2024-04-25 11:03 م

قدسية فلسطين ،، التشبيك ،، السيادة

2016-08-29
بقلم: محمد شادي توتونجي
على هذا ومن أجل هذا قامت الثورة الإسلامية في إيران ، وحوصرت في شعب أبي طالب لقرابة 36 عاماً ، تلك الأعوام التي جعلت منها قوة علمية كبرى وازداد خلالها الناتج القومي الإيراني 150 مليار دولار حسب البنك الدولي ، وأصبحت متقدمة جداً على كل دول الجوار الغنية بالموارد والنفط والتي تصدر يومياً ما يقارب الـ 15 مليون برميل من النفط مجتمعة ، ومعظم سكان تلك البلدان يعيشون تحت خط الفقر بكثير ، وبغالبية عظمى يسكنون في بيوت مستأجرة ، وكثير من هؤلاء يسكنون ببيوت لا يطيق البشر العيش فيها ، على الرغم من الغنى الفاحش لتلك الدول والعائلات الحاكمة فيها التي تنفق أموالاً طائلة على موائد القمار والمنتجعات الغربية للترفيه والمتعة ، فضلاً عن المليارات التي تدفع فيها لتدمير الدول التي تمس بأمن الكيان الصهيوني ، ولشراء ذمم وضمائر المحطات الإعلامية من فضائيات وصحف ، ومن ثم تفشل في كل ملفاتها وتثبت عجزها وفشلها الكبير في كل الملفات ، فلا أكلوا عنب الشام ، ولا حصدوا سدر اليمن ، ولا أحرقوا بلح بغداد. بينما إيران استمرت تبني نفسها على مبادئ ، واستراتيجيات ، وسياسات أفشلت كل محاولاتهم ، وأصبحت نووية ونانووية وظلت سائرة بثبات على مبادئ الثورة الإسلامية لتحرير فلسطين وطرد الكيان الصهيوني وتكوين إيران الحرة المستقلة باتباعها استراتيجيات في بناء هذه الدولة على مبادئ الثورة الإسلامية وتحويلها لدولة متقدمة متطورة. كان أبرز تغير فور نجاح الثورة في قبع نظام الشاه العميل البائد " بهلوي " هو إنزال علم الكيان الصهيوني ورفع علم فلسطين بدلاً عنه ، و من هنا كانت نقطة التحول الكبرى وبداية سقوط الأقنعة عن الأنظمة الخليجية التي دفعت العراق للحرب على إيران لمدة ثمانية سنوات بتهمة التمدد الإيراني الشيعي والتهام الخليج العربي ، وسعرت الحرب وأشعلت نيرانها وأنفقت عليها مليارات الدولارات ، وانتهت الحرب استنزافاً لكلا القوتين العراقية والإيرانية التي يمكنهما بشكل ما تهديد أمن الكيان الصهيوني ووجوده لو توحدت قواهما بدلاً من استنزافها. وبعدها تآمرت دول الخليج على العراق وخفضت أسعار النفط لتدمير العراق بشكل كامل اقتصادياً مما دفع نظام " صدام الحسين " للهجوم عليها ، تم استجراراه لحرب الخليج الثانية ليصار إلى تدميره كاملاً ولإيجاد غطاء شرعي لتواجد القوات الأمريكية في مياه الخليج العربي قبالة إيران التي تصدح ساحاتها كل ساعة بشعارات الموت " لأمريكا " ، " الموت لإسرائيل ". وبالتالي نجد أن السبب الرئيسي لمعاداة إيران لهذه الدرجة المسعورة ومحاولة شيطنتها من قبل أنظمة العمالة العربية في عيون شعوب المنطقة وجعلها بعبعاً وفزاعة لأمن المنطقة ، وإطلاق الكلام عن تصدير الثورة الشيعية وخطورة إيران النووية هما المشروعان التي طرحتهما إيران بما تريده من المنطقة ، فما هما هذان المشروعان؟؟ طرحت إيران الثورة مشروعين مهمين وهما المبادئ التي قامت عليهما الثورة : 1- قدسية فلسطين العربية ووجوب تحريرها كاملة من الكيان السرطاني الإسرائيلي ، ووجوب إزالة هذا الكيان السرطاني نهائياً من جسد الأمتين العربية والإسلامية وهو السبب الأهم الأكبر والأخطر الذي أعلن عِداء الأنظمة الرجعية العربية ومشغليهم الغربيين للثورة الإسلامية ومحاولات وأد الثورة في مهدها وعندها أصبحت إيران شيعية وتشكل خطرًا على الأمن والسلم العالميين ولا بد من القضاء عليها. 2- أما المشروع الثاني الذي تريده إيران في المنطقة تشكيل منظومة من الأمن القومي لهذه المنطقة وإخراجها من التبعية للغرب وأمريكا ، وتشكيل منظومة اقتصادية عالمية كبرى جديدة تجعل من دول المنطقة بأمكانياتها الاقتصادية والبشرية والموارد الطبيعية قوة عالمية لا يستهان بها جامعةً لإيران وتركيا والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر ودول الخليج العربي ، وإنشاء محموعة " تشبيك " اقتصادي أمني عسكري يضمن سيادتها. ولكن خشية الأنظمة العربية الرجعية من فقدانها دورها بالعمالة ونتيجة لتبعيتها للغرب الاستعماري وشعورها بخطرها الوجودي إن خرجت عن طوع من أوجدها وأتى بها لكراسي الحكم ، ولارتباط وجودها ومصالحها بوجود وأمن الكيان الصهيوني ، دفعها إلى الزج بكل طاقاتها وإمكانياتها لمحاولة تدمير إيران الثورة ، وذلك بكافة الوسائل الاقتصادية ودعم حصار إيران الجارة بكل الجهات واستجلاب الجيش الأمريكي للعراق بما يقارب 150 ألف جندي على الأرض عدا عن البوارج والقواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها لتهديد وتحجيم إيران الثورة ومحاولة عزلها عن جوراها وإفقادها عمقها الحيوي والجغرافي في العراق وسوريا لقطع الطريق الواصل إلى فلسطين الهدف الأسمى والأغلى للثورة. واستخدمت هذه الأنظمة العميلة كل المُحرّمات لشيطنة الثورة الإسلامية ولم تألُ جهداً لتغيير بوصلة العِداء من تل أبيب إلى طهران ، وتم تدمير وتصفية القضية الفلسطينية وتناسى الأعراب الأراضي المحتلة السورية في الجولان وجنوب لبنان ، وذلك لأن إيران هي الدولة الوحيدة والقادرة في المنطقة على تدمير وإزالة الكيان الصهيوني. وإلى كل من لم يفهم ألف باء السياسة التي قامت عليها الثورة الإسلامية الإيرانية التي قامت عليها بدعم الأنظمة والشعوب المقاومة في المنطقة من أجل تحقيق الخروج عن التبعية للغرب وقدسية قضية فلسطين ، نقول : أن إيران الثورة لا يثنيها عن هذه المبادئ لا اتفاق نووي ولا غيره ، وبأنها لا ولم ولن تخرج عن روح الإمام الخميني قدس سره ، وأن الأقاويل عن أن ثمن إيران النووية هي لحومنا ودمائنا في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق ، وبأن إيران باعت الثورة بمفاعلات نووية وعلاقات اقتصادية مفتوحة مع أوروبا وغيرها ، ما هي إلا أماني يمنون أنفسهم بها ، وبأنهم لا يقيسون الأمور إلى على قدر عقولهم وعمالتهم. وبالتالي نقول للواهمين الذين يسوقون لفكرة أنه صعب ولكنه غير مستحيل أن تنساق لمشروع تسوية تاريخية يقوده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين الكيان الصهيوني وسورية ويشمل حزب الله وتقنع إيران بأنه ثمة بديل للمقاومة المسلحة ، بأنكم طالما تقرؤون إيران على قدر تفكيركم وتقيسونها على مدى تبعيتكم وعمالتكم فإنكم لن تستطيعوا إسقاطها وستبقى الثورة هي الرابحة لقرون عديدة بمبادئها وثباتها وحريتها ورفضها للتبعيات.