2024-04-23 09:52 م

يا ايها السوريون اتحدوا..

2016-08-20
بقلم: علي رضا
بعد أكثر من ست اعوام على انطلاق الأحداث المؤسفة في سورية التي اعتبرناها أزمة حقيقية تعصف بنا بسبب عدة مواقف مشرفة تميزنا بها في السنوات السابقة , ولكن هذه الأزمة فُسرت من عدة أطراف عدة تفسيرات مختلفة فبعض الأطراف فسرها على انها ثورة شعبية ضد نظام الحكم والبعض الأخر فسرها بزوغ شمس العصر الاسلامي من جديد وثورة اسلامية ضد نظام حكم علماني كافر أما البعض الأخر ففسرها على انها مؤامرة كونية تريد النيل من الوطن وكرامته , وبغض النظر عن التفسيرات الكثيرة كنا نشاهد المجريات الدامية من قتل وخطف وتنكيل وتدمير وتهجير وانتهاك أعراض وتخريب عقول و تدمير الانسان بشكل ممنهج لكي ينعكس سلبا ً على أجيال هذا البلد ومستقبله . إلا ان معظم السوريين على امتداد الجغرافية الوطنية من البو كمال حتى اللواء السليب ومن شرق القامشلي الى جنوب درعا أيقنوا ان ما يجري على هذه الأرض هو مخطط تقسيمي بحت هدفه تجزئة البلاد الى دويلات صغيرة قائمة على اساس ديني وعرقي تكون في حالة تنافر وتنازع بشكل دائم لكي يضعف هذا البلد على النموذج الأفريقي أو الأفغانستاني من كل النواحي الممكنة . حيث كان المشروع الشرق أوسطي الذي تحدثت عنه الصهيونية العالمية على لسان العجوز السوداء " رايس " والذي يقوم على تقسيم المقسم بكل أجزاء الأمة العربية بعد تجربتي السودان والعراق الناجحتين بكل المقاييس نموذجا ً يحتذى به في كل أرجاء الأمة العربية والان مصر تسير على هذا المنحى لتصبح أكثر من دولة متنازعة أما العقبة الكبرى بتصوري أمام هذا المشروع أو كما نستطيع ان نطلق عليه الشوكة الكبيرة في حلق اسرائيل هي الجمهورية العربية السورية فكان مخطط تقسيمها هو أكثر عبء على الدول الاستعمارية والصهيونية فكان يجب ان تكون معطيات كثيرة لكي ينجح مشروع تقسيم سورية عن طريق نسف الحالة المجتمعية والتعايشية والوطنية في هذا البلد الذي كان من مقدمة الدول في العالم من حيث الأمن والامان والاستقرار فكان المخطط من عدة مراحل الاولى منع الأطفال من تعليمهم في حالة عدم توفر الأمان وبعدها تدمير البنى الاقتصادية الخاصة وتشريد العمال والضغط عليهم وبعدها تدمير الاقتصاد بشكل كامل عن طريق الحصار الدولي لكي ترتفع أسعار المواد الاساسية عبر ادوات داخلية ومن ثم قطع الطرق الدولية والطرق الواصلة ما بين المحافظات مع بعضها لكي يعم الفقر والحاجة بين المواطنين لتأتي مرحلة استنزاف الجيش في عدة رقع جغرافية وقتل الأبرياء واخيرا ً سرقة البيوت بعد تهجير أهلها لكي يصل في نهاية المطاف الى التقسيم .. نعم التقسيم فحسب المخطط الأميركي الإسرائيلي المجهز لسورية ان تقسم الى أربعة دويلات صغيرة الأولى دويلة السنة التي تكون دويلتين 1. حلب وما حولها والتي تمتد الى دير الزور 2. دمشق وما حاولها والتي تمتد الى صحراء البادية في حمص . الدويلة الثانية العلوية " الشيعية " تكون ممتدة على طول الساحل السوري من جبال ووديان وسهول وتكون المدن الرئيسية فيها طرطوس و اللاذقية وجبلة . الدويلة الثالثة الدرزية وتكون جنوب سورية تمتد من السويداء وبعض اجزاء القنيطرة وجبل العرب حتى تصل الى الحدود اللبنانية السورية الدويلة الرابعة الكردية تكون على اساس عرقي وتمتد على طول الحدود التركية السورية شمال شرق سورية حتى أربيل والموصل في العراق . أما مصير الدين المسيحي هو الطرد من سورية الى لبنان أو أوربا فلا مكان له في المخطط الذي يتضمن بالشكل أربعة دويلات لكن تصل الى خمس دويلات من ناحية المضمون . على ان يكون التنافر والتنازع والحروب واستجرار السلاح من أوربا في