2024-04-18 02:31 م

حتى لا يفسر الماء بعد الجهد بالماء

2016-08-23
بقلم: د. أنور العقرباوي 
استنكرت الخارجية المصرية على لسان المتحدث بإسمها ما أسمته، التحريف المتعمد لتصريحات وزير الخارجبة المصرية، اللتي كان قد أدلى بها أمام جمع من أوائل الثانوية في مصر، واللتي قال فيها: "إنه لا يمكن اعتبار قتل أطفال فلسطينيين على أيدي (إسرائيل) إرهابا طالما لا يوجد إتفاق دولي على تعريف محدد للإرهاب". المتحدث فسر ذلك بقوله: "إن رد وزير الخارجية، سامح شكري جاء ليشير إلى عدم وجود إتفاق دولي على تعريف قانوني محدد للإرهاب وأن هناك خلافا دوليا حول التمييز بين المدلول القانوني والسياسي لمصطلح الإرهاب" باديء ذي بدء فإنه لا يسعنا إلا أن نعترف بالعرفان وأن نجزي الشكر لشعب مصر العظيم، والامتنان والتحية لكل طلبة مصر على هذا الشعور القومي، وهم اللذين اكتوى اسلافهم يوما بنيران الحقد والإرهاب الصهيوني، عندما تعمدت طائراته تدمير مدرسة بحر البقر واللتي قضى كثيرون من طلابها شهداء تحت انقاضها, والأمثلة على ذلك كثيرة ولا مجال لذكرها! وبين ماجاء على لسان الوزير وتفسير المتحدث بإسم خارجيته، وحتى لا نقع في الإثم، فإن كانت قرائتنا صحيحة لتفسيره، فإننا: --- لا نظن أنه يقصد بتفسيره هذا إصدار صك براءة لتنظيم "داعش" الإرهابي اللذي يجز رقاب الاطفال من الوريد إلى الوريد في سوريا؟! --- ولا نعتقد أنه يتجاهل بذلك الجماعات الإرهابية، اللتي اعملت ولا تزال القتل والخراب في حق جنود مصر في سيناء؟! --- ولا يعقل لنا أن نفكر بأنها شهادة غفران لآل سعود، اللذين تلطخت أيديهم بدماء أطفال وشيوخ ونساء اليمن؟! --- وليس بوسعنا أن نجتهد إن كان ذلك ردا على مزاعم مرشح الرئاسة الأمريكية العنصري، دونالد ترامب، اللذي ما انفك يوما بوصف المسلمين بالإرهابيين؟! وإذا كان لا يوجد هنالك إتفاقا دوليا حول التعريف أو التمييز بين المدلول القانوني والسياسي لمصطلح الإرهاب، وإن كنا ندرك ذلك ولا نجهل أسبابه، فلعله كان أولى بالمتحدث بإسم الخارجية، أن يذكر بازدواجية المعايير في تطبيق حقوق الإنسان لدى الدول النافذة، وأن ينتهزها فرصة لدعوة المجتمع الدولي للتعريف بالإرهاب وأسبابه ونتائجه، طالما أنه أصبح قضية العالم كله، درءا منه لسمعة مصر اللتي نحرص عليها، ونتمنى لها ان تعود لتاخذ مكانها الطبيعي بين امتها والعالم اجمع. 
* كاتب فلسطيني مقيم في واشنطن