2024-04-20 07:18 ص

آل سعود .. أيادي مغلولة بالدم

2016-08-18
بقلم: محمد فحص
عند كل صفقة تعقد على طاولة الشرق الأوسط، لا بد لنا أن نلمح ولو بطرفة عين "آل سعود" ، يشربون أنخاب شعب هذه المنطقة على مائدة من الدماء .  ومن لبس لبوس الأمة الإسلامية وادعى صفة خادمها  زوراً وكذباً نراه اليوم يلهث خلف "الصهيونية" التي لطالما كان "حرف جرٍ" في مشروعها، فيما جهاره الآن ومن معه من "العرب" بهذا الحلف ، يأتي في سياق مشروع المنطقة الجديد - القديم المبني على حلفين اساسيين ، قوى تحارب الارهاب في سوريا ولبنان والعراق واليمن واينما وجدت بؤره ، وحلف آخر يضم "أيادي الدم" التي عاثت في الأرض فساداً وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني ومملكة آل سعود أما باقي هذا الحلف فهم تماثيل صماء خرساء مغلولة القرار والهوية تعمل على صنع بؤر الإرهاب.

أما ما نشهده اليوم من ظهور مباشر للحلف الاسرائيلي – السعودي فيصب في هدفين اساسيين ، أولهما انهاء القضية الفلسطينية وفرض معاهدة السلام المنشودة التي تقفل الجدال حول قضية "فلسطين" ، اضافة لسلخ صفة الارهاب والوحشية عن هذا الكيان وتنصيبه قوة تحارب الارهاب الداعشي وتفرض السلام على الشرق الأوسط وتحمي ابناءه من المشاريع الفارسية حسب توصيفهم، فيما الهدف الآخر يأتي في سياق دفع آل سعود النار عن عرشهم ، وحماية ما تبقى لهم من تاج وصولجان بين الرعية.

فما يجري في المنطقة اليوم من حروب مشتعلة تفتك بالأمة العربية أصبح يشكل الخطر الداهم عليهم وخاصة أن مُصدِّر الإرهاب وممول الوحش الداعشي يخاف من وحشه بأن ينقلب عليه، وما تعرضت له السعودية من عمليات ارهابية في أماكن عدة من المملكة دفع بها للاسراع نحو الدرع الصهيوني – الاميركي ولكن هذه المرة في العلن، فيما تجدر الاشارة الى أن الارهاب الذي ضرب المملكة هو ليس من الضروري أن يكون "داعشياً" ، فمصالح الملك واسياده أولوية ولو تحققت بالدم.
ولكن السؤال الاهم ، لما ارادت السعودية أن يظهر حلفها مع الكيان الصهويني علناً وضمن هذا التوقيت؟
الإجابة يمكن لحظها في البيت الأميركي حيث السعي الدائم لتوسيع الشرخ بين الدول العربية والهدف دائما "أمن اسرائيل" والحفاظ على هذه الغدة السرطانية ، ولأن السعودية اليوم تشعر بالهزيمة في المنطقة بعد تحقيق ايران نجاحا باهرا في الملف النووي ، يضاف الى ذلك ما يحققه محور المقاومة من انجازات في سوريا على مدار السنوات الخمس الماضية ، وصمود الرئيس بشار الاسد في حكمه ما يشكل صفعة أخرى لهذا النظام..

كل هذا تراكم في أجواء مشتعلة وأموال طائلة دفعتها المملكة من أجل تحقيق ربح واحد فقط، وهذا ما لم يتحقق حتى يومنا هذا ، والسطوة الممانعة تبسط يديها في كل مكان ما يتطلب خطوة قاسمة للوطن العربي تعيد بعثرة أوراقه فكان القرار هنا بإعلان الحلف مع الصهاينة الامر الذي يعيد خلط أوراق المنطقة ويدفع أهل البيت الواحد للتقاتل حول هذه القضية..

ما من ارباح ملموسة يمكن تحقيقها من هذا الحلف في التوقيت هذا  ، لكن البلبلة وصرف الانظار في أكثر من اتجاه يمكن حسب فهمهم ان يعيد ترتيب بيتهم للإنطلاق مجددا مع حليفهم الجديد – القديم.

ولكي لا نكون ظالمين في حكمنا على السعودية سنمر بسرعة على بضعة امثلة كدليل على ما سبق ذكره:
ففي عدوان تموز 2006 خرجت السعودية تصف المقاومة بالمغامرة فيما بعد تولت وثائق ويكيليكس الكشف عن   السعي السعودي للقضاء على حزب الله قبل انهاء الحرب وعن حال الانقسام بين الملك والشعب في الموقف من العدوان . الوثائق التي نشرتها صحيفة الأخبار ، تبين  مدى انغماس ايادي السعودية وازلامها في لبنان بالدم اللبناني ...

أما في حربي غزة 2008 – 2012 ، فقد كان الموقف المعلن أقل حدة ومقتضباً ببضعة اسطر تطالب بإنهاء الحرب على غزة وفي الوقت نفسه كف اليد الفلسطينية عن ضرب المستوطنات ، فيما أروقة الجامعة العربية وما شملها من اجتماعات فتوثق ما هو اخطر من ذلك ،المخطط السعودي للقضاء على المقاومة الفلسطينية وانهاء القضية والتطبيع على مراحل عدة متصاعدة ...

ومع العراق قصة أخرى ، فعمل السعودية يندرج في الاطر اللوجستية والتمويل بعيدا عن الاعلام ، فهي تصف مع العالم الأول في صف البيانات لا أكثر فيما تحت الطاولة يجري اللعب وقذف النار والارهابيين لان الحساب بين البلدين لم ينتهي .

أما قوتها "الخرقاء" المعلنة فهي مصبوبة في اليمن ، فبعد 500 يوم  على العدوان لا نزال نرى الوحل اليمني يغطي وجوههم ، حيث لم يحقق هذا النظام اي هدف من عاصفته الهرمة ، بل حدد لنا البوصلة الصحيحة بأنها  دولة إرهابية تنافس داعش والصهيونية في اجرامها وهذا بشهادة منظمات حقوق انسان  ( مع العلم ان هذه المنظمات عادت وبلعت لسانها).

من دون أن ننسى البحرين وما تشهده من سطوة للملك السعودي. هناك ترعى السعودية عمليات  النفي والقتل والسجن وغير ذلك  من الظلم الجلي على اجساد الشعب البحراني .

هذه مجرد لمحة سريعة ومقتضبة عما وثقناه نحن بأعيننا ، وما نطقت به ألسنتهم على مر هذه السنين (ولسوريا حصة الاسد من اجرام المملكة نفنده لاحقاً)، يبقى السؤال عن وضع الداخل السعودي اليوم ، وكيف يعيش أبناء هذه المملكة؟ ومدى صمتهم عما يحصل؟
فيما السؤال الآهم ، عن الحقبة الماضية وتاريخ آل سعود فهل ستكشفه الايام الآتية وتحل بضع ألغاز وقضايا تعيش تبعاتها المنطقة حتى يومنا هذا، والى متى سيبقى الشعب العربي يتفرج على تلك الايادي المغلولة بالدم؟