2024-04-26 02:43 ص

اجتماع مندوبي الجامعة "العربية" بشأن القدس" ....يعطيكم العافية!!!!!

2016-08-23
بقلم: الدكتور بهيج سكاكيني
اجتمعت الجامعة "العربية" قبل بضعة أيام على مستوى المندوبين أغلب الظن وذلك لمناقشة الأوضاع في "القدس عروسة عروبتكم" وخاصة فيما يخص الهجمات المتكررة من قبل قطعان المستوطنين الصهاينة على المسجد الأقصى المبارك. فماذا يا هل ترى تمخض هذا الاجتماع عن "عروسة عروبتكم" التي "تنافختم شرفا لحمايتها"؟ أصدرت الجامعة بيانا حذرت فيه سلطات الاحتلال من نشوب "صراعا دينيا، لا يمكن التحكم بمجرياته، بسبب سياستها الخرقاء في القدس المحتلة". إذن ما شاء الله المندوبين يدركون جيدا خطر الصراع الديني إذا ما نشأ عن سياسة خرقاء قد يتبعها البعض. إذا كان هذا الفهم والتحليل الدقيق متواجد عند هؤلاء الجهابذة فلماذا لم يدينوا السياسة الخرقاء لبعض الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية التي عملت على خلق الصراعات الطائفية والمذهبية في المنطقة نتيجة لسياستها الخرقاء؟ أصبح الانسان المسلم والمسيحي يذبح بالسكين لأنه ببساطة لا ينتمي الى هذا المذهب أو الطائفة؟ ويكفر وان آمن بالتوحيد وأن لا اله الا الله عز وجل. يذبح الطفل والمسن لا فارق كالخراف تحت الصيحات التي تردد الله أكبر. وفي معرض الحديث حذر السيد النائب العام للجامعة العربية من الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال هي " جزء من مخطط إسرائيلي هادف الى تكريس سياسة الاستيطان وتغيير التركيبة الديموغرافية والجغرافية للمدينة وعزلها عن محيطها الفلسطيني". على قول المثل "بدري أبو كلبشة" فالظاهر انه يقتبس الكلمات التي كانت تقال في سبعينات القرن الماضي وسيادة النائب للأمين العام مع كل الاحترام والتقدير لا يدري ان الطابع الديمغرافي والجغرافي قد تغير بالكامل وما تبقى من قسم القدس الشرقية الذي احتل عام 1967 لا يتعدى ربما شارع صلاح الدين وجزء من القدس القديمة داخل الاسوار والذي يعمل الاحتلال على تهويدها بالكامل عن طريق الزحف السرطاني خطوة خطوة وبناية وبيت بعد بناية وبيت بحيث وصل تعداد اليهود المستوطنين بالقدس الشرقية لوحدها الى ما يقارب 250000 مستوطن وهذا ما يشكل تقريبا ضعف تعداد السكان الفلسطينيين والتي تعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي الى تفريغ القدي الشرقية من سكانها العرب الفلسطينيين بكافة السبل . كل هذا والجامعة العربية "نايمة على روحها" على ما يبدو على الرغم من الصيحات التي يطلقها أهل القدس ومفتي القدس والعديد من الخبراء والباحثين الفلسطينيين الذين يوثقون كل ممارسات الاحتلال، لان الجامعة منغمسة ومشغولة في مهمات أخرى على الساحة العربية!!!!! وليس لدى امينها العام أو نائب الأمين الوقت الكافي الاطلاع على هذه الوثائق والدراسات. أما المندوبين فأغلبهم قد وضع ما تقدم به "وزير" خارجيتنا أو رئيس "دولتنا" من وثائق في سلة المهملات بعد انفضاض الاجتماعات أو على أفضل حال وضعها على الرف في مكتبه ليتراكم عليها الغبار. وكما جاء في الصحف فقد ختم السيد بن حلي بالطلب من المجتمع الدولي ،"لا سيما مجلس الامن، المسؤول عن حفظ الامن والسلم الدوليين، بضرورة التحرك العاجل لوضع حد لهذه "العربدة الإسرائيلية" وما تقترفه سلطات الاحتلال ومستوطنيها من "جرائم وإرهاب ممنهج" ضد ابناء الشعب الفلسطيني". الجامعة العربية تطلق دعواتها فيما يخص القضية الفلسطينية من بعيد لبعيد وهي تدرك ان "المجتمع الدولي" الذي توجه له هذه النداءات الخجولة لن يعيرها أي اهتمام يذكر لانهم يدركون ان كل هذه الدعوات تطلق للاستهلاك المحلي. الجامعة العربية هذا الجسم المتهالك والذي ربما تم انشاءه لحماية الكيان الصهيوني لان دوله في اغلبها هي دول رجعية بامتياز، نقول هذا الجسم المتهالك والفأر المستكين تحول الى أسد ودبت فيه الحياة والحركة والنشاط الغير مسبوقة عند بداية الازمة السورية. ولم يجد امينها العام السيد نبيل العربي والدول الخليجية وعلى رأسها قطر آنذاك التي دفعت كم من مليون للجانب الفلسطيني لكي يتخلى عن رئاسة الجامعة لصالحها، وعن طريق وزير خارجيتها حمد بن جاسم وزبانيته ازبدت وارعدت وهددت القيادة السورية بان تتخلى عن القيادة واجراء تعديلات على الدستور واجراء انتخابات ...