2024-03-28 11:53 ص

"الدعوة لوحدة الفلسطينيين" غطاء محور الاعتدال للتطبيع مع اسرائيل

2016-08-27
بقلم: اسماعيل عجـوة
دول عربية "تتودد" للقيادة الفلسطينية، والممارسات على الارض أو المواقف المتخذة من قادة هذه الدول، لا تشير الى "محبة خالصة"، أو حرص على شعب فلسطين وقضيته، ولا تؤسس لعلاقات مبنية على الاحترام واسناد الفلسطينيين ودرء الأخطاء عنهم.
هذا "التودد" عنوان مرحلة جديدة، وتطور مقلق أخذ يبرز بقوة في الاقليم، مرحلة بتاء علاقات علنية مع اسرائيل، وتعزيز القائمة منها، والمدخل لذلك، نشاط مكثف غير مسبوق لايجاد "تسوية" للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لكن، طبيعة وماهية هذه التسوية غير واضحة، وهذا كافٍ لاثارة القلق في صفوف الفلسطينيين وقيادتهم.
هذه الدول وجدت في القضية الفلسطينية "الجسر" الذي ستعبره باتجاه تل أبيب، تحالفا وتطبيعا ووحدة موقف اتجاه ازمات وملفات المنطقة، والساخنة منها تحديدا.
من هنا، نرى لقاءات ونسمع عن اتصالات علنية وسرية تحت يافطة "حل الصراع".. والتوطئة له، باستئناف التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، بعيدا عن أية اشتراطات، أو مطالبة لاسرائيل بدفع الاستحقاقات المترتبة عليها.
"تودد أنظماتي عربي" في خدمة أجندات العواصم التي ارتبطت معا، في محور أطلقت عليه واشنطن وتل أبيب اسم محور الاعتدال العربي، أي المحور الذي يسير في الركاب الامريكي، والعامل في خدمة البرامج والمخططات الامريكية، محور أثبتت التطورات والوقائع في الساحة السورية، فشل سياسات أعضائه، من دعم للارهاب أو مشاركة في تقديم الخدمات المتنوعة لعصاباته، لذلك، نرى هذا اللجوء ـ المثير للشكوك ـ من جانب دول محور الاعتدال الى الباب الفلسطيني، وكأن الحرص على الفلسطينيين "سقط فجأة" على أنظمة شطبت قضيتهم من جدول اهتماماتها.. ولم يعد أمام الانظمة الا استخدام هذا الباب "ولوجا" الى تل أبيب، التي لم تعد عدوا لمحور الاعتدال.
ما يقوم به هذا المحور من تحرك ولقاءات واتصالات، واطلاق تصريحات الحرص والمحبة، هو تدخل سافر في الشأن الفلسطيني الداخلي، تدخل ليس من المستبعد أن ترافقه ضغوطا تمس القيادة والشعب وحقوقه، فالهدف الأول لمحور الاعتدال في هذه المرحلة هو: التحالف مع اسرائيل، واشهار العلاقات "المنسوجة" سرا بين عواصم عربية وتل أبيب، والدعوة الى عقد مؤتمر اقليمي تندرج في هذا السياق والاطار، ومناشدات الحرص على وحدة الشعب الفلسطيني، ووحدة حركة فتح ليست "بريئة"، فهي تصب في الهدف نفسه، فمتى كانت دول المحور المذكور حريصة على وحدة وحقوق وأراضي شعب فلسطين؟! الحريص على هذا الشعب هو من يقف الى جانبه في مواجهة الاحتلال وممارساته البشعة، ويشارك في حماية القدس ومقدساتها، ولا ينتهج سياسة الحصار للشعب والقيادة، ولو كان محور الاعتدال حريصا، بالفعل على فلسطين وشعبها، لما شارك في المؤامرة الارهابية الكونية على الشعب السوري.
ما نشهده، والمتعلق بتحركات محور الاعتدال المتخذة من "الحرص" على شعب فلسطين ووحدته، هو بداية مرحلة خطيرة صعبة، تستهدف تصفية قضية هذا الشعب، والحصول على "صك غفران وبراءة" وتذكرة دخول لأبواب التطبيع مع اسرائيل، وما نخشاه هو أن تنزلق القيادة الفلسطينية وراء هذا المحور، عندها ستكون الخاسرة فتفقد موقعها ومحبة شعبها، وتلعنها الجماهير والتاريخ.