2024-03-29 11:58 ص

الخوف من الإعتقال يُجبر أردوغان على التنازل

2016-08-23
بقلم:  الدكتور خيام محمد الزعبي
يستطيع أي متابع للأحداث الجارية في سورية أن يدرك أن هناك تطوراً دراماتيكياً على وشك الحدوث فى سورية، خاصة بعد أن تراجعت أنقرة عن فكرة رحيل الرئيس الأسد، وهو ما يتجلى من خلال إعتذار أردوغان للشعب الروسي والتقرب من إيران وموقف تركيا الأخير بإعلانها تطبيع علاقتها مع دمشق، واستعدادها لبحث مسألة الإرهاب في سورية، وهو ما يعني تراجع في الموقف التركي في الحرب السورية. اليوم تقوم تركيا بجهود مستمرة وفعالة للحل السياسي في سورية بما يحقق مصالحها القومية ومصالح كل من روسيا وإيران، فالحل السياسي في سورية غير ممكن دون تعاون رباعي بين موسكو وأنقرة وطهران ودمشق، والكلام الصادر عن رئيس الحكومة التركي على بن يلديريم في غاية الأهمية وهو نتيجة للحوار الروسي التركي المستمر منذ القمة الرئاسية التي عقدت في موسكو، إذ أكدت الدبلوماسية الروسية عن الرئيس التركي قوله خلال المحادثات مع الرئيس الروسي مؤخراً “ إن الرئيس بشار الأسد كان صديقا مقرباً مني شخصياً ومن عائلتي وأنا أعرفه جيداً وهو يعرفني وقد تعاونا في الماضي، وأضافت من “إنه لم يقم بدعم التنظيمات الارهابية داخل تركيا ولم يسمح لمن حاول الهرب بعد الانقلاب، وهو وقف موقفاً لم تلتزم به حليفتنا أمريكا التي تمول وتسلح وتدعم المسلحين في سورية على حدودنا". وعلى صعيد متصل أفرز الإنقلاب التى شهدته تركيا يوليو الماضى، والتى وضعت سياسة الرئيس أردوغان على المحك، وكادت تطيح بأحلامه، توجها جديداً في السياسة الخارجية، وعلى الخصوص توجهها بشأن ملف الأزمة السورية، وبعد عدة زيارات ولقاءات عقدت بين صناع القرار فى طهران وموسكو، تغير الموقف التركى، ورجعت تركيا عن موقفها وسياستها الخارجية الخاطئة في سورية، لكنها لم ترجع لأنها عرفت خطأها، وإنما اضطرت للرجوع بعد بدء تحقيقات فى الأمم المتحدة حول علاقة أردوغان مع داعش، بعد تقديم روسيا الأدلة التى تثبت تورط أردوغان في خرقه الحظر الدولي وبيع النفط لداعش وتقديمه الأسلحة لها، وبذلك فإن تغيير وتقريب أراء أردوغان من سورية أتى نتيجة تضييق الدائرة القضائية الدولية حول أردوغان، ولذلك تغيرت السياسة الخارجية التركية تجاه روسيا وإيران وسورية تغييراً جذرياً بغية إنقاذ أردوغان من الإدانة فى المحكمة الدولية بدعم هذه الدول، بالإضافة إلى التطورات الأخيرة فى المنطقة وفشل حركة الجيش فى تركيا، وتقدم الجيش السورى في الشمال السوري حيث حققت قوات الجيش السوري وحلفاؤها تقدماً كبيراً في مختلف جبهات القتال في حلب. وأصبحت عملية التقدم أسرع مما كانت عليه في السابق، فضلاً عن إستياء تركيا من سياسة أمريكا في سورية والخلاف حول الورقة الكردية، والدعم الأمريكي اللامحدود للأكراد في إقامة مشروعهم على الحدود التركية السورية كل ذلك أدى إلى تغيير الحكومة التركية سياستها بشأن الأزمة السورية. لذلك كانت الخطوة الأولى هي موافقة تركيا على ضبط الحدود بينها وبين سورية وهي التى لطالما شهدت عمليات دفع لمقاتلي داعش والقوى المتطرفة الأخرى إلى الأراضي السورية وذلك مقابل عدم السماح للأكراد بإقامة منطقة حكم ذاتي كردي على حدودها بعد أن رأت أن القوة المتنامية التي يمتلكها حزب الإتحاد الديمقراطي الكردي السوري، التي اقتطعت منطقة في شمال سورية على طول الحدود التركية، والتفجيرات ا