2024-04-20 03:22 م

اسرائيل ترسم بنود الحلول العرجاء وسط خطط التهويد والاستيطان وتغيير المعالم

2016-08-22
القدس/المنـار/ رغم تزايد الحديث عن جهود تبذل لعقد لقاءات ومؤتمرات تتناول الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والاتصالات التي تجري بين الوسطاء وطرفي الصراع وما يتردد عن وجود "صحوة" لاطراف اقليمية ودولية للتعاطي من جديد مع هذا الصراع، الا أن الاحتلال الاسرائيلي يواصل ممارساته القمعية والاستيطانية، على أنغام هذه الجهود السياسية، التي على ما يبدو لن توقف هذه الممارسات، أو تضع حدا لتمادي اسرائيل في تنفيذ برامج التهويد والاقتلاع وتغيير المعالم وتكثيف البناء الاستيطاني في القدس وعلى امتداد الاراضي الفلسطينية.
السياسة الاسرائيلية العدوانية المستمرة، لها تفسير واحد، وهو رفضها لأية جهود تنهي الصراع، بمعنى، أنها غير راغبة حتى في الاقتراب من دائرة الحل الذي يرضى عنه طرفا الصراع، ويحقق أبسط الحقوق للشعب الفلسطيني، وهي سياسة، تأتي ردا على دعاة المؤتمر الاقليمي والدولي، والساعين للقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل، بهدف استئناف المفاوضات، لذلك، ترى العديد من الدوائر السياسية ضرورة البحث عن خيارات جديدة، تكسر التعنت الاسرائيلي، خيارات يتقبلها المجتمع الدولي العاجز عن وقف الممارسات الاسرائيلية، واذا لم يتوفر هذا التقبل فان بالامكان فرضه، اذا ما استخدمت هذه الخيارات واختيرت بدقة، وجرى تطبيقها بعد دراسة جادة سليمة ويلاحظ بوضوح أن اسرائيل ماضية في رسم ما تراه من حلول للصراع، فالتهويد في القدس مستمر، وسياسة تغيير معالم المدينة وتنفيذ المشاريع الخاصة بذلك لم تتوقف ومصادرة الاراضي في أوجها، والبناء الاستيطاني يفرض هياكله وقواعد وحداته على غالبية الاراضي الفلسطينية، استيطان متغول داخل المدن الفلسطينية وخارجها، والقدس تئن تحت التهويد الذي يتعمق يوما بعد يوم، ولم تعد القيادة الفلسطينية قادرة على مواجهة هذا التغول، في ضوء العجز العربي ولهاث أنظمة الردة لارضاء اسرائيل والتحالف معها، ومشاركتها مشاريعها المعادية للشعب الفلسطيني، هذا بالاضافة الى الضغوط الممارسة على القيادة الفلسطينية للقبول بحلول عرجاء تفرزها الممارسات الاسرائيلية البشعة الحاقدة، حلول تعهدت دول عربية بتمريرها في الساحة الفلسطينية.
الارض الفلسطينية تحت التهويد والاستيطان، ودول في الاقليم والساحة الدولية، وعواصم عربية تدعي حرصها على القضية الفلسطينية، دون تأثير يذكر ضاغط على اسرائيل لوقف ممارساتها الاستيطانية مختلفة الاشكال.. صورة واضحة تماما.. وضوح يفرض اللجوء الى خيارات جديدة تجبر اسرائيل على وقف هذه الممارسات، والالتزام بالجهود والقرارات الدولية، والتساءل المطروح: كيف يمكن لشعب فلسطين أن يتوخى خيرا وجدية من دعاة المؤتمرات الاقليمية والدولية في ظل الهجمات الاسرائيلية العدوانية، في كل الاتجاهات ضد الشعب ووطنه ومقدساته، وما كان لاسرائيل أن تتمادى في الاعتداء على الحرم القدسي الشريف، والعبث في ساحته وجوانبه ومحيطه، لو كان هؤلاء الدعاة صادقين وجادين في مساعيهم، أو على الاقل يمتلكون ذرة من العدالة والجرأة والشرف.