مقابل سرقة خيرات كل دويلة على حدا فالنفط من دير الزور يستخرج من قبل شركات اسرائيلية أميركية أما دويلة حلب تتبع بشكل مباشر الى الحكم العثماني الأردوغاني الجديد وتنشأ فتنة طائفية من قبل دويلات السنة على الدويلة العلوية تسعى من خلالها السنة السيطرة على المنطقة الساحلية وتنشئ أيضا ً حروب بين دويلة السنة مدعومة من الأتراك ضد الدويلة الكردية لينتهي المطاف في حروب بين الدولة الدرزية والشيعية في لبنان لمناطق حدودية ليعم الخراب والدمار كل هذا الوطن . ولكن السؤال هنا من المستفيد ؟ وعندما نعرف الجواب انا متأكد ان المخطط سوف يفشل في القريب العاجل . وهنا لا نستغرب تسويق الاعلام المغرض للعديد من التصريحات للأخوة الاكراد في سورية على ان القامشلي عاصمة لهم على ان يديروا مناطقهم بحكم ذاتي وهذا ما لا يعجب القوى الاسلامية المقاتلة " جبهة النصرة _ دولة الشام والعراق " وجبهة النصرة واذيلاها التي تهيء نفسها لتأمين الدويلة السنية مما ادى لإعلان النفير العام من جانب الطرفين واشتداد القتال في عدة مواقع فيما بينهم . وتأكيدا ً لتنفيذ المخطط الجديد او خطة ب منذ يومين تم افتتاح جبهات قتال في الحسكة المدينة السورية العريقة وتحريك الورقة الكردية الامريكية في محاولة للسيطرة على المدينة واقتطاعها من سوريا سوريا لكن ... انتظروا قليلا ً فقد نسيت عنصراً هاماً جدا ً لم اذكره في المقال بعد .. نعم نسيت التعويذة السورية السحرية الا وهي الجيش العربي السوري الذي يقف كحصن منيع في وجه هذا المخطط مع العلم ان افراده من كامل طوائف وأعراق المجتمع السوري في تركيبته . وهذا ما يترجم على الأرض بشكل فعلي حيث نشاهد الجيش العربي السوري يقوم بتحرير القرى والمدن السورية واحدة تلو الأخرى ذات الاختلاف الديني والمذهبي والطائفي لهذه القرى ولكن الجيش العربي السوري هو جيش الوطن لا يكترث لهذه المسميات وشعاره الوحيد " لبيك سورية " وبالدم سنفدي سورية " . فيا أيها السوريون الا تعقلون من شر قريب يا أيها السوريون الا تشاهدون تكالب أكثر من 135 دولة ومنها انظمة دول عربية مستعربة على بلدكم سورية . هذا العداء كله ناجم عن خوف كبير لأن خروج سورية من محنتها وخلاصها من ازمتها تعني الكثير لدى الساسة في أوربا وأميركا واسرائيل الذين يدفعون الغالي والنفيس للقضاء على سورية ووحدتها قيادة ً وشعبا ً يا أيها السوريون . نعم يريدون القضاء عليكم وعلى عروبتكم وعلى تاريخكم وحاضركم ومستقبلكم يريدون القضاء على وطنيتكم لأن نصركم يا أبطال يعني القضاء على حلمهم في السيطرة على المنطقة .. نصركم يعني الكثير لهم، يعني زوال حكم المماليك في الخليج الى الأبد، يعني نجاح ثورة الشعب البحريني ضد حكامه الطغيان، يعني هيمنة روسيا وحلفائها على أقطاب العالم، يعني ان اسرائيل في خطر، يعني ان بصمودكم واتحادكم أصبحتم أيها السوريون من عجائب الدنيا السبع وأصبحتم ثامنها في غنيس . فهيا أيها السوريون اتحدوا لأن دواء هذا المخطط الاتحاد والوحدة والتكاتف لأننا تربينا في مدرسة الوحدة الوطنية على يد أشهر استاذ في العالم وكان مشروع تخرجنا في جامعة الوطن ان لا فرق بين عربي وكردي لا فرق بين مسلم ومسيحي لا فرق بين سني وعلوي فسوريا لكل السوريين وطائفتنا سورية وبوصلتنا وطنية صناعة سورية حيث نعيش ونموت ونحيا في سورية . فويلكم من غضب الشعب السوري أيها الغزاة لن تنالوا منا شيء سوى اذيال الهزيمة . يا أيها السويون اتحدوا فالنصر باتحادكم وكل يوم تصمدون تبعدون خطر المخطط التقسيمي عنكم ومهما ضاقت عليكم الفرج قريب ولابد لليل ان ينجلي ولا بد للنصر ان تخفق راياته في سماء هذا الوطن وان غدا لناظره لقريب.