الخ. بمعنى تسليم الدولة السورية الى الاخوان المسلمين كخطوة على طريق تحقيق حلم الإسلام السياسي في المنطقة خدمة للمخططات والمصالح الامريكية والصهيونية في المنطقة بالقضاء على الدول الوطنية الواحدة تلو الأخرى. ووصلت الوقاحة والخيانة الى ذهاب وفد من الجامعة العربية الى مجلس الامن لإقناع دوله باتخاذ قرار تحت البند السابع الذي يجيز استخدام القوة العسكرية والعدوان على سوريا وتدمير البشر والحجر فيها وتغيير النظام. والان يحق لكل مواطن عربي شريف ان يتساءل أين هي الجامعة "العربية" مما يحدث في فلسطين المحتلة ككل وليس فقط في القدس الشريف؟ فكل بوصة من أرض فلسطين الطاهرة هي عزيزة وغالية بغلاوة القدس الشريف. ألا تستحق فلسطين منكم الذهاب بوفد الى مجلس الامن الدولي والطلب من دوله إتخاذ أقسى العقوبات على هذا الكيان الغاصب؟ أم أن فصاحة لسانكم لا تقوى على أن تنطق كلمة جريئة لكل ما يعانيه الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية التي تهود يوميا ويتم الاستيلاء عليها؟ ولماذا تضعف أرجلكم ويصيبها الوهن عندما تأتي القضية على الكيان الصهيوني؟ تتصارخون وتدب فيكم النخوة وتصدرون بيانات التأييد "للتحالف العربي" لضرب اليمن أكثر البلدان العربية فقرا بأحدث الطائرات والصواريخ والقنابل العنقودية وغيرها من أحدث الأسلحة التي أنتجتها المصانع الحربية الامريكية والفرنسية والإنكليزية والألمانية ودفعت الدول الخليجية عشرات المليارات من الدولارات لهذا. "تتنافخون فخرا" بهذه القدرات "العربية" التي انطلقت من عقالها لضرب دولة عربية لم تعدي على أي من جيرانها او تشكل أي تهديد وتفعلون اتفاقيات "الدفاع العربي المشترك" ليس لنصرة الشعب الفلسطيني وتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية والأرض المغتصبة، انما تفعلونها للاعتداء على اليمن السعيد وقتل اطفاله ونساءه وكل شيء يتحرك أو ثابت على الأرض اليمنية من بشر ومدارس وجامعات وطرق مواصلات ومصانع أغذية ومحطات كهرباء وشبكات توزيع الماء والغاز وقصف مصانع الادوية والمستشفيات وتحرقون مزارع الحبوب والخضروات. ولولا الظروف التي لم تساعدكم لأرسلتم "قوات عربية" لاحتلال سوريا بعدما فشلت جحافل المغول التي جندت بمباركتكم في تركيع الشعب السوري وجيشه وقيادته السياسية، هذا الثالوث المقدس التي لم تقوى ولن تقوى عليه. كل هذا التجنيد العسكري والدبلوماسي والسياسي والاقتصادي والإعلامي الذي لم يسبق له مثيل استهدف وما زال الدول العربية الوطنية خدمة للمصالح والاستراتيجية الامريكية في المنطقة وكل هذا بمباركة الجامعة العربية مع استثناء بعض الدول مثل الجزائر والعراق ولبنان التي لم تستطع تغير هذا التوجه المدمر في هذه الجامعة التي أصبحت النسخة الثانية من مجلس التعاون الخليجي وكونها مطية للبترودولار. مشروع الجامعة العربية مشروع ولد ميتا ومع كامل تقديرنا للمجهودات التي قام بها بعض الرؤساء الوطنيين مثل جمال عبد الناصر وغيره من أجل تصحيح المسار الا انها باءت بالفشل او على أكثر تقدير منعت مزيد من التدهور في الحالة العربية. ولكن الواضح الان ومنذ سنوات ان هذه الجامعة التي لم تعد جامعة ولا عربية وأصبحت تعمل تحت المظلة الامريكية وحلف الناتو. ألم تشترك طائرات عربية خليجية في قصف ليبيا واسقاط نظام العقيد معمر القذافي؟ ألم تبارك الجامعة العربية العدوان على ليبيا واعطاءه الغطاء العربي والشرعية الدولية؟ أخيرا نقول لكل الحالمين في القيادة الفلسطينية وأملهم في أن تقوم الجامعة العربية لنصرة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني بانكم واهمون. كان من المفترض وأضعف الايمان ان تطالب الجامعة العربية بعض الدول والانظمة العربية وبعض "المفكرين" والسياسيين العرب من مقاطعة الكيان الصهيوني وعدم القيام بالزيارات المتبادلة وإعطاء شرعية للاحتلال وعقد الاجتماعات في القدس الشرقية "عروسة عروبتكم". ولكنكم بالطبع أوهن وأجبن من ان تقوموا بذلك خوفا من غضب السيد القاطن في البيت الأبيض.