2024-04-23 01:35 م

الموقف المصري من الأزمة السورية يخرج من دائرة "الضبابية"

2016-08-22
القدس/المنـار/ في لقاء للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع الصحف الكبرى الثلاث في القاهرة، طرح موقف مصر من الأزمة السورية، وكان واضحا في ذلك، مع أن هذا الموقف قد تأخر كثيرا، رغم احتدام القتال على الارض السورية وتكثيف رعاة الارهاب في الاقليم والساحة الدولية من دعمهم للعصابات الارهابية.
تقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن موقف الرئيس السيسي من الأزمة السورية يعتبر خطوة متقدمة علنية في الموقف المصري، الذي غاب طويلا عن الوضوح وبات في دائرة الضبابية، فالمحددات الخمس التي طرحها الرئيس المصري في لقائه الصحفي، واضحة وتعتبر مرتكزات يمكن البناء عليها اذا خلصت النوايا، والمرتكزات والمحددات الخمسة هي، احترام ارادة الشعب السوري الذي يتعرض منذ أكثر من خمس سنوات الى حرب ارهابية مدمرة، وايجاد حل سياسي للأزمة السورية والحفاظ على وحدة اراضي سوريا، ونزع اسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة واعادة اعمار سوريا، هذه المحددات، وان لم تشمل تحديدا واضحا للجماعات المتطرفة، حيث كل حملة السلاح من أدوات أطراف المؤامرة الارهابية، هم متطرفون تكفيريون ولا يوجد هناك ارهابي معتدل وآخر متطرف، يمكن التقاطها، ومحاولة البناء عليها دعما للجهود السياسية الصادقة.
وترى الدوائر، أن بامكان القاهرة أن تطرح مبادرتها لحل الأزمة السورية، مما يشكل بداية جيدة لاستعادة مصر لدورها المستهدف حتى من أنظمة الردة العربية الداعمة للارهاب، فالارهابيون في سوريا وداعموهم يشكلون خطرا على مصر نفسها، وهي الاخرى تعاني من ويلات هذا الارهاب الممول من نفس الجهات التي تمول الارهاب في سوريا، وانخراط مصر علانية وبوضوح بموقف داعم للشعب السوري، من شأنه ارباك القوى المتآمرة على الدولة السورية، موقف انتظرته جماهير الامة العربية طويلا، موقف يعيد لمصر هيبتها ودورها الرائد في دعم القضايا العربية.
وتضيف الدوائر أن الموقف المصري الذي طرحه الرئيس السيسي، يثير غضب المملكة الوهابية السعودية الراعي الرئيس للارهاب في المنطقة، وبالتالي، اذا ما تمسك الرئيس المصري بموقفه فان النظام التكفيري في الرياض سيعزز ضغوطه الاقتصادية على الشعب المصري، ومشيخة قطر ستكثف من دعمها للارهابيين في سيناء، أما الامارات فستوقف دعمها المذبذب لمصر، وستحاول فرض اشتراطاتها على القاهرة مقابل الدعم المالي، ومن بين هذه الاشتراطات التراجع عن الموقف الذي أعلنه الرئيس السيسي بشأن الازمة السورية، لكن، حسب الدوائر، فان اصرار القاهرة على موقفها، سيحظى بدعم شعبي عربي كبير، وهذ الدعم، هو وحده القادر على الوقوف في وجوه أنظمة الردة وداعمي العصابات الارهابية.
وتفيد الدوائر أن ما طرحه الرئيس السيسي يعود الى الأخطار التي تحدق بمصر وخطورة الارهاب على الساحة المصرية، وادراكه، بأن نجاح العصابات الارهابية في سورية، يعني، توجبه الارهاب نحو الساحة المصرية.