2024-04-20 08:40 ص

كل شيء محتمل في شبه الجزيرة الكورية

2016-08-26
بقلم: رابح بوكريش
يزداد التوتر حدة في شبه الجزيرة الكورية بشكل متسارع، حيث قال زعيم كوريا الشمالية إن تكنولوجيا إطلاق الصواريخ وصلت إلى أعلى المستويات، مشيرا إلى أن أجهزة الإطلاق، وقوة المحرك الذي يعمل بالوقود الصلب، ودقة الرؤوس الحربية في تدمير الأهداف، بلغت المستوى العملياتي المطلوب، ووصف كيم جونغ أون إطلاق بلاده الصاروخ البالستي من غواصة يوم الأربعاء 24 أوت، بأنه "نجاح عظيم" مؤكدا أن لبلاده القدرة التامة على القيام بهجمات نووية . وفي اتصال هاتفي مع سعادة سفير كوريا الشمالية عن الموضوع قال " ... لا يمكن لأحد أن يفكر في الانفراج أو ضمان السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة ما لم توقف المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وجنوبي كوريا بشكل كامل . أما نحن فقد اخترنا طريقا للتسلح النووي كأجراء للدفاع عن النفس من أجل الدفاع عن دولتنا ونظامنا ونمضى قدما في تعزيز القوى النووية كخط استراتيجي. إن المحاولة العدائية تجاه كوريا وعوامل التهديد النووي من طرف الولايات المتحدة وفي مقدمتها مناورات الحرب العدوانية المستمرة والمتواصلة لن تلفت من رد جيشنا وشعبنا الذى لا يعرفه الرحمة... " . الحقيقة المؤسفة حقا والتي لا شك فيها هي أنه لا توجد أية بادرة توحي بأن الأوضاع ستسقر في هذه المنطقة ، أمريكا سائرة في اتجاه تأجيج الموقف من خلال القيام بالمناورات العسكرية المشتركة ذات الطابع الهجومي والعدواني، مهما كان الثمن!! اما كوريا الشمالية فقد اخترت طريقا للتسلح النووي كأجراء للدفاع عن النفس لأنهم شعروا أنهم مستهدفون، وأنهم يواجهون خطرا دائما لذلك، فإنهم يسعون لتطوير قدراتهم العسكرية والنووية كخط استراتيجي ويتعاملون من منطلق مصالحهم من أجل الدفاع عن دولتهم ونظامها . وهذا أمر خطير لأنه سيؤدي في النهاية الى حرب نووية في المنطقة تقضي الأخضر واليابس . على كل حال كوريا الشمالية تتعامل مع أمريكا معاملة الند، مما أثار أمريكا ضدها وإدراجها ضمن دول محور الشر من جهة ومن جهة أخرى الأمريكان لهم هدف أساسي استراتيجي في هذه المنطقة هو تطويق الصين والسيطرة على منطقة آسيا وبترويلها، ويتضح ذلك من وجود أمريكا في أفغانستان وجنوب شرق آسيا خوفا من تصاعد القوى الصينية خلال العشر سنوات القادمة، ووجود صراع بين الصين وأمريكا على السيطرة على شبه الجزيرة الكورية.