2024-04-25 06:38 م

نستغرب هذا الحماس الفلسطيني لدعم اردوغان..

2016-07-22
بقلم: فريح أبو مدين
هناك حدثان أحدهما وقع والآخر ينتظر وأعني ما جرى في تركيا وانعكاسه لدينا وعلينا والثاني اجراء انتخابات بلدية في الضفة الغربية وقطاع غزة (ان قدر لها ان تتم) فالطبل والزمر اشتعل بعد فترة صمت اجباري وذلك بعد عودة تركيا واسرائيل إلى احضان بعضهما البعض (التاريخية) كذلك عودة تركيا للدب الروسي وتطبيع العلاقة معه. تلك العودة لا تخفى دلالاتها على حلفاء تركيا في فلسطين لمعرفتهم أن ما بين تركيا واسرائيل أكبر واعمق استراتيجياً من ناحية اقتصادية وسياسية واهداف للسيطرة على محيطهم العربي ولا نطيل كثيراً في الشرح فاعتراف تركيا المسلمة المبكر باسرائيل بعد قيامها مروراً بحلف بغداد الذي خلق لمؤازرة اسرائيل ومحاربة حركة التحرر العربي بقيادة الزعيم عبد الناصر وانظروا ماذا فعلت تركيا بسوريا العربية المسلمة من نهب وتدمير وللاسف بمال سعودي قطري تلك الدولة التي كانت كافية لشعبها سبل العيش وانظروا ما يجري !! مع قناعتنا المستقبيلية أن السلطان التركي سيعود إلى رشده ويبتعد عن سوريا العربية.
وسؤال برسم الحالة، هل تركيا مع حماس وفلسطين المقاومة كحركة تحرر ام حماس المهادنه وبصراحة فالواقع السياسي “على الطبيعة” بلا تنظيرات ولا تبريرات او اعتذاريات او ادانات فتركيا تنظر للقضية الفلسطينية كقضية انسانية بحته توظفها سياسيا لنظامها المنفلت فالاتفاق التركي الاسرائيلي بخصوص قطاع غزة هو بالضبط كاتفاقات الصليب الاحمر للسجون الاسرائيلية للفلسطيني كسجن نفحة وبئر السبع وسجن غزة المركزي سابقاً وبقية السجون ولا أزال أذكر ذلك كوني كنت نقيباً للمحامين تلك الفترة وقيامي بشكر الصليب الأحمر الذي وثق نضال الأسرى خير توثيق وها نحن ننتظر جودو التركي بشأنهم!!
والحقيقة التي لا مهرب منها ان الشعب الفسطيني يعيش محن وأزمات على مختلف المستويات والميادين وفي مختلف المواقع والأزمنه من انشطار وانقسام وحصار بتوافق القيادات في غزة والضفة ومنهم على ذلك، ومن يصغي للهمس الشعبي يعرف ان الشعب يعرف ان حماس لن تترك غزة ورام الله لا تريدها وغير ذلك لغو حديث لا أكثر!!
وهاكم نموذج رد فعل غزة ورام الله على الموضوع التركي اذا استثنينا الاعلام الحمراء والزعيق العالي نجد ان ابو مازن في رام الله أقرب إلى تركيا من حماس بغزة فهو يحتاج اليها كعلاقات عامة تنسجم مع رؤياه مع اسرائيل وتركيا في حين تحيط غلاله تحجب الرؤيا لدى حماس!! وللننتظر قليلاً لنرى نموذج أردوغان تركيا او تركيا أردوغان واعتقد ان لسان حالها سيقول يخلف على اللي نقط وعلى اللي ما نقط كطريقة مغنيات الأفراح ونعود إلى الديار المحتلة لنشاهد بازار انتخابات البلديات واقامة الافراح والليالي الملاح لعرس الديمقراطية وكأنها بلدية لندن ورئيسها المسلم وأمل البعض ان تكون فاتحة خير تنهي الانقسام وتوحد الغرض وتعيد قضية الكفاح من أجل التحرر ولكنها العقلية العربية يا سادة ومنها في القلب نحن الفلسطينيين مضادة للديمقراطية الحقيقية من واقع التكوينات المشوهة من انتماءات ونحيازات قبلية وعشائرية وسياسية وعائلية وطائفية ومذهبية ومحلية وخارجية تقودها تنظيمات الامر الواقع التي وصلت الى مفاصل التحكم بالشعب والقضية وبعد ذلك نسيت الطريق وانشغلت باحياء ذكرى انطلاقاتها التي وصلت إلى خط النهاية العدمية كما نرى.
وباختصار ستبقى حماس مسيرة الواقع في غزة وربما تسمح بتنويع الصورة الملتقطة للذكرى لتعلق على الحائط لمشاركة بعض عناصر فتح من متجنحين او غيرهم  كما أن الضفة ستبقى ملتزمة بواقع السلطة مع بعض اختراقات بسيطة لحماس في الخليل والمخيمات وسيكون سقف التنسيق الأمني هو المهيمن والمسيطر وما الفلتان الجاري هناك سوى جزء من البروفه والسؤال الكبير من المواطن الغزي تحديداً هل الانتخابات البلدية ستحل مشكلة الكهرباء والماء وستكف يد السلطة عن جيبه المثقوب بالفلس.
ونصيحة لحماس ظاهرها الخبث اتركوا بلديات القطاع لغزة ولنرى كيف يشيلوا الزير من البير. ألم تكن انتخابات 2006 الديمقراطية السبب الأول في انشطار الوطن وتنوع نماذج حكامه وركوبهم ظهره!!
وأختم من يعيش رجب يرى العجب (مع الاعتذار لرجب أردوغان)
اللهم نجنا من انقلابات العرب والمسلمين الديمقراطية والعسكرية
كاتب ووزير عدل فلسطيني سابق