عمر العدوان على سورية واكتمال السنة العاشره على العدوان الصهيوني على المنطقة لم اجد ذلك الضوء الذي توقعت ان اجده ، ولكن ما يمكنني الحديث عنه هو شيء ابشع من الحرب واكثر مشاعية من قصص التاريخ القديم وحكايات لا تنتهي بدأت بكذبة الدفاع عن اطفال اعتقلوا ومازالت مستمرة حتى اللحظة وقد تستمر لاشهر او سنوات فلا احد يعلم . فالمعارضة السورية التي تدعي انها تريد الحرية والديمقراطية للشعب السوري كانت اسرع من اعضاء حزب العدالة والتنمية التركي بتأييد اعتقالات اردوغان التعسفية وباركت للص حلب وقاتل اطفال سورية اعمالة واعلنت الولاء والطاعة له ولم تعلق على اعتقال الاف الناس من ضباط وقضاة وطلاب فكل ما يفعلة اردوغان هو ديمقراطية وحق مشروع ولا معنى لجملة الراي والراي الاخر في ادبيات المعارضة السورية عندما يكون الحديث عن صاحب فنادق اسطنبول ، ولا يجوز الحديث عن اعلان حالة الطوارئ ولا فصل الموظفين من عملهم ، وبارك ما يسمى أئتلاف الدوحة الخائن الاستقرار الديمقراطي في تركيا . هذا باختصار موقف ما يسمى معارضة سورية ، تتوافق مع قرارات اعداء سورية في وقت ترفض تلك المعارضة دور الجيش السوري في الدفاع عن الوطن السوري ولا يعجب اعضاء المعارضة المثقفين ان يحارب الجيش السوري والشعب السوري قوى الظلام والتكفير ، وكيف يمكن لمثل هذه المعارضة ان تقبل هذا اذا كانت جماعة نورالدين زنكي بنظر المعارضة ومشغليها جماعة ثورية معتدلة حتى بعد قيام تلك الجماعة بقتل طفل عمره 11 عاما" ؟؟ وكيف لي ان اصدق ان هذه القطعان ستكون أمينة على البيت السوري وهي تنقل تصريحات اعداء سورية باستمرار الحرب على الشعب السوري بفراح وسعادة ، لان المعارضة السورية ببساطة تعلم ان استمرار الحرب على الشعب السوري يعني استمرار دفع الرواتب لها . كان على ازلام اردوغان من المعارضة السورية ان يتابعوا تعليقات الشعب السوري ليلة الانقلاب في تركيا ليفهموا كم يكره الشعب السوري اردوغان وبالتالي كم هم مكرهون في سورية ولن يكون لهم اي قبول في وجدان السوريين ، كان عليهم ان يفهموا ان الجيش السوري وهو من ابناء الشعب السوري لم ينشق ولم ينقلب على قيادتة في وقت حاول الجيش التركي التخلص من رئيسة ، ان المعارضة السورية وبتعبير ادق ان عملاء الخارج هم مجموعة ساقطة اخلاقيا بكل المقاييس فمقتل 125 مدني في قرية صغير على اطراف مدينة حلب نتيجة قصف الطائرات الفرنسية وهو لم يكن خطأ غير مقصود فالفرنسيون يعشقون سياسة الارض المحروقة وتهجير سكانها ، وقصفهم لتلك القرية لم يكن الا وفق تلك السياسة التي لم تتغير منذ كانت فرنسا دولة استعمارية . ولم يبقى هذا السقوط الاخلاقي والفجور السياسي حكرا على المعارضة السورية فحسب فهذا هو السيد احمد ابو الغيط يخرج على العالم بتصريح حول عودة سورية الى الجامعة العربية وهي التي لم تطلب اصلا العودة الى تلك الجامعة ليقول على الحكومة والمعارضة ان يتفقوا على المقعد !! وكأن المعارضة السورية تمثل السوريين ولم يدرك امين الجامعة العربية بخبرته السياسية الطويله ان الذين يصفهم بالمعارضة السورية هم ممثلين لاميركا واسرائيل والغرب والجماعات الارهابية ولا يمكن ان يكونوا ممثلين عن الشعب السوري الا اذا كانت الجامعة العربية تريد ممثلين عن الارهاب تحت قبتها وهي لديها ممثلين عن الارهاب بالفعل . قد يكون الحديث عن السياسة اليوم هو امر عبثي لا معنى له فمن يفصل السياسة عن الاخلاق هو على خطأ فلا يمكن فصل الاخلاق عن اي عمل نقوم به ، واذا فقدت الاخلاق فقد كل شيء وقد نسي من ينتمي لمعسكر اعداء الشعب السوري من سوريين او عرب ابسط معنى لكلمة اخلاق وتحول العمل السياسي الى فجور بالمطلق ، حيث يراهن اعداء سورية على نتائج الانتخابات الامريكية ومزاد البيانات الانتخابية الامريكية بتقديم الولاء الى اللوبي الصهيوني واليوم فتح المرشح الجمهوري مزاد جديد قال فيه لحلفاء اميركا المفترضين من يريدنا ان نحارب معه علية ان يدفع للخزانة الامريكية ولن نتحمل اي حرب ليس فيها عائد مادي ، وبهذه العبارة اراد المرشح الجمهوري ان يقول من ينتظر تدخل امريكي في سورية او دعم لتدخل عسكري في سورية علية ان يفتح مخازن امواله للامريكان ، فاليوم الجيوش تؤجر لتحارب على ارض ليست ارضها ومن اجل قضية ليست قضيتها ، والمرتزقة كثر حيث يكون المال يكونون . لكن ما لم يفهمة اعداء الانسانية ان روح المقاومة لا تموت عند الشعوب الحية وان الصمود ليس عبارة تكتب على جدار انما هو امر يومي يعيشة من يحمل تلك الروح فالمقاومة فعل اخلاقي منحة الله للانسان ليحافظ على ما عطاه اياه الله على هذه الارض ، وما دمنا احياء فنحن مقاومة بالقلم او البندقية مقاومون بالكلمة وبالرصاصة مقاومون بتمسكنا بهذه الارض ، ومن يراهن ان سورية دمرت علية ان يفهم ان سورية بناها السوريين سابقا وسوف يعيدون البناء من جديد فالشعب السوري لا يعرف الاستسلام ويشهد لهم في هذا الاعداء قبل الاصدقاء . فمن سورية خرجت تعاليم السيد المسيح ومن سورية انتشرت رسالة الاسلام الحق الى العالم .